وبعد شن فصائل المعارضة، أمس الثلاثاء، هجوماً متزامناً من داخل أحياء حلب الشرقية وخارجها في منطقة الراموسة التي يمر منها طريق إمداد النظام لمناطق سيطرته في المدينة، باتت هذه الفصائل تهدد نارياً طريق الراموسة، بعد سيطرتها على مساحاتٍ متاخمة له في المنطقة ذاتها.
وأكد المحلل العسكري، أحمد رحال، لـ"العربي الجديد"، أن "المراحل التي تم إنجازها حتى الآن في معركة حلب هي خرقٌ بمنتصف تحصينات النظام وقواته"، لافتاً إلى أن "الفصائل المهاجمة، ووفق خريطة المنطقة عسكرياً، اتخذت طابع عملية تقطيع أوصال العدو وفق سياسة القضم البطيء".
بدوره، قال القائد السابق للمجلس العسكري في حلب وريفها، العميد زاهر الساكت، لـ"العربي الجديد": "بموجب نتائج المعارك الدائرة منذ أربعة أيام في حلب، وسيطرة فصائل المعارضة على أجزاء من منطقة الراموسة (جنوباً)، يكون السحر قد انقلب على الساحر في حلب".
وأضاف: "بات النظام في مأزق كبير يتمثل في حصاره داخل مناطقه، بعد أن كان يعمل منذ أشهر على حصار مناطق سيطرة المعارضة وقَطعَ طريق الكاستيلو (شمالاً)، وهو الشريان الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق حلب الشرقية".
ويبين الساكت أن "مسافة أقل من كيلومتر واحد هي التي تفصل الثوار الآن عن فك الحصار عن مدينة حلب"، مشيراً إلى أن "هناك كلاماً عن هدن، وقد بدأت الاتصالات، والنظام يفاوض الآن على إعادة فتح طرق الإمدادات، بعد أن "بات محاصراً في مناطق سيطرته الآن في أعقاب تهديد الثوار لطريق الراموسة نارياً".
وبخصوص طريق الإمداد الآخر للنظام، والممتد من السفيرة جنوبي شرق حلب نحو مطار النيرب العسكري شرق المدينة، فقد بات كذلك في حكم المغلق، وفق الساكت، والذي لفت إلى أن "النظام لا يستطيع استخدام هذا الطريق، كونه يمر بمناطق سيطرة المعارضة شرقي حلب، قبل أن يصل إلى الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام".
وكانت فصائل المعارضة المسلحة قد بسطت سيطرتها أمس الثلاثاء، على مناشر منيان وعدد من المباني في حي الراموسة، جنوبي مدينة حلب، شمال غربي سورية، عقب مواجهات عنيفة.
وقالت مصادر عسكرية في "جيش الفتح" لـ"العربي الجديد"، إن "المعارضة وبعد سيطرتها على مبانٍ في حي الراموسة باتت تسيطر نارياً على طريق الراموسة الذي يعتبر خط إمداد قوات النظام من الجنوب، وبذلك استهدفت عدّة سيارات للنظام حاولت عبور الطريق لإدخال ذخائر وإمدادات عسكرية".