شكّل انقلاب المقاييس مع انتشار وباء كورونا صدمة للعالم كلّه، ومن الطبيعي أن يقع البعض تحت أثرها، إلى أن أصبح من الأسهل مواكبة التطورات. بالنسبة إلى مختلف القطاعات والمؤسسات، شكلت هذه المرحلة عبئاً اقتصادياً لا يستهان به. وفي هذه الفترة، لم يغب المصمم طوني ورد عن الساحة، بل مرّ بفترة صعبة نتيجة الظروف، كان عليه أن يختار فيها ما بين التخلي عن فريق عمله، الذي واكبه في مختلف النجاحات التي حققها في السنوات السابقة، وشكّل جزءاً منها، والتركيز على إنجاز مجموعة جديدة يقدمها بأسرع وقت ممكن، وبين التمسك به مهما كانت الظروف.
"اخترت الحفاظ على فريق عملي والتمسك به حتى اللحظة الأخيرة. انطلاقاً من ذلك، قررت التأخر في تقديم مجموعة كاملة، وستكون جاهزة في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، ويجري العمل عليها حالياً". يقول ورد في حديث إلى "العربي الجديد". بالنسبة إليه، كان الأفضل أن يمضي قدماً بما يتناسب مع نمطه الخاص، بغضّ النظر عمّا يقدمه الآخرون على طريقتهم حفاظاً على وجودهم في الساحة. فبالنسبة إلى ورد، هذا التأخير في تقديم المجموعة ليس له أي تأثير. ففي كل الحالات، الناس متأثرون إلى حد كبير بما يمرّ به العالم في هذه المرحلة، والجو العام لا يوحي بأن الوقت مناسب اليوم لإطلاق مجموعة وكأن شيئاً لم يكن.
صحيح أن كثراً من المصممين اختاروا في هذه الفترة تقديم مجموعاتهم عبر المنصات الإلكترونية، إلا أن ورد اختار طريقاً مختلفاً يسلكه عندما وجده الأنسب له، بغضّ النظر عمّا تفرضه الظروف. قد سلك هذا الطريق بملء إرادته بدلاً من أن يتأثر بما يحصل من حوله، وهذا لا يغيّبه عن الساحة أبداً، بحسب قوله. فبكل بساطة، قرر أن الأفضل له أن يخفف من السرعة المعتادة في عالم الموضة، لأن الظروف تفرض ذلك حكماً، ولا يمكن الإصرار على فرض ما لا يتناسب مع الوضع العام.
في المقابل، يؤكد المصمم أن العمل سارٍ بجدية مع الفريق كاملاً لإطلاق مجموعة مميزة أكثر قوة في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، علّ الظروف تكون قد تغيّرت والأمور أصبحت أكثر هدوءاً والعالم في وضع أكثر اتزاناً.
وفي حديثه، لا ينكر ورد أن أعماله تتأثر بالوضع الاقتصادي المحلي من دون شك، لكنها أكثر تأثراً بالسوق العالمي. ويأمل أن تكون الأوضاع قد تحسنت حول العالم وفي السوق العالمية عندما يطلق مجموعته الجديدة، فيما يعلن أنه سيطلق أيضاً مجموعة فساتين زفاف. "إذا كانت الأوضاع جيدة، فسنعود إلى عروض باريس ونيويورك وميلانو والمعارض المختلفة كما جرت العادة. كذلك نقدم عندها المجموعات بشكلٍ متتالٍ ويصبح التواصل مع زبوناتنا أكثر سهولة وإقناعاً إذا كانت الأوضاع تسمح بذلك".
لا تزال المجموعة الجديدة طور التنفيذ؛ فيفضل المصمم ألا يفصح الكثير عن تفاصيلها إلى أن يصبح العمل في مراحل متقدمة. وبغضّ النظر عن طبيعة المجموعة وتفاصيلها، يركز على الرسالة التي يقدمها من خلالها، والتي تحمل معاني الإيجابية والأمل، ما يعتبر ضرورياً في هذه المرحلة التي تسيطر فيها على العالم غيوم سوداء تؤثر سلباً في الناس عامةً: "الحياة تستمر والعروض ستستمر، ولن تتوقف في مكان معين، وهي الرسالة التي نود أن ننقلها في هذه الفترة بالذات، وهي الرسالة التي ستحملها المجموعة المقبلة بشكل أساسي".
أما التغيير الحاصل في عالم الموضة بعد كورونا، فواضح ولا ينكره أحد. التغيير بدأ ومستمر، إنما يوضح المصمم أن الحياة ستعود إلى طبيعتها تدريجاً، والمحلات ستفتح مجدداً، وستعود أيضاً العروض على المنصات. ومن المؤكد أن انجذاب المرأة إلى الموضة مستمر حكماً، وحفلات الزفاف ستعود أيضاً، وغيرها من الحفلات.
بحسب قوله، من الطبيعي أن يعود الناس إلى الحياة والمرأة إلى التألق والتركيز على الموضة، رغم التبديل الحاصل في روزنامة الموضة والبطء الذي نشهده فيها في هذا العام. في كل الحالات، يمكن أن تعود إلى نمطها السابق في العام المقبل، وإن تبدّلت الأولويات في الموضة مع ما لذلك من انعكاسات واضحة في نواحٍ عديدة منها.
يقول: "لكل دار أزياء أن تضع الأولويات وفق إمكاناتها وما يناسبها، وهذا ما حرصنا عليه. انقلبت المقاييس، ولا بد من إدخال التعديلات اللازمة في الروزنامة الخاصة وفق ما يتناسب مع هذه الإمكانات والأولويات، بهدف الاستمرار".