مهجرو دير البلوط يبحثون عن التدفئة والحماية مع قدوم الشتاء

19 أكتوبر 2018
الاستعدادات لفصل الشتاء (Getty)
+ الخط -



بدأ المهجرون في مخيم دير البلوط المعروف بمخيم "المحمدية" بمنطقة عفرين، استعداداتهم لـفصل الشتاء، ومن ضمنها بناء تصوينات تمنع مياه المطر من دخول خيامهم وإغراق ما فيها، ووضع أغطية بلاستيكية لمنع تسرب الماء إلى الخيام.

أبو يامن (51 عاما) مهجر من القلمون الغربي يقول لـ"العربي الجديد": "المنطقة هنا باردة
وقد أعلمنا أهلها بذلك، ومن الممكن أن تكون مماثلة للجو بمنطقتنا في القلمون الغربي، سمعنا أنه من الممكن أن تزوّد الخيام بعوازل للشتاء فتخفف عنا البرد، لكن في خيمة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أمتارا من المستحيل استخدام أي وسيلة تدفئة كمدفأة الحطب أو الوقود، فقد تتسبب بكارثة هنا وتشتعل النيران في الخيمة مباشرة".

ويضيف: "وسيلة التدفئة الوحيدة المتاحة لنا هي الأغطية في الوقت الحالي، ولا أعلم إن كانت هناك أي خطة من إدارة المخيم لوسائل تدفئة تتاح لنا".

بدوره يوضح سعد العمر لـ"العربي الجديد"، أنه خرج منذ فترة مع أناس من المخيم باتجاه بلدات وقرى ريف عفرين للسكن ضمن بيوت هناك، فتركوا خياما فارغة خلفهم، توجه بعض الأهالي لإدارة المخيم وسألوهم إن أمكن لهم استخدام هذه الخيم وكان الجواب بالإيجاب، فحولوها إلى مطبخ أو خيمة ثانية للمعيشة لبعض العوائل الكبيرة، كما قام الأهالي ببناء تصوينة للخيام منعا لوصول الماء خلال فترات المطر داخل الخيم، ليفاجأوا أمس بقدوم عناصر من فيلق الشام برفقة جنود أتراك ليهدموا هذه التصوينات بداعي أنها مخالفة لقوانين المخيم، مع توجيهات بضرورة ترك أي خيمة ثانية أخذتها أي عائلة.

ويقول العمر: "لا نعلم ما هي القوانين والغاية من منع تصوينة أمام الخيمة، وهل سيترك الأهالي في المخيم لمواجهة المطر؟".

وتتساءل فاطمة عمران عن الوسيلة التي ستؤمن بها الدفء لأطفالها الثلاثة في فصل الشتاء، وخاصة أن المنطقة هنا باردة، فالمدفئة التي تعمل على المازوت من غير الممكن تركيبها في الخيمة البلاستيكية، أما التدفئة باستخدام موقد الغاز فمضرة لهم لكونها تصدر الأدخنة السامّة، وعليهم بين الفترة والأخرى فتح الخيمة وتهويتها إذا أقدموا على اعتماد هذه الوسيلة.

وتردف عمران لـ"العربي الجديد": "نرجو من إدارة المخيم أن تزودنا بمدافئ تعمل على الغاز، لكونها الأقل ضرراً ونسبة خطر اشتعال الخيمة جراءها منخفضة، لكن حينها سنواجه مشكلة تأمين الغاز لثمنه المرتفع بالنسبة لنا كمهجرين، وعلينا تدبر أمورنا إن سمحوا لنا باستخدام هذه المدافئ أو قدموها لنا بشكل مجاني".

ويقول الناشط مأمون القاضي (29 عاما) لـ"العربي الجديد": "الشتاء سيكون قاسيا بكل معنى الكلمة على الأهالي هنا في المخيم، ولا سيما أن أبناء القلمون الغربي غير معتادين حياة الخيم في الشتاء وهذه التجربة الأولى لهم لكونهم هجروا قسرا باتجاه الشمال، وقد تكون الفترة الأولى من الشتاء صعبة وخصوصا مع المطر والبرد، لكن ما باليد حيلة فعلى الجميع في المخيم أن يتدبروا أمورهم ويتأقلموا مع الوضع الجديد داخل المخيم.

 

المساهمون