معارضون سوريون: "التحالف" أنشأ منطقة حظر جوي غير معلنة

26 سبتمبر 2014
تطلب المعارضة أن يستهدف التحالف الدولي النظام (محمود ليلى/الأناضول)
+ الخط -
تباينت آراء قادة "الجيش السوري الحر" حول الدور الذي قد يلعبه الأخير خلال عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، و"جبهة النصرة"، ولا سيما في ظل عدم وجود مؤشرات على تنسيق بين "الحرّ" والتحالف، لناحية اعتماده كشريك في هذه الحرب، غير أنّ معظم هذه الآراء اتفقت على ضرورة استهداف الضربات لقوات الرئيس بشار الأسد، وحتى قبل استهدافها لـ"داعش".

ومع بدء العمليات الجوية، فجر الثلاثاء الماضي، بدت فصائل المعارضة السّورية المسلّحة "المعتدلة" وكأنّها خارج سياق ما يجري، في حين اعتبرت حركة "حزم"، التي كانت المرشح الأقوى بين فصائل المعارضة للشراكة في هذا التحالف، أنّ "عمليات التحالف اعتداء على السيادة الوطنية ونيل من الثورة السورية"، وأكدت الحركة، في بيان، "أن المستفيد الوحيد من التدخل الخارجي في سورية هو نظام الأسد".

بدوره، أوضح "جيش المجاهدين"، المرشح الآخر للدخول في التحالف، في بيان، أنّ "أي ضربات للتحالف لا تستهدف النظام والميليشيات التي تقاتل معه، هي تآمر على الثورة السورية".

في حين لم يصدر عن جبهة "ثوار سورية"، التي صرّح قائدها قبل بدء عمليات التحالف باستعداد الجبهة لاقتحام معاقل "داعش" في الرقة، أي بيان أو موقف من التحالف بعد الضربات.

وعلى مستوى الضباط القادة في "الجيش الحر"، أكّد مدير إدارة العمليات السابقة في الجيش، العميد أركان هاني الجاعور، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأميركيين يتواصلون بشكل مباشر مع فصائل الجيش الحر، من خلال غرفتي (الموك)، وهما غرفتا العمليات المشتركة للدول الـ11 الداعمة للجيش الحر (الدول أصدقاء الشعب السوري)، والموجودة في كل من تركيا، لدعم الجبهات الشمالية، والأردن، لدعم الجبهات الجنوبية، بالإضافة لتنسيقهم مع الائتلاف الوطني".

وبيّن الجاعور أنّ حل "قيادة الأركان من قبل الائتلاف تدخل ضمن إطار هذا التنسيق، بهدف إعادة هيكلته وتشكيل مجلس عسكري له تمثيل فعلي، بعد تغيّر المعطيات على الأرض خلال الفترة الماضية، وكون المجلس العسكري السابق لا يتمتع بتمثيل فعلي على الأرض".

وأوضح أنّ "المرحلة المقبلة ستشهد تنسيقاً أكبر مع التحالف الدولي لناحية تشكيل نواة لمؤسسة عسكرية من الجيش الحر تكون مدربة ومنظمة، والأهم أن تكون منسجمة".

وأشار مدير إدارة العمليات إلى أنّ "عدداً من ضباط الجيش الحر قد تم إبلاغهم رسمياً بالمشاركة في التدريب الذي وافقت السعودية أن يكون على أراضيها، غير أنّ شيئاً فعلياً لم يحصل إلى الآن وهو مرتبط بانتهاء التحضيرات السعودية لمعسكر التدريب".

ورأى الجاعور أنّ "التحالف الدولي قد ساهم بإنشاء منطقة حظر جوي غير معلن بنسبة 80 في المئة على شمال وجنوب سورية، بسبب التشويش على الرادارات في منطقة عمليات التحالف، ما يجعل الطيارين غير قادرين على التواصل مع قواعدهم أثناء الطيران، هذا عدا احتمال ضرب طيران النظام، كأهداف فيما لو قام بطلعات جوية دون تنسيق مع التحالف، وهو أمر مستبعد".

وأضاف: "لقد شاهدنا انقطاع الطيران عن شمال سورية منذ بدء التحالف عملياته". ولفت إلى أن "هذا الحظر الجوي النسبي يشكل فرصة كبيرة للثوار للتقدم في تلك المناطق، وهو ما سيحصل خلال الفترة المقبلة".

وعن رأيه بالتحالف الدولي، قال الجاعور إن "التحالف هو لمصلحة الثورة السورية، لأن الثوار كانوا يحاربون على جبهتين، هما جبهة النظام وجبهة داعش، ودخول التحالف سيخفف عنهم في جبهة التنظيم".

واعتبر أنّ "المرحلة الثانية من ضربات التحالف ستكون باتجاه الميليشيات الأخرى التي تحارب مع النظام، بالإضافة إلى ضرب النظام فيما لو بقي على موقفه من رفض الحل السياسي والقبول بهيئة حكم انتقالي".

في المقابل، أكّد قائد "تجمّع قوى الثورة لتحرير سورية"، العميد الركن أحمد رحّال، عدم وجود أي تنسيق بين التحالف الدولي، خصوصاً بين الأميركيين و"الجيش الحر".

وأردف: "لا أعتقد أنّه سيكون هناك تقدم على هذا الصعيد، إذ ليس هناك شيء واضح حتى الآن. فخطة التحالف لم تلحظ وجود شريك لها في سورية، بعدما استبعدت النظام، لكن الخطة ركّزت على عمليات تدريب للمعارضة تمتد لـ17 شهراً على دفعتين، وبالتالي لا رؤية قريبة لأي تنسيق مع الجيش الحر".

ورأى رحّال، أنه من "المفروض أن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة مع التحالف، على اعتبار أننا شركاء في ما يحدث، تختص بعملية التدريب وتكون شريكة بقرار توجيه الضربات، لكن هذا الأمر لم يحدث، ويبدو أن القيادة السياسية للمعارضة قد سلّمت كل أوراقها للتحالف وبقيت كضيف شرف على مائدته فقط".

وحول الحديث عن أن عمليات التحالف قد فرضت ما يشبه منطقة حظر جوي في المناطق الشمالية والجنوبية من سورية، قال العميد رحال: "لا أعتقد أن هناك حظراً جوياً، فبالأمس نفّذ التحالف ضربات في المنطقة الشرقية من البلاد، وفي ريف إدلب، وبالتالي يبدو أن الشعب السوري قد أصبح تحت نيران التحالف ليلاً، ونيران النظام نهاراً". وبالتالي، لا يتوقع رحّال أن يستهدف التحالف قوات النظام، ويوضح أن هذا التحالف، "لو كان يريد محاربة الإرهاب، فالإرهاب لا يتجزأ، ومَن أوجد فصائل الإرهاب في سورية، هو الأسد".

وتساءل القائد الميداني: "لماذا يُترك بشار الأسد وتُضرب حركة أحرار الشام، المعروفة بمواقفها القتالية في الثورة السورية؟ فهل الغاية إضعاف المعارضة المسلحة، وإعادة ترتيب أوراق بشار الأسد؟".

وخلص العميد رحال إلى القول: "نحن لا نسيء الظن بالتحالف، ولكن نريد أن نفهم ما هو الهدف من تلك الضربات؟ وعلى قيادة المعارضة السياسية ألا تترك الساحة للغرب، ينفّذ بها أجنداته التي قد لا تخدم الشعب السوري".