مصر: تظاهرات 28 نوفمبر تعمّق الخلافات السلفية

23 نوفمبر 2014
شنّ الأمن حملة مداهمات لمنازل قادة الجبهة السلفية(ديفيد ديغنر/Getty)
+ الخط -

مع اقتراب الموعد المحدد للتظاهرات التي دعت لها الجبهة السلفية المصرية، أحد مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، يوم الجمعة المقبل، في ما يعرف بـ "انتفاضة الشباب المسلم"، طفت على السطح حالة الخلاف بين التيارات السلفية حول المشاركة فيها.

ودشّن عدد من الشباب في الجبهة السلفية حملة أطلقوا عليها "انتفاضة الشباب المسلم"، لتكون بمثابة "ثورة إسلامية شاملة"، وحددوا لها موعداً 28 نوفمبر/تشرين الثاني. وتطورت الدعوة عقب تبني قيادات الجبهة السلفية الحملة ودعوتهم إلى حمل المصاحف خلال التظاهرات.

حالة الخلاف داخل التيار السلفي حول المشاركة تمثلت في جناح الدعوة السلفية وحزبها السياسي حزب النور، الداعمين للنظام الحالي ولهم مواقف مضادة للتحالف الوطني والجبهة السلفية.

وحذرت الدعوة السلفية، أتباعها وعموم أبناء التيار السلفي المصري من المشاركة في هذه التظاهرات باعتبارها "فتنة". وأوضحت في بيان لها أن "الدعوة السلفية في مصر تعلن رفضها التام للدعوة التي أعلنتها الجبهة السلفية للتظاهر". واعتبرت أن الهدف من هذه التظاهرات إنهاك الدولة، مما يبين أن الشعارات المرفوعة كالشريعة والحرية والمساواة ما هي إلا نوع من الخداع.

وأبدت استنكارها من "دعوة منظمي هذه الفاعليات لحمل المصاحف، في ضوء ما هو متوقع من حدوث هرج ومرج وكر وفرّ لا تخلو منه مثل هذه الأحداث، مما يمكن أن يعرض المصحف للوقوع على الأرض أو التمزق أو غير ذلك. وهذا من الاستخفاف بحرمة المصحف. كما أن هذا قد يؤدي إلى حدوث فتنة كبيرة بين الشرطة والمتظاهرين".

ويوضح المتحدث باسم الدعوة السلفية، عادل نصر، أن الدعوة لها موقف واضح من كافة التظاهرات على مدار أكثر من ثلاثة أعوام، وهو أنها تؤدي لحالة الانشقاق والفرقة في المجتمع. وأضاف "دعوات حمل المصحف خلال تظاهرات 28 نوفمبر فتنة، يجب التراجع عنها حفاظا على حرمة المصحف".

لم يختلف موقف الداعية السلفي مصطفى العدوي، عن موقف الدعوة السلفية، بشأن المشاركة في التظاهرات. وقال العدوي، خلال أحد دروسه في مسجد التوحيد في شبرا، تعليقاً على سؤال حول المشاركة إن "مفاسدها أعظم بكثير من منافعها". وأضاف "لا ننصح أبداً أبداً بالمشاركة فيها لم يترتب عليها من انتهاك حرمة الدماء". ووجه "نصيحة للمسلمين بالحرص على النافع لهم وعدم التعرض لسفك دماء مسلمة بغير حق".

وشنت قوات الأمن حملة مداهمات لمنازل عدد من قادة الجبهة السلفية قبل تظاهرات 28 نوفمبر الجاري، بيد أنها كانت حملة فاشلة لم تتمكن خلالها من القبض على أبرز القادة. وفي السياق، اعتقلت قوات الأمن ممثل جماعة الإخوان المسلمين في تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب، محمد علي بشر على خلفية تظاهرات يوم الجمعة المقبل.​

دلالات