وقال أحمد الدهان، من مخيم أبو سفيان في ريف حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع كارثي، النازحون يتوافدون من ريف إدلب ولا توجد خيام، والخيمة الواحدة تأوي ثلاث أو أربع عائلات، ولا توجد عوازل مطرية".
وبيّن أن عدد العائلات التي وصلت إلى غاية أمس، الأحد، تجاوز 110 عائلات، "ولذلك نحتاج إلى خيام وسلال غذائية وأغطية وفرشات، كما نحتاج إلى مواد للتدفئة، فالبرد شديد هنا، والسماء تمطر هذه الأيام. المياه من فوقنا وتحتنا، والطين أغرقنا".
من جهته، قال رئيس مجلس بلدة جرجناز السابق حسين الدغيم، التي نزح جميع أبنائها جراء القصف، لـ"العربي الجديد": "نعم هناك العديد من العائلات لا تزال في مراكز الإيواء المؤقت، وكثيرون منهم بحاجة إلى خيام".
وتابع "لم نصل بعد لدرجة وجود نازحين في العراء، إلا أن هناك عدة عائلات تتقاسم خيمة واحدة، وأمس طلب أحد المشرفين على المخيمات 30 خيمة لوجود أسر تتم استضافتها من قبل عائلات أخرى، لكن مع الوضع الجوي السيئ فالحالة مزرية". ولفت إلى أنه "عبر مبادرات شخصية وأهلية، تم تأمين عدد من الخيام وتوزيعها على أكثر من منطقة، لكن نحن بحاجة لأعداد أكبر، خاصة في حال استمر القصف على ريف حلب الجنوبي ومنطقة سراقب".
من جهته، قال جهاد يوسف، من قرية إرشاد بريف حلب، وهو عضو فريق عمل مدني "لأجلك بلدي"، لـ"العربي الجديد": "نحاول اليوم دعم النازحين من إدلب عبر جمع تبرعات من أهل المنطقة، ولدينا اليوم مثلا في صوران وريفها ما يقارب 500 عائلة، وفي أخترين وريفها 520 عائلة، ومارع وريفها نحو 100 عائلة، وارشاف وصالحية ودابق ما يقارب 70 عائلة، أتوا من معرة النعمان".
وتابع "يقيم نازحون في منازل جاهزة وبعضهم في أخرى غير جاهزة، ولا يوجد في هذه المنطقة أي مركز إيواء أو مخيمات، والمساعدات تقتصر على ما يقدمه الأهالي، إضافة إلى ألبسة وأغطية وما يمكن أن يتوفر من احتياجات الحياة اليومية، في وقت تغيب فيه المنظمات الدولية". وبين أن "الحاجة اليوم إلى استجابة سريعة لهؤلاء، من سلال غذائية وفرشات وأغطية ومواد تدفئة"، وتابع "ما نقدّمه اليوم بالاعتماد على ما يجمع من الأهالي، لن يستمر لفترة طويلة، الأمر يتطلب وجود منظمات دولية لتأمين هذه الاحتياجات".
من جهته، قال الناشط خالد الحمصي، النازح بريف حلب، لـ"العربي الجديد": "لا أعتقد أن هناك حروفا أو صورا أو فيديوهات تستطيع أن تروي هذه المأساة الإنسانية، لأن ما يحصل أشبه بأهوال القيامة".
وأضاف "هناك أناس افترشت المرافق العامة، مثل المساجد وباحات المدارس والحدائق، وآخرون تظللوا تحت السماء في الأراضي الزراعية".
وأكمل "جميع الذين نزحوا أخيرا ليسوا بحاجة إلى سلة إغاثية بقدر حاجتهم لما يغطي رؤوسهم، بيت أو حتى خيمة باتت شبه حلم، في ظل استمرار التساقطات المطرية، فالأراضي في شمال حلب طينية، والوضع يتفاقم في غياب المنظمات. هناك حملات شعبية لكن الأمر أكبر من فريق تطوعي بسيط هنا أو هناك".
بدوره، قال مسؤول الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة حلب، الدكتور عبد الكريم ياسين، لـ"العربي الجديد": "مع بداية موجة النزوح أعدننا خطة طوارئ لمنظومة الإسعاف لإجلاء العائلات التي لا تملك وسائل نقل، والتنسيق مع المنظمات الفاعلة لاستيعاب النازحين في مخيمات المنطقة، إضافة إلى التنسيق مع المجالس المحلية لبناء مخيمات ولو كانت صغيرة في أطراف كل قرية وتجهيزها للنازحين".
وأضاف "كما تم وضع خطوط تواصل وتوجيه فرق الدعم النفسي وعمال الصحة المجتمعية لإجراء لقاءات مع النازحين وربطهم بأماكن الحصول على الخدمات ( طبية - غذائية - دوائية ....)".
وذكر أنه إلى اليوم "لا توجد إحصائية دقيقة للواصلين لريف حلب الغربي، إذ تتوزع الوجهات لريف إدلب الشمالي وعفرين وأعزاز"، مبينا أن "هناك أعدادا لا بأس بها في العراء بسبب عدم توفر مراكز الإيواء ومنازل للإيجار، وهناك عائلات متكدسة بمنزل واحد".