يوم الجمعة، 17 آذار/ مارس الجاري، تُختتم في مدينة صفاقس التونسية فعاليات تظاهرة "عاصمة الثقافة العربية 2016"، لتنطلق في 20 من الشهر نفسه في مدينة الأقصر المصرية "عاصمة الثقافة 2017".
صباح اليوم، جرى الإعلان عن برنامج التظاهرة بحضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم الذي تحدّث عن اختيار "جامعة الدول العربية" للأقصر كعاصمة جديدة للثقافة انطلاقاً من دورها الحضاري المتموضع بين الإرث الفرعوني والحضور العربي.
تقديم مثل هذا البرنامج، رغم الملاحظات التي يمكن التقاطها حول جودة الفعاليات الثقافية، يعدّ عنصراً إيجابياً فقد عانت تظاهرات قسنطينة وصفاقس من ضبابية البرنامج وتغييراته المستمرة على طول العام.
من أبرز فعاليات البرنامج الذي جرى الإعلان عنه "معرض للحرف التراثية" يستمر طوال التظاهرة، و"مهرجان دولي للطبول والفنون التراثية"، و"مهرجان سماع الدولي للإنشاد الديني والموسيقى الروحية"، وندوة "واقع الثقافة في إقليم الأقصر" وغيرها، والتي يبدو أن البعد المحلّي يطغى فيها على البعد العربي.
مرة أخرى، بعد قسنطينة الجزائرية وصفاقس التونسية، يقع خيار المشرفين على التظاهرة في "جامعة الدول العربية" على مدينة عربية ليست عاصمة، وهو خيار محمود في حدّ ذاته باعتباره تجسيداً لعدم مركزية الثقافة، إلا أن له ثمناً جرت معاينته في الدورات السابقة إذ تخلو المدن غير العواصم من بنى تحتية ثقافية تساعدها في استقبال برنامج متعدّد الفعاليات على مدى سنة. علماً أن هذا الخيار سيجري اعتماده في سنة 2018 أيضاً بإقرار البصرة عاصمة الثقافة العربية فيها.