وأكد مصدرٌ مطلع على حوارات الكتل السياسية، لـ"العربي الجديد"، أن بعض القوى قدمت مقترحات كحلولٍ وسط، للتقريب بين الأطراف المتصارعة، أبرزها الطلب من كتلة "البناء" تغيير مرشحيها الذين يعترض عليهم تحالف "سائرون"، ودعوة الأخير للموافقة على دعم المرشحين الجدد الذين تقدمهم الكتلة، لافتاً إلى عدم التوصل إلى موافقة نهائية بشأن هذا المقترح الذي لا يزال موضع نقاش.
ولكن بحسب المصدر، فإن "تحالف البناء الذي أبدى مرونة في مسألة استبدال بعض مرشحيه، لا يزال يصر على تولي فالح الفياض وزارة الداخلية، ما قد ينسف الجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر".
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف "البناء" محمد كريم البلداوي، أن تحالفه استبدل مرشحه لوزارة الثقافة، على الرغم من تميزه، وذلك "إفساحاً في المجال أمام إكمال تشكيل الحكومة".
وقال البلداوي لـ"العربي الجديد" إن التحالف "قام باستبدال مرشحه لوزارة الثقافة، لكن إذا استمر الوضع، سندعو البرلمان إلى الانعقاد والتصويت بالأغلبية، لأننا ضد مسألة فرض الإرادات، ولا نريد أن ندخل الشعب في دوامة الصراعات البرلمانية"، مشيراً إلى أن كتلته لن ترضى بمحاولات إخضاع الحكومة، وجعلها تسير وراء أجندات خارجية.
ولفت عضو تحالف "البناء" إلى أنه "كان مقرراً أن تحسم الأمور في جلسة تعقد يوم الثلاثاء الماضي، لكن تجنباً للصدام، وافقنا على تأجيل الجلسة حتى غد الثلاثاء، لتلافي الدخول في إشكاليات مع بعض الكتل"، مشدداً على ضرورة أن يقول البرلمان كلمته، ويحسم تشكيلته الوزارية.
وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الإصلاح والإعمار" عباس عليوي، إن النواب "في انتظار السير الذاتية للمرشحين لتولي الوزارات المتبقية في حكومة عبد المهدي، من أجل الاطلاع عليها، والمضي في عملية إكمال التشكيلة الوزارية"، مبيناً في تصريح صحافي أن السير الذاتية للمرشين من المقرر أن تصل اليوم الإثنين.
ولفت عليوي إلى أن نواب التحالف "سيقومون بدراسة ملفات المرشحين للوزارات بدقة"، مؤكداً سير موقف التحالف الرسمي "باتجاه عدم التصويت لأي مرشح لا تنطبق عليه المعايير التي تم الاتفاق عليها".
وتابع "لهذا السبب نحن نريد السير الذاتية حتى نعرف من هم المرشحون، ولا نفاجأ بهم في جلسة التصويت كما حصل في جلسة منح الثقة للحكومة".