استأنف مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت اليوم الأربعاء رحلاته الجوية بعد إقفال منذ منتصف مارس/آذار الماضي بسبب فيروس كورونا، على أن يستقبل ألفي وافد يومياً كحد أقصى، بقدرة استيعابية لا تتخطى العشرة في المائة.
وأعلن رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن خلال جولة تفقدية قام بها وزير الأشغال العامة ميشال نجار ووزير الصحة العامة حمد حسن اليوم أنّ عملية إعادة تقييم للإجراءات المتخذة ستتم بعد أسبوع، لافتاً إلى أنه سيكون هناك بين 10 إلى 15 رحلة يومياً.
ولفت حسن إلى أنّ معدل الركاب القادمين في اليوم الواحد العام الماضي كان 20 ألفا تقريباً "ونحن اليوم سنعمل على عدم تخطي العدد 2400 راكب، وتبعاً للنتائج بعد الأسبوع الأول قد نعيد النظر في القدرة الاستيعابية تدريجياً".
وأشار إلى أنّه منذ اتخذ قرار إعادة فتح المطار تم إبلاغ جميع المستثمرين في المطار ومنهم في السوق الحرة بإمكانية الفتح والعودة إلى العمل.
وتواصل "العربي الجديد" مع عددٍ من الوافدين إلى لبنان والذين بغالبيتهم أتوا لتمضية عطلة الصيف رغم كل الظروف الصعبة.
وقال أحد الواصلين من السعودية اليوم إنّه أتى بهدف السياحة والوقوف إلى جانب لبنان في ظل الظروف الصعبة "فهذا البلد رغم ما يمرّ به من أزمات لا يزال يمتلك أجمل الأماكن، عدا عن لقمته الطيبة وسهراته المميزة".
في حين أكدت شابة أتت ضمن رحلة من دبي إلى لبنان أنها اشتاقت لأصدقائها وأهلها، وتريد تمضية 4 أسابيع في لبنان، خصوصاً بعدما خضعت لحجز طويل نتيجة فيروس كورونا.
في المقابل، سجلت شكاوى لبعض الواصلين من أسعار التذاكر المرتفعة من قبل شركة طيران الشرق الأوسط في حين كان لافتاً ارتفاع الأسعار بشكل كبير في السوق الحرة على مختلف أنواع السلع، بعد أن حددت سعر صرف الدولار وفق 8 آلاف ليرة لبنانية (سعر السوق السوداء) مع حسم 20 في المائة عند الدفع على الصندوق أي يصبح سعر الصرف تقريباً 6400 ليرة.
هذه التسعيرة أحدثت جملة من الاعتراضات، نظراً للفارق الكبير بين التسعيرة التي يعتمدها سوق الصرافين والمنصة الإلكترونية والذي لا يتخطى 4 آلاف ليرة، وكذلك عند المصارف اللبنانية التي تعتمد 3850 ليرة، وصولاً إلى سعر الصرف الرسمي الثابت على 1515 ليرة.
وأصدرت شركة طيران الشرق الأوسط بياناً أوضحت فيه أنّه يسمح بدخول المسافرين العرب والأجانب إلى لبنان وفق الشروط التي كانت معتمدة من قبل الأمن العام اللبناني قبل فيروس كورونا.
ويخضع مسافرو الشركة الوافدون من بلدان لا تجري فحص كورونا إلى فحص أول على نفقة شركة طيران الشرق الأوسط لدى وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي.
وعلى المسافرين إجراء فحص ثانٍ على نفقتهم الخاصة بعد 72 ساعة، وذلك في إحدى المختبرات المعتمدة وفق إرشادات وزارة الصحة العامة، وعليهم الالتزام بالحجر المنزلي إلى حين صدور نتيجة الفحص الجديد عبر رسالة نصية مع نسخة إلكترونية.
أما بالنسبة إلى الركاب القادمين الذين أجروا الفحص هناك خلال 96 ساعة من تاريخ الرحلة إلى لبنان وكانت نتيجته سلبية، فإنه من الممكن إعفاؤهم من إجراء فحص آخر بعد مرور 72 ساعة من وصولهم إلى لبنان، ويعود البت بذلك إلى الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة العامة في المطار.
وتخلل الجولة إشكال كبير بين الصحافيين وجهاز أمن المطار خلال تصوير العائدين إلى لبنان الذين عبّر عدد منهم عن غضبه من الفوضى والزحمة وغياب التنظيم، فسارع الأمن إلى الطلب من المراسلين والمصورين مغادرة المكان والتوقف عن التصوير ووصل الأمر إلى تحطيم عدد من الكاميرات.
وقال وزير الصحة حمد حسن إن جولة اليوم "تأتي في إطار تذليل بعض العقبات التي قد تواجهنا مع إعادة العمل في المطار ووصول المزيد من الوافدين وندعو إلى ضرورة التعالي عن بعض التفاصيل، والقوى الأمنية ستقوم بدورها في إجراء التحقيق بالنسبة إلى ما حصل اليوم مع الإعلاميين".