منى شتيه: الموهبة التي تقرّبها من العالمية

01 سبتمبر 2015
منى شتيه (فيسبوك)
+ الخط -


في فلسطين قد تكون الموهبة أم الاختراع، أو الملاذ الوحيد لبعض خريجي الجامعات للفرار من الانضمام لتلك الجيوش الكبيرة من العاطلين عن العمل.


منى شتيه (23 عاماً) من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة نموذجاً، تخرجت في جامعة بيرزيت بتخصص الهندسة المعمارية، وتملك موهبة الرسم على الزجاج بزركشات عربية وإسلامية تراثية، شقت من خلالها طريقا تجني منه مصدر رزق نال إعجاب الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

أقرأ أيضاً:مراهقون وأطفال فلسطينيون يحمون تراثهم بمواهبهم


وتقول شتيه لـ "العربي الجديد": "كنت في بداياتي أرسم نقوشاً بسيطة على أغراضي الشخصية، ولم أكن أفكر بأن تتحول إلى مشروع شخصي أبداً، رغم أن تخصصي في الهندسة المعمارية مرتبط بشكل كبير في الرسم والألوان. وتحولت إلى فكرة عمل بعد ردود الأفعال من الأصدقاء، ومواقع التواصل الاجتماعي".


واظبت الفنانة الشابة على التقاط بعض الصور لتلك الأعمال الفنية التي تقوم بها على بعض مقتنياتها الشخصية، ومن ثم نشرها على "فيسبوك"؛ الأمر الذي لاقى استحسان الكثير من الأصدقاء الذين طلبوا شراء الكثير من المقتنيات، أو طلب رسمات خاصة بهم، رفضت العرض في البداية ووافقت بعد نصائح وإلحاح الكثير منهم.


وأوضحت شتيه أنها أنشأت صفحة خاصة بها عبر "فيسبوك"، عرضت عليها الكثير من أعمالها، وكانت الطريق الأول الذي شقته نحو تطوير مشروعها كمصدر رزق لها، فرغت وقتها لأجله وأصبحت تتابع متابعيها وتلبي طلباتهم الخاصة التي تأخذ من وقتها الكثير قد يتجاوز اليوم لرسمة واحدة حسب حجمها وتعقيدها. وأضافت أنها تحاول من خلال مشروعها أن تطور الفكر الذي يربط الهندسة المعمارية والفن الذي تحبه، عن طريق زركشات ومخطوطات عربية وإسلامية وهندية قديمة مرت عليها آلاف السنين. 


يملك مشروع زركشات منى الكثير من الأهداف، أولها إعادة إحياء فن الزركشات العربية والإسلامية بأياد فلسطينية، وإيصاله للعالم كرسالة أن العرب حاضرون بتاريخهم وحرفيتهم المميزة، وتقول: "لدينا تراث وتاريخ عربي وإسلامي جميل يستحق أن نعيد التفكير فيه، وأن نعيد إحياءه أمام العالم كوننا فلسطينيين لا نملك صناعات، لكن نملك حرفا يدوية مميزة".


وتؤمن بمبدأ التفاؤل بالألوان، وتأثيراتها النفسية على زبائنها، وتحرص دوماً على أن تقدم لهم أعمالا لديها تأثيرات إيجابية على حياتهم، إضافة إلى أن كل قطعة فنية تقدمها تملك روحا خاصة بها مليئة بالتفاؤل والحياة.


ومشروع شتيه الحرفي اليدوي صديق للبيئة، وتملك الكثير من الأشياء المرسومة علي مخلفات البيئة، ورُشحت من قبل جامعة بيرزيت إلى جائزة الإبداع العربية على مستوى الوطن العربي، ومشروع بحثها فيها عن "إعادة التدوير بطريقة فنية"، والذي تهدف من خلاله إلى رفع قيمة المخلفات في البيئة، وتغيير نظرة الناس عن تلك المخلفات وقيمتها المعدومة.
إبداعات الفنانة الشابة وصلت إلى بعض الدول العربية والعالمية، ووصلت عبر "فيسبوك" إلى العالمية، وتقوم عبر صفحتها بتلبية الطلبات كافة التي تصل إليها من مختلف دول العالم.

أقرأ أيضاً:مواهب فلسطينيّة على طريق النجوميّة
دلالات
المساهمون