موظفون قُطعت رواتبهم في غزة: مستقبلنا مجهول

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
13 فبراير 2019
A4BF8E86-995E-4FE5-BE0B-EEDFDB3D73F2
+ الخط -



فوجئ المُعلم عامر حجاج (45 عاماً)، من حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، بقطع راتبه، حين توجه لاستلامه في مطلع شهر فبراير/ شباط الحالي، وهو المُدرج ضمن قوائم موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية في القطاع.

ما أثار دهشة حجاج الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، أنه لا ينتمي لأي تنظيم سياسي، إلى جانب أنه لم يُهاجم السلطة الفلسطينية، أو الرئيس الفلسطيني، أو حتى حركة فتح، وهي الأسباب التي قيل إنها جزء من خلفيات قطع الرواتب.

ويشارك حجاج في الخيمة الاحتجاجية للمقطوعة رواتبهم أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني، غربي مدينة غزة، رفضاً لقطع رواتب ومخصصات نحو 5 آلاف موظف فلسطيني بدون سبب. ويقول الرجل الأربعيني إنه لا يملك أي مصدر دخل يعينه على مواجهة مستلزمات أسرته اليومية، وأنه أصبح بهذا القرار أمام مستقبل مجهول الملامح.

ويضيف لـ"العربي الجديد": "أعمل في قطاع التعليم منذ سبعة عشر عاماً، ولا أنتمي لأي تنظيم سياسي، وكنت أحصل عام 2017 على نسبة 70 في المائة من راتبي، وعلى نسبة 50 في المائة من راتبي عام 2018، إلى أن قطع بشكل كامل بداية عام 2019".

قطع الرواتب دون توضيح الأسباب (عبد الحكيم أبو رياش)

ويوضح أن أسرته التي استدانت لتوفير طلباتها، تحتاج إلى مصاريف يومية، إلى جانب المصروف المدرسي الشهري، ومصروف رياض الأطفال، مضيفاً: "أناشد سيادة الرئيس بإنهاء قرار قطع راتبي، فهو مصدري الوحيد لستر بيتي، وتأمين متطلبات أسرتي".

ويشابه حال المُعلم حجاج حال الموظفين الذين اعتصموا داخل الخيمة ورفعوا شعارات، كان من بينها "قطع الرواتب جريمة كبرى يجب محاسبة مرتكبيها"، "أين مؤسسات حقوق الإنسان من قطع الرواتب؟"، "أين صوت المجتمع من سياسة قطع الرواتب؟"، "قطع الأرزاق من قطع الأعناق"، "من حقي أن أتقاضى راتبي"، "نطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل ووقف سياسة قطع الرواتب".

وقف سياسة قطع الرواتب (عبد الحكيم أبو رياش)

من ناحيته، يقول الطبيب رامي فارس، من مخيم جباليا، شمالي القطاع، إنه توجه كعادته للحصول على راتبه بعد سلسلة من الحسومات، ليفاجأ بقطعه بشكل كامل، على الرغم من التزامه بقرار السلطة الفلسطينية بعدم الدوام، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بعد أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007.

ويضيف فارس (39 عاماً)، وهو يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد: "بعد المصالحة الفلسطينية، وقرار العودة للدوام في شهر فبراير/ شباط 2018، التزمت بقرار الشرعية مجدداً، وعُدت للالتزام بالدوام حتى هذه اللحظة، إلا أن راتبي قطع مطلع شهر فبراير الحالي".

مستقبل مجهول الملامح (عبد الحكيم أبو رياش) 




ويوضح فارس أنه لا يملك أي مصدر دخل إضافي إلى جانب دخله الأساسي على اعتبار أنه موظف سلطة فلسطينية، وأنه يحتاج يومياً إلى مواصلات من بيته إلى مقر عمله، مضيفاً: "سيضعنا قطع الراتب أمام فترة صعبة للغاية، قد تحرمنا من توفير أبسط مستلزماتنا الأساسية".

معظمهم لا يملكون مصدر دخل إضافي (عبد الحكيم أبو رياش)

وقطعت السلطة الفلسطينية رواتب عشرات الموظفين وأسر الشهداء والجرحى والأسرى من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، بشكل مفاجئ هذا الشهر، دون إيضاح الأسباب.

رفض القرار لما له من آثار سلبية (عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة
إضراب معلمي إدلب العربي الجديد 9 مايو 2024

اقتصاد

نظم معلمون في مدارس محافظة إدلب الخميس، وقفة أمام مبنى رئاسة الوزراء التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، شمال غربي سورية، ضمن احتجاج المعلمين في إدلب لتحسين أوضاعهم
الصورة

سياسة

مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح والأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جرى نقله من سجن عوفر وعزله منذ نحو أسبوع مع رفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن مكان وجوده.
الصورة
غالبية محال مخيم عين الحلوة مغلقة (العربي الجديد)

سياسة

لا تزال آمال عودة الاستقرار الكلّي إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، وقطع الطريق على أي جولة اقتتال جديدة، مرهونة بتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني ورفاقه.
الصورة

سياسة

أسفرت الاشتباكات، المستمرة منذ مساء أمس الخميس، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، بين قوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة لحركة "فتح" ومجموعات متطرفة، عن وقوع أكثر من 20 إصابة بينها ثلاث حالات حرجة.