ميركل وهولاند يلوّحان بعقوبات جديدة ضدّ موسكو

10 مايو 2014
بوتين في أول زيارة لشبه جزيرة القرم (ساشا موردوفيتش/Getty)
+ الخط -

لوّحت كل من فرنسا وألمانيا، اليوم السبت، بالانتقال الى المرحلة الثالثة من العقوبات ضدّ روسيا، في حال لم تجر الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أوكرانيا في 25 مايو/ أيار الجاري، وفقاً لما هو مقرر. فيما يستعد الانفصاليون في الشرق الأوكراني للاستفتاء حول الاستقلال غداً الأحد، على وقع العمليات العسكرية المتواصلة، والتي شهدت معارك دامية في ماريوبول.
وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في بيان مشترك عقب لقائهما في بلدة سترالساند الألمانية، من أن بلديهما سيتخذان الإجراءات المناسبة، اذا لم تمض الانتخابات قدماً. وقالا "سيؤدي (ذلك) حتماً الى المزيد من زعزعة استقرار البلاد. بينما اتفقت ألمانيا وفرنسا على إنه إذا حدث ذلك فستطبق عندئذ التبعات المناسبة وفقاً لما حدده المجلس الأوروبي في 6 مارس/ آذار 2014".
وهذه إشارة واضحة الى المرحلة الثالثة من العقوبات ضدّ روسيا، لاسيما الاقتصادية، التي وافق عليها زعماء الاتحاد الأوروبي في السادس من مارس/ آذار الماضي. كما طالبا الزعيمان من كييف، في الوقت نفسه، أن "تمتنع عن شنّ عمليات هجومية قبل الانتخابات، وأن يكون الاستخدام المشروع للقوة لحماية الأفراد والبنى التحتية متناسباً".

ودعت فرنسا وألمانيا جميع الأطراف بالبدء في نزع أسلحة القوات غير النظامية تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في موعد غايته 15 مايو/ أيار. وقالت ميركل في تصريحات للصحفيين عقب صدور البيان، إنه إذا أخفقت انتخابات 25 مايو/ أيار "فأننا مستعدون لاتخاذ عقوبات جديدة ضدّ روسيا".

في هذه الأثناء، احتجز الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك بشرق أوكرانيا، عناصر من الصليب الأحمر الدولي لساعات، قبل أن يطلقوا سراحهم، صباح اليوم السبت. وقال مسؤول في الصليب الأحمر رفض الكشف عن هويته "لقد أوقف فريق للطوارئ من الفرع المحلي للصليب الأحمر مع أحد أعضاء الصليب الأحمر الدولي، لكن جميعهم أحرار الآن".

وفي وقت سابق، قال مساعد المتحدث باسم "جمهورية دونيتسك"، كيري رودينكو، إن متطوعي الصليب الأحمر أوقفوا بالأمس، مضيفاً "نشتبه بقيامهم بالتجسس، ويتم التحقق حالياً من هذه الاتهامات". فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن موقع معلومات محلي، يدعى "نوفوستي دونباسا"، إنه تم توقيف سبعة أشخاص من بينهم مواطن فرنسي.

من جهة ثانية، شهدت مدينة ماريوبول الواقعة في الجنوب الشرقي، الجمعة، مواجهات عنيفة، فقد هاجم نحو ستين ناشطاً انفصالياً، مجهزين بأسلحة رشاشة مقر الشرطة المحلي. وأسفرت تلك المعارك عن سقوط عشرين قتيلاً في صفوف المهاجمين، وقتيل في صفوف الشرطة، بحسب وزير الداخلية أرسين أفاكوف.

إضافة الى المعارك في ماريوبول، تعرضت وحدة من نحو مئة عنصر من الحرس الوطني الأوكراني وصلت كتعزيزات، الجمعة، لهجوم من قبل مسلحين موالين للروس. وأسفر تراشق بالنيران لفترة وجيزة عن سقوط جريحين.

ويبقى التوتر على أشده في شرق أوكرانيا، مع اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي في الخامس والعشرين من مايو/أيار، لانتخاب خلف للرئيس المخلوع الموالي للروس، فيكتور يانوكوفيتش، الذي عزل في أواخر فبراير/شباط. وينتظر وصول رئيس المجلس الأوروبي، هرمان فان رومبوي، يوم الإثنين، إلى كييف لدعم هذا الاقتراع.

خطط الاستفتاء ماضية
في هذه الأثناء، يستعد الانفصاليون في المنطقة الشرقية، لإجراء الاستفتاء حول الاستقلال غداً الأحد، متجاهلين بذلك طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتأجيله. وكان الأخير قد أثار غضب كييف، الجمعة، بزيارته إلى القرم للمرة الأولى، منذ قيام روسيا بضم شبه الجزيرة إلى أراضيها في مارس/آذار الماضي.

وفي مدينة سيباستوبول، المرفأ التاريخي الذي يرسو فيه الأسطول الروسي في البحر الأسود في القرم، شارك بوتين في احتفالات ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية. واعتبر في خطاب له أن عملية الضم كانت "وفاء للحقيقة التاريخية"، لافتاً إلى أن روسيا تحترم حقوق ومصالح الآخرين في البلاد، وتنتظر من الآخرين احترام "مصالحها المشروعة".
وسارعت كييف إلى التنديد بما اعتبرته "انتهاكاً فاضحاً للسيادة الأوكرانية"، يثبت أن "روسيا لا تريد البحث عن حل دبلوماسي". كما نددت الولايات المتحدة بزيارة بوتين، فيما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن الحلف لن يعترف بـ"ضم القرم إلى روسيا". وعبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن آسفها لمثل هذا الاستعراض في القرم.