معسكر طبرق يناور بالعودة للحوار... ومساعٍ لجمع حفتر وترامب

20 ابريل 2017
تتقاطع أهداف حفتر وصالح (فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر رسمية مصرية مقربة من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي التي يقودها رئيس الأركان، محمود حجازي، إن رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، أبدى أخيراً موافقته على العودة للحوار من جديد بعد توقف دام نحو شهر وبدأ مع المعارك التي شهدتها منطقة الهلال النفطي.

وكشفت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن صالح وضع شرطاً للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، تمثل في إلغاء المجلس الرئاسي الذي يقوده، فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق، وتشكيل مجلس رئاسي من ثلاث شخصيات فقط، يكون له صلاحيات رئيس الجمهورية، على أن يترأس هذا المجلس اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، قائد القوات الموالية لمجلس النواب المنعقد في طبرق بالشرق الليبي.
وأوضحت المصادر، أن صالح وحفتر اعترضا، خلال المناقشات مع اللجنة المصرية التي تؤدي دور الوساطة بين الأطراف الليبية، على أن يكون رئيس المجلس الرئاسي، هو نفسه رئيس الوزراء نظراً لتعارض المصالح والصلاحيات.
واتخذ مجلس نواب طبرق، في جلسته التي عُقدت، أول من أمس الثلاثاء، قراراً بتشكيل لجنة الحوار الجديدة وتحديد ضوابطها.

يأتي هذا في الوقت الذي شككت فيه مصادر ليبية في حكومة الوفاق بنية قادة معسكر طبرق في التوصل لحل سياسي، قائلة "إن مجلس النواب يعلن عن العودة للحوار من جديد في الوقت الذي يقود فيه حفتر معارك في الجنوب الليبي ضد القوات التابعة لحكومة الوفاق، والتي تمثلت في حصار وقصف قاعدة تمنهنت الجوية".
وأكدت المصادر، أن إعلان مجلس نواب طبرق عن استئناف جلسات الحوار ما هو إلا غطاء للعمليات العسكرية لحفتر ضد القوات التابعة لحكومة الوفاق في إطار مساعيه لحسم الصراع عسكرياً.
كما أرجعت المصادر إعلان صالح عودة مجلس النواب للحوار من جديد، إلى الرغبة في تحسين صورة حفتر أمام الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في ظل جهود ومساعٍ مصرية وإماراتية لتنظيم زيارة مرتقبة لحفتر إلى الولايات المتحدة ولقاء ترامب. وتهدف الخطوة إلى إظهار قائد القوات الموالية لمجلس النواب في صورة غير المعارض للحوار السياسي.
وأوضحت المصادر، أن دوائر مصرية وإماراتية تواصلت مع دوائر عسكرية أميركية معربة عن عدم رفض حفتر للحوار السياسي، واقتناعه بالحل السياسي للأزمة الليبية، وهو ما يحدث عكسه على أرض الواقع، ويتعارض مع تصريحات سابقة لحفتر أكد خلالها لوسطاء أنه سيتمكن من حسم الوضع لصالحه عسكرياً في وقت قريب. مع العلم أن مصادر ليبية كانت قد كشفت لـ"العربي الجديد" عن لقاء جمع شخصية أميركية رفيعة بحفتر، بوساطة إماراتية، في أبوظبي في 10 أبريل/نيسان الحالي وذلك خلال زيارة الأخير للإمارات.
يذكر أن مستشار السياسة الخارجية في حملة دونالد ترامب الانتخابية، وليد فارس، كان قد أعلن في شهر فبراير/شباط الماضي، أن "إدارة ترامب ستدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والبرلمان المنتخب"، على حد وصفه. 

ويسعى حفتر ومعسكر طبرق وداعموه الإقليميون من دول الجوار، وفي مقدمتهم مصر والإمارات، إلى فتح قناة اتصال مع الجانب الأميركي الذي يبدو نظرياً داعماً للسراج بحسب مراقبين.

وكان السراج قد التقى قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم"، الجنرال توماس والدهاوسر، في الخامس من أبريل/نيسان الحالي، بمقر القيادة بمدينة شتوتغارت الألمانية، وطلب منه مساعدات أميركية لتطوير القدرات العسكرية الدفاعية للقوات الليبية، في مجالات بناء القدرات العسكرية والتدريب وتبادل المعلومات.
وفي السياق، أشارت مصادر ليبية في حكومة الوفاق إلى حصول السراج على وعود بدعم عسكري أميركي خلال الفترة المقبلة، من المنتظر أن يتمثل في توجيه ضربات مركزة لأنفاق وأماكن تمركز تابعة لعناصر تنظيم "داعش".

المساهمون