تابعت شرائح واسعة من السوريين، من المؤيدين للثورة والمعارضين لها، لقاء مؤسس تنظيم "جبهة النصرة" وزعيمها في الشام، "أبو محمد الجولاني"، على قناة "الجزيرة". وانقسم المتابعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمنهم من رأى في الجزء الأول من مقابلة الجولاني ما اعتبروه "نصراً للإسلام والدين الحنيف"، ومنهم من ذهب للتخوّف من الانتقال من حضن بشار الأسد إلى حضن "القاعدة" التي أتى الجولاني مرتين على ذكرها خلال اللقاء، قائلاً: "الأوامر بضرب مصالح الغرب لم تأتِ من الدكتور أيمن (الظواهري) حتى اليوم".
وفي حين انشغل ناشطون سوريون بالتهكم والتحليل المشهدي للقاء، من قبيل الإشارة لعدم ارتداء مقدم "بلا حدود" أحمد منصور لحذائه وعدم ارتداء الجولاني لساعة أو عباءة، تمنى آخرون عدم التسرع بالحكم وانتظار نهاية اللقاء الأربعاء المقبل لمعرفة ما سيفجره اللقاء الذي قالوا إنه "لم يأت بجديد".
من جهة ثانية، خصصت كل الصحف الأميركية والبريطانية والفرنسية، أخبارها الأولى لفضيحة الرشى والفساد التي كشفت في "الاتحاد الدولي لكرة القدم". لكن تغطية مقابلة الجولاني ركزت في معظمها على تأكيد زعيم "جبهة النصرة" عدم معاداة الغرب، وهو ما حصل في "نيويورك تايمز" الأميركية مثلاً. لكن الصحيفة نفسها نقلت تقريراً لـ"رويترز" وهو اقتباسات ممّا قاله مسؤولون سوريون عن أن "قناة الجزيرة تروّج للجولاني، وللجماعات المسلحة في سورية".
من جهتها، عنونت "واشنطن بوست": "زعيم القاعدة في سورية: لا نخطط لاعتداءات على الغرب". وحاولت "واشنطن بوست" الاكتفاء بتغطية إخبارية لما قاله الجولاني في مقابلته لِقناة "الجزيرة". واللافت أن موقع "هانفغتون بوست" وغيره من المواقع الأميركية الشعبية نشرت، أيضاً، تغطيتها تحت العنوان نفسه: "زعيم القاعدة في سورية: لا نخطط لاعتداءات على الغرب".
أما في الصحافة البريطانية، فركزت صحيفة "الغادريان"، كما زميلاتها الأميركية، على استبعاد هجوم "القاعدة" على الغرب، وإن كانت أعطت هامشاً لما قاله الجولاني عن "حق كل الأطراف بالدفاع عن نفسها". على موقع صحيفة "الإندبندنت" لم يبد هناك أي اهتمام بمقابلة الجولاني.
في فرنسا، تابعت معظم الصحف نشر تحقيقات وتقارير تعرّف فيها الجمهور الفرنسي على التنظيمات الإسلامية، وتلك المقاتلة في سورية والفرق بينها. وعن مقابلة الجولاني، كتبت "لوموند": "زعيم القاعدة في سورية: الأولوية بالنسبة لنا هي دمشق". وقارنت الصحيفة الفرنسية الشهيرة بين مقابلته الحالية، ومقابلته السابقة مع القناة نفسها، لكن مع تيسير علوني، مؤكدة تكراره بعض الجمل منها "نهاية نظام بشار الأسد باتت قريبة". صحيفة "ليبيراسيون" خصصت تغطيتها، طيلة اليوم، لفضيحة اتحاد كرة القدم، لكن على هامش تغطيتها، ذكرت بشكل سريع أبرز ما قاله الجولاني، وإن كانت التغطية نفسها ركزت على ممارسات التنظيمات الإسلامية في سورية والعراق. من جهتها، تجاهلت صحيفة "لوفيغارو" المقابلة تماماً مركزة على الإعدامات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).