اقرأ أيضاً: سياسيون وشيوخ وعسكر في قائمة المسؤولين عن مذبحة رابعة
ويعتمد المسؤولون في زياراتهم لأماكن القتال التكتم الشديد، ولهذا بدت الزيارة للرأي العام مفاجئة. لكن مصادر أمنية نفت لـ"العربي الجديد" هذه الصفة. ولم يعلن عن الزيارة عبر وسائل الإعلام إلا بعد الانتهاء منها.
ورأى مراقبون أن الزيارة جاءت عشية الذكرى الثانية لمجزرتي ميداني رابعة العدوية والنهضة، في محاولة للتقليل من أعداد المتظاهرين، وإرسال رسالة بأن الوضع العام هادئ ولا توجد تظاهرات.
اقرأ أيضاً: "رابعة ستوري": 1104 قتلوا في رابعة والنهضة
وبثّت الشؤون المعنوية التابعة للجيش المصري، مقطع فيديو للزيارة وتواجد صبحي وعبد الغفار وسط الجنود والقيادات العسكرية، وإلقاء التحية عليهم وتكريم بعضهم.
وقال بيان القوات المسلحة إن وزير الدفاع تفقد أعمال التجهيز الهندسي لعدد من الكمائن والنقاط الأمنية على الطرق والمحاور الرئيسية بسيناء.
كما تفقد مركز العمليات الدائم لقطاع شمال سيناء، للوقوف على آخر المستجدات وأوضاع التأمين للقوات المكلفة بمكافحة العناصر الإرهابية.
وشدد صبحي على ضرورة التصدي بكل قوة وحسم لكل ما يهدد أمن الوطن والحفاظ على استقراره، مشيداً بالدور الوطني لشيوخ وعواقل وأهالي سيناء وجهودهم المستمرة لدعم القوات المسلحة.
وبحسب مصادر أمنية مصرية، فإن زيارة وزيري الداخلية والدفاع إلى سيناء، جاءت بشكل غير معلن مسبقاً، ولكن ليست مفاجئة.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها لـ"العربي الجديد"، إن "مثل هذه الزيارات تكون بشكل مفاجئ حتى أن بعض القوات لا تعلم بها كي لا يتسرّب الخبر". وتابعت أن "الهدف إرسال رسالة باستتباب الأوضاع الأمنية، سواء في المحافظات وسيناء، عشية الذكرى الثانية لفض اعتصامي رابعة والنهضة".
ولفتت إلى أن "كل الزيارات لقيادات الجيش والداخلية تتم بشكل غير معلن كي لا يصل الأمر إلى التنظيم الإرهابي ويتم استهداف مقرات الجيش والشرطة أو مكان تواجد هذه القيادات".
وأوضح أن تواجد القيادات العسكرية، فضلاً عن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، في سيناء، يكون في مقرات محصنة بعيداً عن الشيخ زويد ورفح؛ حيث تتركز عمليات التنظيم المسلح"، مرجحة أن "يكون صبحي وعبد الغفار انتقلا في طائرة عسكرية من وإلى القاهرة".
ورأى خبير أمني في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الوضع في سيناء متردٍّ أمنياً، وبالتالي فإن انتشار أخبار عن زيارة وزيري الدفاع والداخلية، من الممكن أن يصاحبه عمليات إرهابية".
وأضاف الخبير، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن هذه الزيارة غير المعلنة طبيعية تماماً، وإن كانت تعكس دلالات كبيرة من ناحية تخوف أكبر قوتين مسؤولتين عن الأمن في مصر من مجموعات مسلحة".
وأشار إلى أن "سيناء دخلت في حرب مفتوحة على كل أراضيها، وللأسف لا توجد فيها منطقة آمنة لا يتمكن الإرهابيون من الوصول إليها".
وأوضح أنه "بعد الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية وأمنية كبيرة، بات يُرجح في حالة معرفة تواجد قيادة عسكرية أو أمنية كبيرة بالمنطقة أن يتم استهدافها على الفور".
تأتي زيارة الوزيرين المصريين في وقت شكك فيه خبراء أن يكون سقوط الطائرة العسكرية يوم الجمعة في واحة سيوة ومقتل أربعة جنود مجرد حادث. ورأى خبير عسكري، فضل عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "كانت هناك منطقة أخرى تستحق الزيارة، وأمر مهم ينبغي الالتفات له، هو الحوادث المتكررة لسقوط المروحيات العسكرية في مصر، والتي كانت أحدثها تحطم إحدى طائرات العسكرية فجر الجمعة، أثناء مطاردة عناصر مسلحة بمنطقة واحة سيوة القريبة من الحدود الليبية، ومقتل 4 من عناصر القوات الجوية، وإصابة اثنين آخرين، إثر سقوط الطائرة".
واستبعد الخبير العسكري وجود خلل فني في حادث الطائرة، كما قال المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، مؤكداً أن "البيانات الصادرة عن القوات المسلحة المصرية، اعتادت عدم الشفافية خلال الفترة الأخيرة في ما يحدث بصفة خاصة على أرض سيناء".
وقال الخبير إن "منطقتي سيوة، والفرافرة، بالمنطقة الغربية، تعدان من المناطق الخطيرة التي يمكن أن تهدد الأمن القومي، لوجود عدد كبير من العناصر المسلحة فيها مثل تنظيم (الدولة الإسلامية) "داعش"، وذلك بسبب ارتباط عدد كبير من هؤلاء بأنصار لهم داخل ليبيا لقربهم من الحدود، ويتم إمدادهم بالسلاح والمؤن".
وأشار المصدر نفسه إلى أن "هؤلاء هم من قاموا بخطف الكرواتي من القاهرة وذبحه"، مضيفاً أن تلك المنطقة وقعت فيها مجزرة في يوليو/تموز من العام الماضي، عندما قام مسلحون بقتل 22 جندياً في هجوم تم شنه على نقطة للجيش.
وتساءل "كيف يتم السماح لطائرة عسكرية بالتحليق في تلك المنطقة وفيها خلل فني؟"، قائلاً "إذا صح ذلك، فيجب محاكمة من قام بالموافقة على إقلاعها، ومن قام بالكشف عن محركاتها".
وأشار إلى أن "كثرة حالات سقوط الطائرات العسكرية، وإرجاع القوات الجوية أسباب سقوطها إلى خلل فني، أثارت حفيظة المتابعين لوضع الطائرات العسكرية وكأنها عملية منظمة". وأوضح أن حادث الطائرة الأخيرة سبقته أحداث أخرى أدت إلى سقوط طائرات أسفرت عن وقوع ضحايا، فضلاً عن كلفتها العالية. ومن هذه الحوادث، سقوط طائرة عسكرية بدون طيار غرب العريش في إبريل/نيسان الماضي. وأوضحت القيادة في حينها أن الحادث ناجم عن خلل فني.
وتابع المصدر نفسه أنه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، سقطت طائرة عسكرية بمحافظة الفيوم جنوب غرب القاهرة، وراح ضحية الحادث 6 من طاقم الطائرة، وكانت المكافآة للضحايا "جنازة عسكرية"، على حدّ تعبير المصدر.
وأضاف أنه في العام نفسه، وتحديداً في ديسمبر/كانون الأول، سقطت طائرة عسكرية أثناء تدريب مشترك بين مصر والإمارات وقتل 4 ضباط بينهم 2 من سلاح الجو الإماراتي، وتم تشكيل لجنة فنية لكشف ملابسات الحادث ولم يتم نشره، مشيراً إلى أن "الخلل الفني سيكون شماعة الأخطاء".