يتوسّط المسعف الفلسطيني الجريح، محمود عبد العاطي، مجموعة من المسعفين ومقدمي الخدمات الطبية والإسعافية على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، وقد رفعوا شعارات تطالب بتحييد الطواقم الطبية عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
جاء ذلك في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الخميس، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي مدينة غزة، للمطالبة بحماية الطواقم الطبية، في ظل استهداف جيش الاحتلال لها بشكل مباشر.
ويقول المسعف عبد العاطي، المتطوع في جمعية الإغاثة الطبية والذي أصيب في 10 أغسطس/ آب الماضي على الحدود الشرقية لمنطقة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفته أثناء تأديته عمله بطلق متفجر، عمل على تهتك عظم قدمه بشكل كبير وصل إلى 8 – 10 سنتيمترات، تم على إثره نقله إلى المستشفى، وخضع لعمليات جراحية، وتركيب جهاز بلاتين.
ويوضح لـ"العربي الجديد" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفته بشكل مباشر بدون سبب، وبدون وجود مواجهات أو توتر بين المتظاهرين السلميين وجيش الاحتلال، مضيفاً: "كنت أقف في منطقة بعيدة لحظة إصابتي".
ويشير إلى أنه شارك في الوقفة "لإخبار العالم بحقوق المسعفين، ومن أجل المطالبة بالضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإيقافها عند حدها (..) يجب الابتعاد عن استهداف ملائكة الرحمة، في أي حال من الأحوال، كما تنص القوانين الدولية".
أما زميلته الممرضة والمسعفة الميدانية، رضا المصري، فتوضح أنها تعمل على تقديم الخدمة الإنسانية والاسعافية العاجلة للمصابين على طول الحدود الشرقية، ويرتكز عملها في منطقة "أبو صفية" داخل النقطة الطبية التابعة لوزارة الصحة، موضحة أنها شاركت في الوقفة للتنديد بالممارسات الطبية بحق الطواقم الطبية والإعلامية والمدنيين العزل.
أما فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهها، فتشير بحديثها لـ "العربي الجديد" إلى أن أبرز تلك الصعوبات تكمن في الاستهداف المباشر للطواقم الطبية، سواء بالاستهداف المباشر والرصاص الحي، أو بقنابل الغاز، والتي تم تحليلها، واكتشاف أنها قنابل غاز كيماوية، يتم إلقاؤها على الأفراد والمتظاهرين السلميين.
من ناحيته؛ ألقى سليمان شاهين البيان الصادر عن القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وأكد فيه على حق أبناء الشعب الفلسطيني في الحصول على الخدمات الصحية، والوصول إليها، كما تكفل له القوانين الدولية.
وأوضح شاهين أن الأشهر الستة الأخيرة شهدت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الانتهاكات الجسيمة والخطيرة، والتي ارتقت لكونها جرائم حرب وفقاً لقواعد القانون الإنساني، مبيناً أنها أدت "في الزاوية الخاصة بالطواقم الطبية" إلى استشهاد 3 مسعفين، وإصابة 394 من الطواقم الطبية، إلى جانب استهداف 80 سيارة إسعاف بشكل جزئي.
ودعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية كافة، إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لتمكين الفلسطينيين من التمتع بحقوقهم الصحية، وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار، وفتح المعابر في كلا الاتجاهين، وتسهيل حركة المرضى.
وطالب خلال كلمته في الوقفة الاحتجاجية المجتمع الدولي ومؤسساته بتوفير الحماية العاجلة للطواقم الطبية، وللنقاط الطبية، وسيارات الإسعاف، وتسهيل مهامها، وخاصة في ظل استهداف جيش الاحتلال للطواقم الطبية بشكل مباشر، في خرق واضح لكل القوانين الدولية، حسب تعبيره.
وشدد شاهين على ضرورة مساءلة ومحاسبة الاحتلال وقادته "على جرائمه واعتداءاته التي ارتكبت بحق الطواقم الطبية، وعدم إفلاتهم من العقاب، حيث إن الاحتلال يستغل غياب المساءلة في الإمعان بارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم".