مصر: محتجون يتظاهرون في أسبوع "ثورة حتى النصر"

تشهد محافظات مصرية عديدة، منذ صباح اليوم الجمعة، حراكاً احتجاجياً متواصلاً ضمن فعاليات جمعة "ثورة حتى النصر" التي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب".

وانطلقت مسيرة في منطقة الجمالية في الدقهلية شمالي القاهرة، رفضاً للانقلاب العسكري. ورفع المشاركون أعلام مصر وشارات "رابعة العدوية"، وصور الرئيس المعزول محمد مرسي، مرددين "هتافات مناوئة لحكم العسكر وجرائمه بحق مؤيدي الشرعية".

وندد المشاركون بـ"استمرار انقطاع الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وبفشل الانقلاب في توفير مستلزمات المعيشة الأساسية من كهرباء ومياه وسلع تموينية".

كذلك نظم المعارضون في الدقهلية سلسلتين بشريتين في قريتي الطوابرة ودكرنس رفعوا خلالهما شارات "رابعة العدوية". وقد نظم ناشطو حركة "شباب ضد الانقلاب" وقفة احتجاجية في مدينة المنزلة في الدقهلية للمطالبة بإطلاق سراح أكثر من 40 ألف معتقل في سجون العسكر منذ انقلاب 3 يوليو/تموز في العام 2013.

أما سكان مدينة الإسماعيلية شمالي شرق القاهرة، فأكدوا خلال فعالياتهم الثورية، أنهم لم يأخذوا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلا "الإهانة والضنك"، مستنكرين ارتفاع أسعار السلع والخدمات وانقطاع الكهرباء بصورة منتظمة، وذلك خلال سلسلة بشرية أمام مسجد السلام.

وفي محافظة الجيزة، انطلقت مسيرة حاشدة في منطقة أم دينار، تنديداً بانقطاع الكهرباء، وطالبوا بعودة الشرعية.

كذلك انطلقت مسيرتان صباحيتان في شارع العريش في منطقة الهرم، وأخرى في منطقة المهندسين، تنديداً بـ"الحكم العسكري وسياساته القمعية، وفشل النظام القائم في سد احتياجات المواطنين".

وعقب انتهاء المسيرة، قامت قوات الأمن بإطلاق النيران في شارع السودان، الذي كانت تسير فيه المسيرة قبيل انتهائها، على الرغم من عدم وجود أي متظاهر فيه.

وفي عين شمس، خرجت مسيرة معارضة من أمام مسجد حمزة في ميدان النعام عقب صلاة الجمعة، رفع المتظاهرون فيها صور الضحايا وأعلام رابعة. وأشعل الشباب الشماريخ، وأطلقوا الألعاب النارية، وتعقبت قوات الأمن المسيرة، وهاجمتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش، فيما رد المتظاهرون بالألعاب النارية. وقال شهود عيان إن سيدة أصيبت مباشرة بقنبلة غاز مسيل للدموع في وجهها وتم نقلها للمستشفى. واعتقلت قوات الأمن عدداً من المتظاهرين.

في السياق، نظم المعارضون في مدينة نصر وقفة عقب صلاة الجمعة بجوار دار الحرس الجمهوري في شارع صلاح سالم، وهو المكان الذي شهد مقتل العشرات من المتظاهرين الرافضين للانقلاب في 8 يوليو/تموز من العام الماضي.

ورفع المتظاهرون لافتة ضخمة مكتوباً عليها "ثورة حتى النصر"، ورفعوا أعلاماً تحمل شارة "رابعة العدوية"، ورددوا الهتافات المناهضة لحكم العسكر مثل "يسقط، يسقط حكم العسكر".

وقامت مجموعة من الشباب فجراً بكتابة العبارات المسيئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومطالبته بالرحيل، على سور قصر "القبة" الرئاسي، وكتبوا عبارات مثل "ارحل".

وفي المطرية، انتشرت مدرعات الشرطة في الشوارع الرئيسية، واتجهت عقب صلاة الجمعة تجاه مسجد النور المحمدي، الذي تخرج منه مسيرات كل يوم جمعة، فيما خرجت مسيرتان كبيرتان من أمام مسجد الرحمن ومسجد التوحيد وطافتا الشوارع الجانبية والرئيسية، منددتين بحكم العسكر، وبالأحوال المعيشية الصعبة وفي مقدمتها انقطاع التيار الكهربائي.

وفي حلوان، جنوبي القاهرة، نظم "التحالف الوطني لدعم الشرعية" مسيرتين حاشدتين انطلقتا عقب صلاة الجمعة، للمشاركة في فعاليات أسبوع "ثورة حتى النصر" و"انتفاضة الغلابة" التي دعا لها "التحالف"، على مدار أسبوع متواصل.

في غضون ذلك، انطلقت مسيرة حاشدة في المعادي، صباح اليوم الجمعة، من أمام مسجد الرحمن، وسط تفاعل من الأهالي والمارة.

أما في محافظة الشرقية، فقد حرص المعارضون على تنظيم مسيرة في أحد الأسواق المكتظة في مدينة أبو حماد، نددوا خلالها بارتفاع أسعار السلع الغذائية واتجاه الحكومة الحالية للتقشف.

يأتي ذلك في الوقت الذي انطلقت فيه مسيرة نظمها المعارضون في مدينة بلبيس، في المحافظة نفسها، ردد المشاركون فيها هتافات مُنددة بالانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وفي محافظة القليوبية، نظم المحتجون مسيرة رفعوا خلالها لمبات "الكيروسين" تنديداً بأزمة انقطاع التيار الكهربي التي تسببت في خسائر اقتصادية كبرى.

في هذه الأثناء، اعتقلت قوات الأمن في محافظة الإسكندرية، اليوم الجمعة، 12 متظاهراً من رافضي الانقلاب بعدما فرقت بالقوة مسيرات للمعارضة المصرية في شرق المدينة وغربها.

وقال شهود عيان إن عناصر من الشرطة والجيش قامت بمهاجمة مسيرات رافضة للانقلاب في مناطق الورديان والرمل، بقنابل الغاز وطلقات الخرطوش. وقامت بمطاردة المشاركين في الشوارع الجانبية مما تسبب في إصابة العشرات وإلقاء القبض على عدد منهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وأشار الشهود إلى أن قوات أمن الإسكندرية كثّفت تواجدها في الشوارع والميادين وخصوصاً في المناطق الحيوية في المحافظة. كما رفعت الأجهزة الأمنية حالة الطوارئ والكمائن في المناطق المحيطة لتفريق أي تجمعات والقبض العشوائي على المواطنين.

ففي غرب الإسكندرية، انطلقت تظاهرات في مناطق الورديان، العجمي، وبرج العرب، كما خرجت مسيرات أخرى في شرق المدينة في مناطق الرمل، المنتزه، والعوايد تندد بعنف قوات الامن في مواجهة المتظاهرين السلميين وتطالب بعودة المسار الديمقراطي للبلاد والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين.

ونظم المعارضون في مناطق محرم بك والسيوف مسيرات رفعوا خلالها صور مرسي، واللافتات المطالبة بعودته إلى منصبه وبإبعاد الجيش عن الحياة السياسية والمنددة بالانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في أماكن الاحتجاز وتجاوزات الشرطة والجيش ضد المتظاهرين السلميين.