اتسعت دائرة أزمة العمالة في شركات المقاولات السعودية، لتصل إلى التأمين الصحي في المملكة، بعد أن امتنعت بعض المستشفيات عن استقبال حالات مرضية من شركة "سعودي أوجيه"، إلا بعد قيام الشركة بسداد مستحقات المستشفيات المتأخرة، فيما قال مفتي السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إن تأخير رجال الأعمال والكفلاء لرواتب العمال "ظلم وأذى يتسبب في تعطيل المشاريع".
وقال آل الشيخ في حديث لإذاعة القرآن الكريم السعودية السبت، إن "عقد العمل يقتضي أن يتسلم العامل راتبه كل شهر، فإذا تأخر إلى أكثر من شهر فإن فيه ظلما وضررا وأذى عليهم وعلى أسرهم".
من جهتها، قالت صحيفة "عكاظ" السعودية نقلا عن مصادر في شركة "سعودي أوجيه" إن التأمين الطبي لموظفي الشركة انتهى في 20 يوليو/تموز الماضي، وإن الموظفين لم يستفيدوا من التأمين الطبي خلال الأشهر الثمانية الماضية، لعدم سداد الشركة لمستحقات شركة التأمين.
ووفقا للصحيفة ذاتها فإن المستشفيات الخاصة ترفض استقبال موظفي "سعودي أوجيه"، ولا تقبل تقديم الخدمات الطبية لهم؛ لعدم التزام الشركة بالعقد المبرم بينهم، وبالتالي أوقفت خدماتها في مجلس الضمان الصحي.
وتعتبر "سعودي أوجيه" واحدة من أكبر شركات المقاولات في دول الخليج ولها نشاطات تشمل الاتصالات، والعقار، والصيانة، وهي مملوكة لعائلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" مطلع الأسبوع الجاري إن "الشركة فشلت في إعادة هيكلة الديون المتراكمة عليها، الأمر الذي دفعها للدخول في مفاوضات جدية مع أطراف متعددة لبيع ما يقارب من 60% من أسهمها".
ولم تتمكن الشركة، التي يعمل فيها أكثر من 230 ألف موظف، من تعديل أوضاع موظفيها، حتى بعد بدء وزارة المالية بتسديد أجزاء من مستحقاتها، لاستقطاع المصارف جزءاً كبيراً من هذه الأموال، حيث تصل ديون الشركة وفق مصادر مصرفية إلى 4 مليارات دولار.
وتواجه شركات المقاولات في السعودية أزمة مالية تتعلق بتأخر صرف مستحقاتها لدى الدولة، مما انعكس على قدرتها على الوفاء بالمستحقات للعمالة أو للشركات الأخرى، وهو ما انعكس على الأوضاع المعيشية للعاملين بها خاصة من الهنود والفيليبينيين، مما دفع الحكومة السعودية وسفارات هذه الدول إلى التدخل سريعا لحل أزمة هؤلاء العمال.