مصر: الغضب الطلابي يوحّد "القوى الثورية"

18 أكتوبر 2014
الحراك لا يمثل التيار الإسلامي بل الطلاب جميعاً (الأناضول)
+ الخط -

لم تكن مشاركة فئات جديدة من الطلاب خلال فعاليات الحراك الثوري في الجامعات المصرية، يوم الأحد الماضي، في الأيام الأولى من العام الدراسي الجديد، بمعزل عن رؤية "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، فضلاً عن استقدام شركة للحراسة الخاصة.

خرج آلاف الطلاب من مختلف الجامعات المصرية، في مسيرات وتظاهرات حاشدة، وطردوا أفراد الحراسة التابعة لشرطة "فالكون"، وكسروا البوابات الإلكترونية الخاصة بالشركة. ويفتح الغضب الطلابي الذي كان لافتاً، باباً جديداً، للحديث عن اتساع رقعة الفئات الرافضة للنظام الحالي وسياساته، وتآكل شعبية الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، ولا سيما بين صفوف الشباب.

وأشار عضو "جبهة طريق الثورة"، رامي شعث، إلى أن "عدداً من القوى الثورية داخل الجامعات، شاركت في الحراك الطلابي الأحد الماضي، ولكن بشكل فردي وليس بقرار تنظيم تابع لكياناتهم".

وأضاف أن "الحراك لا يمثل التيار الإسلامي فقط، ولكنه اتسع ليشمل فئة الطلاب جميعاً، نظراً لما يعانونه من التضييق عليهم داخل الجماعات". وأكد أن "الطلاب يدافعون عن أنفسهم في مواجهة أفراد شركة فالكون للأمن".

ولفت، إلى أن "النظام الحالي بدأ في توحيد صفوف التيارات الإسلامية كافة في خندق واحد، مستغلاً حالة الحرب على الإرهاب أو مواجهة التيارات الإسلامية المتطرفة". وأكد أن "الحراك الطلابي مرجح للتصعيد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، لأن النظام يحاول السيطرة على آخر مظلة للتعبير عن الرأي والحريات عقب السيطرة على الإعلام ومختلف منابر الرأي".

وأوضح، أن "الطلاب ينتمون إلى فئة الشباب، وبالتالي هم لا يرضون بتقييد حريتهم من خلال حظر العمل السياسي والأسر الطلابية، والقضاء على الحركة الطلابية". وشدد شعث، على "احتمال انتقال الحراك الطلابي إلى الشارع ولكن عقب فترة، نظراً لأن المجتمع لديه حالة من القلق، بفعل القتل وقمع التظاهرات وأي حراك في الشارع".

واعتبر أن "الأزمة في مصر تتجسد بعدم وجود أمل في أي إصلاح مرتقب، لا على المستوى الاقتصادي أو السياسي، وهو ما ينذر بكارثة من خلال إفراز قيادات وعقول تعتمد سياسات الأنظمة البائدة نفسها". وكان عضو المكتب السياسي لـ"حركة 6 أبريل"، محمد كمال، أكد أن "الحراك الطلابي في الجامعات المصرية، لا يقتصر على جماعة الإخوان والتيار الإسلامي فقط، لأن هؤلاء الشباب ينتمون إلى التيارات السياسية كافة، بل إن منهم من لا علاقة لهم بالسياسة".

ولفت إلى أن "التظاهرات جاءت ردّاً على الأساليب القمعية التي تنتهجها السلطات ضدهم، فضلاً عن الاعتقالات التي طالت زملاءهم". وقال القيادي في "الجبهة السلفية" و"تحالف دعم الشرعية"، خالد سعيد، إن "التحالف كان يلعب على سياسة النفس الطويل، من خلال استمرار الحراك الشعبي في الشارع، والذي بدأ ينضم إليه فئات اجتماعية عديدة". وتابع: "رؤية التحالف تتحقق الآن وينضم الطلاب إلى الحركات الطلابية التي ناضلت لمواجهة الانقلاب في أوقات مبكرة، وسيحاول التحالف الاستفادة من هذه الخطوة".

وأردف القيادي في التحالف الوطني أن "تكليف المجموعات الشبابية والطلابية بزيادة التواصل بمختلف الفئات السياسية داخل الجامعات، بما يسمح بوجود تنسيق فيما بينهم خلال الفترة المقبلة". وأكد أن "الانفجار الذي شهدته الجامعات المصرية سيتكرر خلال الفترة المقبلة في قطاعات عديدة، بفضل سياسات النظام القمعية والقتل والاعتقالات العشوائية".

وأكد أن "مشهد الطلاب يوحي بوجود يوم غضب عام في ربوع مصر كافة قريباً، عقب وصول فئات في المجتمع إلى مرحلة الانفجار، ومن ثم الوصول إلى يوم غضب جديد ضد النظام، على شاكلة يوم الغضب في 28 يناير/كانون الثاني 2011".

واتفق مع سعيد، القيادي بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، المتحدث باسم حزب "الأصالة"، حاتم أبو زيد، وقال إنّ "الحراك الطلابي هو نتاج جهود طلاب داخل المعتقل الآن، دفعوا مستقبلهم ثمناً للدفاع عن البلاد من سطوة نظام انقلابي".

واعتبر أن "الطلاب ضاق بهم ما تقوم به وزارة الداخلية وسياساتها الأمنية في القبض على زملائهم وقتل بعضهم وتعذيب بعضهم الآخر، وضياع المستقبل عقب الاعتقال، ورفض دخولهم الامتحانات، بما يشكل ضغطاً شديداً على الطلاب كافة، وهو ما أدى إلى انفجار الأوضاع في الجامعات".

ورفض ربط الحراك الطلابي بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، مؤكداً أنه "مستفيد من هذه الأزمات في قضيته، وإن كان ليس المحرك الرئيسي والفعلي، والخاسر الأكبر هو النظام الحالي بفعل سياساته الأمنية القمعية".