معركة السيطرة على الكونغرس... الديمقراطيون يراهنون على مجلس الشيوخ

07 نوفمبر 2016
الوضع بمجلس الشيوخ يبدو أفضل بالنسبة للديمقراطيين(بيل كلارك/Getty)
+ الخط -

قبل ساعات قليلة من انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة واحتدام معركة الوصول إلى البيت الأبيض، يدور صراع لا هوادة فيه للسيطرة على مجلس الشيوخ، إذ قد ينتقل إلى سيطرة أكثرية ديمقراطية، في الوقت الذي يحظى فيه مجلس النواب بفرصة جيّدة للبقاء بأيدي الغالبية الجمهورية، التي تستحوذ على غالبية أعضاء المجلسين (الكونغرس).

وتبقى المخاطر الكبيرة ماثلة أمام الرئيس المقبل، لأن بإمكان كونغرس معاد أنّ يشكّل إعاقة خطيرة، وصولاً ربما إلى تقويض جهود النزيل الجديد للبيت الأبيض.

وبعدما كانت الأمور مواتية بشكل جيد بالنسبة للديمقراطيين الذين يأملون في استعادة مجلس الشيوخ مستفيدين من حيوية المرشحة، هيلاري كلينتون، إلا أنّ تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي) بقضية الرسائل الإلكترونية، أدى إلى تضييق الفارق في استطلاعات الرأي بعدما كانت متقدمة بشكل مريح قبل 15 يوماً.  

وللجمهوريين غالبية من 59 مقعداً في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 435، ويجب أنّ يكون هناك تصويت مكثف لصالح الديمقراطيين للسيطرة على 30 مقعداً، تتيح لهم استعادة الغالبية، بينما يشير محللون من مركز الدراسات السياسية في جامعة فرجينيا، إلى أنّ "معدلات استطلاعات الرأي لا تشير إلى تصويت مكثف لمجلس النواب".

أمّا في مجلس الشيوخ، فإنّ الأمور تبدو أفضل بالنسبة للديمقراطيين الذين يلزمهم أربعة مقاعد من أصل 100 لاستعادة السيطرة.

وفي حال انتخاب المرشحة الديمقراطية، فسيكون بإمكان نائب الرئيس ترجيح كفة الميزان لصالح حزبه. من جهتها، أعلنت كلينتون، في تصريحات صحافية سابقة، أنّ "سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ أمر ضروري للغاية".


وفي الجانب الجمهوري، تبدو الأمور أكثر تعقيداً، إذ خرج المرشح، دونالد ترامب، عن مسار الحزب بشكل يدفع الكل إلى التفكير في ما إذا كان دعم أفكاره أو الترويج لها يشكل ورقة رابحة أم قنبلة.

وأوضح الأستاذ في جامعة "جورج واشنطن"، غاري نوردلنغر، أنّه "في حالات معزولة، قد يسمح ذلك للجمهوريين الذين يخوضون معركة نتيجتها متقاربة بإعادة انتخابهم عبر النأي بأنفسهم عن ترامب"، مضيفاً "لكن هذا في الحقيقة سلاح ذو حدين، ترامب يحظى بشعبية كبيرة وبالتالي هناك مخاطر أنّ تستعدي قاعدته الشعبية، إذا حاولت أنّ تنأى بنفسك عنه".

وقبل إعلان مكتب التحقيقات براءة كلينتون في قضية الرسائل الإلكترونية، أشار موقع "فايف ثيرتي إيت"، أمس الأحد، إلى أنّ "فرص الديمقراطيين للفوز بالغالبية في مجلس الشيوخ، أصحبت 50.1 في المائة، مقابل 72.8 في المائة سابقاً.

بدوره، توقع موقع "كوك بوليتكال ريبورت" أنّ "يفوز الديمقراطيون بأربعة إلى ستة مقاعد، بعدما كانت خمسة إلى سبعة في الأيام القليلة الماضية".

والعام 2016 كان صعباً بالنسبة للجمهوريين، فمن أصل 34 مقعداً يتم التنافس عليها في مجلس الشيوخ، هناك 24 يشغلها أعضاء في الحزب الجمهوري، في حين هناك مقعد ديمقراطي واحد، بين المقاعد التسعة المتنازع عليها أكثر من غيرها.  

ومن المتوقع أنّ ينتقل مقعد ولاية إيلينوي إلى ديمقراطي، كما أنّ مقعد ولاية نيو هامشير مهدد وكذلك في ولايتي كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا، أمّا في فلوريدا وانديانا فسيكون ذلك أكثر صعوبةً، لكنه لا يزال ممكناً.

حتى في ولاية ميزوري، المؤيدة تاريخياً للجمهوريين، فإنّ المقعد مهدد بالانتقال للديمقراطيين، بتأثير من جيسون كندر، وهو من قدامى المحاربين ويتمتع بكاريزما قوية، خصوصاً بعد بث شريط يظهره وهو يعيد تركيب مدفع رشاش معصوب العينين.

ويحاول الجمهوريون تعبئة أوساطهم تفادياً للأسوأ، وبما أنّ المال هو عصب الحرب، قررت مجموعة من المحافظين تخصيص مبلغ 25 مليون دولار للمعركة. أمّا في مجلس النواب، فإنّ غالبية الأعضاء الأكثر عرضةً للتهديد هم من الجمهوريين، بينما يأمل الديمقراطيون بخفض غالبية المحافظين بين 10 إلى 15 مقعداً.



(فرانس برس)