واصلت أسعار الخضار الطازجة في السوق الفلسطينية تراجعها للشهر الثاني على التوالي، بسبب انطلاق موسم الحصاد في المزارع المحلية، بينما لم ينسحب هذا التراجع في أسعار الفواكه، خلال نفس الفترة.
وانخفضت أسعار الخضار الطازجة التي تشكل أكثر من 20٪ من سلة المستهلك الفلسطيني بنسبة 7.3٪ خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وفقاً لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الصادرة اليوم الخميس، مقارنة بالشهر الذي سبقه.
لكن تجاراً فلسطينيين وأصحاب مزارع قالوا لمراسل "العربي الجديد" إن أسعار الخضراوات خلال شهر مايو/أيارالجاري، سجلت انخفاضاً أكبر في الأسعار من الشهر الماضي، بسبب ارتفاع حجم العرض مقارنة باستقرار نسب الطلب عليها.
ويقول المزارع محمود درويش والذي يزرع نحو 100 دونم من البندورة (الطماطم) والبطاطا في مناطق الأغوار الشمالية، شرق الضفة الغربية، إن الأسعار انخفضت بنسبة 60٪ عما كانت عليه خلال يناير/كانون ثاني، خاصة البندورة، التي بلغ سعر الكيلو منها، بداية العام نحو 5 شواكل (1.4 دولار).
وكانت أسعار المنتج، سجلت خلال الشهر الماضي، انخفاضاً بنسبة 1.05٪، مقارنة مع شهر مارس/آذار الفائت، بسبب انخفاض أسعار السلع المنتجة من نشاط الزراعة بنسبة 2.74%، والتي تشكل أهميتها النسبية 36.01% من سلة المنتج.
وانخفضت أسعار السلع ضمن نشاط تربية الحيوانات بمقدار 3.58%، كما انخفضت أسعار السلع ضمن نشاط زراعة المحاصيل بمقدار 1.99%، بسبب انخفاض أسعار الخضروات الطازجة بمقدار 7.29%، على الرغم من ارتفاع أسعار الفواكه الطازجة بنسبة 8.57%.
أما الفواكه، فإن أسعارها على الرغم من بدء موسم حصادها هي الأخرى، شهدت ارتفاعاً خلال الشهر الماضي، بنسبة 8.57٪ مقارنة بالشهر الذي سبقه، لأسباب مرتبطة باعتماد الفلسطينيين على استيراد هذا النوع من المحاصيل، أكثر من الاعتماد على الزراعة المحلية.
ونشر "العربي الجديد" الأسبوع الماضي تقريراً، أظهر أن حاجة السوق المحلي من الفواكه سنوياً، تفوق كميات الإنتاج المحلي بأكثر من 20 ضعفاً، بينما يعد السوق الإسرائيلي الأقرب للمستورد والتاجر الفلسطيني.
إلا أن بوادر أمل، أعلن عنها وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية وليد عساف خلال الأيام الماضية، تتحدث عن زراعة مئات الآلاف من أشتال الفاكهة، مثل الشمام، البطيخ، العنب والجزر، في الأراضي الزراعية الواقعة في مناطق الأغوار.
وقال عساف خلال حديث مع مراسل "العربي الجديد" اليوم، إن السوق الفلسطينية اقتربت من الاكتفاء الذاتي في محصول العنب، "وبالتالي نجحنا في الاستغناء عن عنب الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنه "وبعد سنتين سنبدأ بتصديره إلى الأسواق العربية والعالمية".
وأشار إلى أن العام الجاري شهد زراعة نحو 2000 دونم من البطيخ، فيما بلغت مبيعات المزارعين نحو 50 مليون شيكل، "والموسم لم ينته بعد. وبعد عامين من اليوم فإننا سنكون قد اكتفينا ذاتياً من هذا الصنف وتخلصنا من بطيخ الاحتلال الإسرائيلي".
وبالعودة إلى زراعة الخضراوات، فقد بدأت وزارة الزراعة الأسبوع الماضي بتصدير نحو 5000 طن من البطاطا الحمراء إلى الأسواق الأردنية، وفق اتفاق سابق بين الجانبين.
وبحسب عساف، فقد تضاعف إنتاج البطاطا أربع مرات خلال العامين الماضيين، "وهناك فائض كبير مخزن في البرادات التي أنشئت لاستيعاب كميات الإنتاج الكبيرة المتوقعة".
وتعاني الزراعة الفلسطينية، تراجعاً في حجم نشاطاتها، وانخفضت حصتها من الناتج المحلي من 18٪ عام 1994 إلى أقل من 5.8٪ خلال العام الماضي 2013.
وكانت أسعار الخضار في الضفة الغربية، قد شهدت ارتفاعاً كبيراً نهاية العام الماضي، بفعل العاصفة الثلجية أليكسا، التي أفقدت الزراعة الفلسطينية خسائر بأكثر من 100 مليون دولار.
وارتفعت حينها، أسعار بعض السلع بنسبة 600٪، مثل الخيار الذي صعد من شيكلين اثنين (60 سنتاً) إلى 13 شيكل (3.4 دولار)، فيما وصل سعر كيلو الأفوكادو من 4 شيكل (1.2 دولار) إلى 10 شواكل (2.9 دولار)، إضافة إلى ارتفاعات أخرى في أسعار الطماطم والكوسا والباذنجان بنسب متفاوتة.