ميركل تلتقي ترامب اليوم: الاتفاق النووي مع إيران و"الحرب التجارية"

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
27 ابريل 2018
6183C87F-AB5F-4C3F-BDB2-658C1C561B5F
+ الخط -
تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة، حيث تلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، لبحث ملفات عدة، على رأسها الاتفاق النووي الإيراني، و"الحرب التجارية" الناتجة عن الرسوم الأميركية الجديدة.

وتأتي زيارة المستشارة الألمانية بعد زيارة رسمية قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى واشنطن، ظللتها حفاوة من قبل إدارة ترامب، من دون معرفة ما إذا كانت باريس قد نجحت بثني الرئيس الأميركي عن قرار الانسحاب من الاتفاق مع طهران.

ووصف ترامب الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى في 2015، بـ"السيئ للغاية"، وتوعّد بـ"تمزيقه" في أكثر من مناسبة.

كما شدّدت الإدارة الأميركية عقوباتها على طهران، بسبب اتهامها بخرق البند الخاص بتجريب صواريخ باليستية.

وبينما طالب بعد ذلك بإدخال تعديلات على الاتفاق، هدّد ترامب، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بالانسحاب منه "حال فشل الكونغرس الأميركي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه" قبل 12 مايو/أيار المقبل، وهو موعد نهاية مهلة تمديد تعليق العقوبات على إيران بموجب الاتفاق.

وعلى جدول أعمال ميركل في واشنطن 20 دقيقة للقاء مغلق مع ترامب في المكتب البيضاوي، قبل غداء لمدة 90 دقيقة، ثم التوجه مباشرة إلى مؤتمر صحافي يستمر 30 دقيقة.

ولجأ كل من ماكرون وميركل لاعتماد استراتيجيات مختلفة إلى حد كبير مع ترامب، وكلا الأسلوبين معروضٌ هذا الأسبوع في واشنطن، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، في تقرير، أمس الخميس.

لكن الهدف هو نفسه، وفق التقرير، ألا وهو إحضار ترامب لإعادة التعامل مع أوروبا، والعالم، في كل شيء، بدءاً من الاتفاق النووي الإيراني، إلى منع التعرفات الجمركية وتجنّب إثارة "حرب تجارية".

وأعلن ترامب الشهر الماضي عن فرض رسوم نسبتها 25% على الفولاذ و10% على الألمنيوم، مشيراً إلى أن الواردات الأجنبية تضرّ بالأمن القومي الأميركي عبر تقويضها الإنتاج المحلي اللازم من أجل الجهوزية العسكرية.

ودفعت ردود فعل حلفاء واشنطن الغاضبة ترامب إلى منح شركاء رئيسيين، كالاتحاد الأوروبي، استثناء مؤقتاً تنتهي مدته في الأول من مايو/ أيار.

وعشية زيارة ميركل إلى واشنطن، تضاءلت آمال برلين في أن يتم إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي تعهّد ترامب باتخاذ إجراءات انتقامية لمواجهتها. وقال مصدر في الحكومة الألمانية: "علينا أن نتوقع فرض الرسوم في الأول من مايو/ أيار. ومن ثم سنرى كيف سنتعامل معها".

كما أنّه من المتوقع أن يطالب ترامب ميركل بضخ مزيد من الأموال في خزانة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل ألمانيا، وفق اتفاقية تسلّح الحلف، والمحددة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن مناقشة التصعيد الأخير بين موسكو والغرب، وكيفية العمل لحل الأزمة في سورية.

وفي تغطيتها للزيارتين، وضعت المجلة الألمانية "دير شبيغل"، على غلافها، صورة حادة لوجه ترامب، مع ظهور ماكرون يغمز بشكل غامض وهو يحمل مطفأة حريق، في حين أنّ ميركل تشبك يديها في الزاوية مع عنوان يسأل: "من الذي سينقذ الغرب؟".

وتساءلت "سي إن إن"، في تقريرها، ما الذي سيعمل بشكل أفضل: سحر ماكرون أم نهج ميركل؟ مشيرة إلى أنّ ميركل وترامب "يفتقران للكيمياء، والعلاقة بينهما سادتها بداية قاسية".

وذكرت "دير شبيغل" في هذا الإطار، أنّ "ترامب لم ينس أنّ ميركل ضمّنت تهانيها بعد انتخابه، بمحاضرة صغيرة تدعو للحفاظ على قيم مثل الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية"، مضيفة "الآن ماكرون صديقه، أما ميركل فلا تزال المربية".


ولطالما وبّخ ترامب أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي على خلفية العجز التجاري الضخم بينها وبين الولايات المتحدة وإنفاقها الضئيل جداً على الدفاع المشترك في حلف شمال الأطلسي.

وانتقد ميركل كذلك لفتحها حدود ألمانيا منذ عام 2015 أمام التدفق الضخم للاجئين، الذين شكل المسلمون غالبيتهم، في وقت استقبلت المستشارة بأسف قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ.

وهدّدت إيران، تعبيراً عن غضبها من تحول ترامب في سياسة الولايات المتحدة، باستئناف برنامجها النووي، في حين تحاول أوروبا تهدئة الطرفين.

وسعى الاتحاد الأوروبي وغيره من القوى الموقعة إلى إقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق، محذرين من أنّه يشكل أفضل وسيلة لمنع الدخول في سباق تسلّح نووي في المنطقة.

واقترح ماكرون فكرة التوصل إلى اتفاق منفصل، لتقييد برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها مجموعات مسلحة في الشرق الأوسط.


وبينما كان الرئيس الفرنسي يسعى إلى إقناع نظيره الأميركي بالاستمرار بالاتفاق النووي مع إيران، قال ترامب، أمس الخميس، إنّه يعتقد أنه غيّر رأي ماكرون بشأن إيران.

وقال ترامب إنّ ماكرون "يرى، على ما أعتقد، إيران بشكل مختلف كثيرًا عما كان قبل دخوله المكتب البيضاوي". وأضاف ترامب أن ماكرون "يفهم وجهة نظري في ما يتعلق بإيران".

وقبيل مغادرته واشنطن، الأربعاء، قال الرئيس الفرنسي إنّه يتوقع أن ينسحب ترامب من الاتفاق "لأسباب محلية".

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
بانون وترامب في البيت الأبيض، 31 يناير 2017 (تشيب سوموديفيا/Getty)

سياسة

يستعين المرشح الجمهوري للرئاسيات الأميركية دونالد ترامب بفريق من المساعدين، من شديدي الولاء له، فضلاً عن اعتماده على آخرين رغم خروجهم من الدائرة الضيقة.