وأضاف المسؤول، في تصريحات لـ"الجديد"، أن وزير البترول المصري، شريف إسماعيل، بحث مع نظيره القبرصي يورجوس لاكوتريبيس، في نيقوسيا الأسبوع الجاري، كيفية بدء توريد الغاز القبرصي لمصر.
وتعاني مصر نقصاً في الغاز يبلغ نحو مليار قدم مكعب يومياً، حيث زاد الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي ليصل إلى نحو6.7 مليارات قدم مكعب.
وتنتج مصر نحو 5.4 مليارات قدم مكعب من الغاز يومياً، يتم توجيه 85% من هذه الكميات إلى السوق المحلي، فيما يتم توجيه 800 مليون قدم مكعب يومياً لمصنع الإسالة في ادكو بدمياط، والتصدير للأردن، المتوقف حالياً.
وقال المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر هويته: "نيقوسيا مهتمة جداً بتوريد الغاز لمصر لأسباب سياسية واقتصادية، إذ من مصلحة قبرص توريد الغاز لمصر باعتبارها سوقاً ضخمة للغاية تستطيع استيعاب الكميات المتوقع إنتاجها من حقل أفروديت.
وأضاف: "نيقوسيا ستسعى من خلال الغاز لكسب مصر في صفّها في ما يتعلق بصراعها السياسي مع تركيا التي تعترض بشدة على تصرف حكومة قبرص اليونانية بشكل منفرد في ثروات طبيعية للقبارصة الأتراك حقوق فيها".
يشار إلى أن جزيرة قبرص المتوسطية مقسّمة إلى شطرين منذ اجتياح تركيا لشمالها عام 1974 رداً على انقلاب نفّذه قوميون قبارصة يونانيون لضم الجزيرة إلى اليونان، وتدير الشطر الشمالى للجزيرة حكومة لا تلقى اعترافاً من أي دولة باستثناء تركيا.
وقال المهندس أسامة كمال، وزير البترول المصري السابق، إن من مصلحة قبرص توجيه حصة من إنتاجها من الغاز الطبيعي لمصر باعتبارها سوقاً كبيرة.
ويقدّّر احتياطي حقل "أفروديت" القبرصي الوحيد، المكتشف عام 2011، بنحو 5,2 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، فيما يبلغ احتياطي مصر المؤكد من الغاز نحو 72 تريليون قدم مكعبة.
وأضاف كمال أن الاستهلاك المتوقع لقبرص من هذه الكميات لن يتجاوز 10% سنوياً من إنتاجية الحقل بسبب قلة عدد سكان قبرص مقارنة بحجم الطلب المحلي في مصر على الغاز.
وأكد وزير البترول السابق أن مصر يمكنها استغلال مصانع إسالة الغاز لديها، والموجودة على ساحل البحر المتوسط، في عرض إمكانيات تسييل الغاز المنتج من قبرص في مصر وتصديره إلى الدول المجاورة، مثل الأردن، عبر خطوط أنابيب أو حتى تصديره لدول شرق آسيا من خلال ناقلات للغاز المسال.
وأدت الاحتياجات المحلية المتزايدة وعدم الاستقرار السياسي فى البلاد إلى انخفاض صادرات مصر من الغاز، والتي تواجه حالياً مشاكل في الوفاء بعقود تصدير الغاز مع شركات أجنبية.
وأعلنت شركة "بي جي" البريطانية، مطلع فبراير/ شباط الجاري، حالة القوة القاهرة عن عقود تصدير الغاز المسال.
وذكرت بي جي، التي تعتمد على مصر في نحو خمس إنتاجها، أن الصعوبات التى تواجهها فى مصر ستؤثر عليها فى جميع النواحي، محذرة من تضرّر ربحية وحدتها الخاصة بالغاز المسال وارتفاع تكاليف الإنتاج بنحو الثلث هذا العام.
وقال أسامة كمال إن قبرص لديها استراتيجية مهمة ترتكز على أن تكون مركزاً للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط يمكن للجانب المصري الاستفادة منها.
وتعتمد استراتيجية قبرص على الاستكشاف المستدام ومصنع للغاز المسال ومركز للخدمات اللوجستية في قبرص واستقطاب الشركات العالمية لتسهيل التجارة بين الشرق والغرب.
واستبعد وزير البترول السابق وجود خلافات بين مصر وقبرص بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أن برلمان بلاده قد صادق على الاتفاق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأشار إلى أن مصر وقبرص وقّعتا، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اتفاقاً خلال زيارة رئيس قبرص نيكوس أنستسياديس لمصر تتناول التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والاستكشافات البترولية.
ويتضمن الاتفاق تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بأي استكشافات لدى الطرفين على بعد 10 كيلومترات من الخط "المنصف" بين البلدين.