أطلق المتظاهرون في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد صحيفة مطبوعة حملت عنوان "تكتك"، وهي وسيلة النقل الشعبية الشهيرة التي أصبحت أيقونة على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن إطلاق إذاعة للمتظاهرين تغطي التظاهرات وتنشر أخبارها في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها في خطوة أولية.
وقال الناشط عبد الله السعدي: "تم إطلاق العدد الأول من صحيفة تكتك لتغطية التظاهرات والفعاليات والنشاطات الخاصة بساحة التحرير وسط بغداد وعموم المحافظات العراقية. وجاءت تسمية الصحيفة تيمناً بسُواق التكتك الذين كان لهم الدور الأبرز في إسعاف المصابين"، مبيناً أن "مطبعة تبرعت بطباعتها مجاناً ببضع مئات النسخ، والشبان من الناشطين هم من يقوم بكتابة الأخبار والأحداث والآراء".
وخصص المتظاهرون المقال الافتتاحي للصحيفة ليكون من نصيب سائق تكتك بعنوان "المستحيل ليس عراقياً"، وخارطة طريق إنقاذ العراق تحت مانشيت عريض بعنوان "الشباب يعلنون قيامة العراق". واعتبر فنانون وكتاب أن هذه الصحيفة ستكون من أهم الصحف العراقية التي ستوثق هذه المرحلة.
وقال الفنان التشكيلي زياد جسام، إنّ "جريدة تكتك التي أصدر عددها الأول شباب التحرير ووزعت في ساحة التحرير في تقديري ستكون من أهم الصحف العراقية، لكونها ستوثق كل ما لم تستطع توثيقه الصحف الأخرى".
وعن سبب إصدار الصحيفة، قال الناشط المدني حسام العامري: "نحن لا نثق بالإعلام العراقي بصراحة، فالصحف العراقية إما مسيسة لأنها تابعة لأحزاب أو واقعة تحت ضغوط حكومية، وبالتالي لا تنقل الحقيقة ولا تغطي ما نتعرض له من قمع حكومي".
واعتقد العامري أنّ "هذه الصحيفة ستكون بداية لمشروع إعلامي وصحافي مستقل يديره شباب متظاهرون عراقيون مستقلون، لنشر الأخبار والمواد الحقيقية الخالية من الضغوط الحكومية والتوجهات السياسية وبحيادية تامة ومصداقية عالية".
ولم يكتفِ المتظاهرون بإصدار صحيفة ورقية تنشر أخبارهم، بل أطلقوا أيضاً إذاعة في ساحة التحرير تنشر أخبار التظاهرات في عموم العراق وتغطي الساحة والمناطق القريبة منها، فيما يقول الناشطون إن الإذاعة والصحيفة بداية لمشروع إعلامي مستقل لدعم المتظاهرين.
وذكر أحد الشباب الناشطين المشرفين على الإذاعة أنّ "البث انطلق عصر الثلاثاء من داخل ساحة التحرير عبر مكبرات الصوت ضمن حدود ساحة التحرير والمناطق القريبة منها وقد انطلق البث باسم "نريد وطناً" وقد بثت بيانها الأول للمتظاهرين خلال البث التجريبي"، مضيفاً: "سنحاول في الأيام المقبلة تخصيص تردد للإذاعة لتغطية العاصمة بغداد وعمل صفحة رسمية لها على موقع فيسبوك، ليسهل التواصل بين الإذاعة والمستمعين".
وكان البيان الأول الذي بثته إذاعة التحرير يقول: "في دقيقة ممتدة وفي لحظة لا نهائية في الساحة التي لا تموت بقلب كل عراقي بصوت أكثر من ثلاثمئة شهيد بنحيب أكثر من ثلاثمئة أم بصوت آلاف الأصدقاء، بدموع عيونهم بقناني البيبسي التي يحملون بصوت ملايين الذين نزلوا ليأخذوا حقوقهم بالأحلام التي تسربت من دماء مصابيهم بوطن بصوت الوطن بمعنى الوطن بسلمية الوطن نعلن انطلاق إذاعة المتظاهرين إذاعة الوطن إذاعة نريد وطناً".
واعتبرت الناشطة المدنية ربى الصالحي أن إصدار صحيفة وتأسيس إذاعة خاصة بالمتظاهرين يعتبران إنجازاً كبيراً، نظراً للجهود الذاتية والبسيطة للناشطين والمتظاهرين في ساحة التحرير لأنهما سيكونان منبراً موثوقاً به لتلقي الأخبار الدقيقة وليس كما تفعل وسائل الإعلام العراقية التي أصبح مهزلة حقيقية".
وبيّنت لـ"العربي الجديد" أن هذا المشروع لتوفير مصدر خبري وإعلامي لبث الأخبار الحقيقية وتفنيد الأخبار المفبركة التي تبثها الحكومة، خاصة أن العراقيين لا يثقون مطلقاً بالإعلام الحكومي، لذلك جاء إطلاق الصحيفة والإذاعة في وقت مناسب جداً".
ويأتي إطلاق الصحيفة والإذاعة في وقت تقوم الحكومة العراقية بمحاولة محاصرة المتظاهرين إعلامياً عبر قطع الإنترنت أو إضعافه، ما يعقد معرفة أخبار المتظاهرين في ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها. وقال ساجد علي من أهالي بغداد: "عندما ينقطع الإنترنت ويحصل تشويش على الاتصالات الهاتفية ننشغل جداً على المتظاهرين في ساحة التحرير ووضع بغداد بشكل عام، لذلك فوجود إذاعة يديرها المتظاهرون بأنفسهم يوفر لنا معرفة ما يجري على مدار الساعة حتى لو قطعت الحكومة الكهرباء والإنترنت والاتصالات".