في ظل مشهد مرتبك تعيشه مصر، قبيل أيام من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، واصلت الأجهزة الأمنية المصرية حملة الترويع، بشن اعتقالات واسعة، مساء أمس الاثنين، بعدد من محافظات الجمهورية، حيث اقتحمت قوات ضخمة عدداً من المدن.
ففي محافظة دمياط، أسفرت حملة ضخمة قامت بها الأجهزة الأمنية عن اعتقال 15 من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، فيما قال مصدر بالجماعة في مصر، إن "عدد المعتقلين منذ مطلع يناير/كانون الثاني الجاري تجاوز الـ800 معتقل، معظمهم شباب لم تتجاوز أعمارهم الـ17 عاماً".
وفي محافظة الجيزة، داهمت قوة أمنية ضخمة منازل عدد من قيادات الجماعة بمراكز جنوب المحافظة، وقامت بتحطيم مداخل المنازل على الرغم من علم تلك الأجهزة بعدم وجود أحد فيها، وهو ما فسرته قيادات "إخوانية"، بأنه يأتي في "إطار سياسة نشر حالة الرعب والفزع التي تقوم بها أجهزة الأمن، لتخويف المواطنين من المشاركة في أي تظاهرات".
اقرأ أيضاً: السيسي و25 يناير: تمييع الثورة بعيد الشرطة لمواجهة الغضب
فيما نشرت قوات الشرطة نوعاً جديداً من السيارات المصفحة، في كمائن أمنية نصبتها عند مداخل المحافظات بالاشتراك مع قوات الجيش، وعند مداخل المدن، في وقت أطلق فيه مساعد وزير الداخلية للأمن العام، اللواء سيد شفيق، تهديداً: "إن أي شخص سيقترب من السجون وأقسام الشرطة، خلال ذكرى يناير، سيتم ضربه بالرصاص".
وأورد شفيق في تصريحات صحافية، إن قوات الأمن سوف تتعامل بـ"منتهى الحزم" مع المتظاهرين الذين يحاولون إثارة الفوضى، على حد تعبيره.
ويأتي هذا في الوقت الذي طالب فيه المتحدث باسم قيادة "الإخوان" في مصر، محمد منتصر، في تصريح على صفحته الشخصية بموقع (فيسبوك)، "كافة الشباب والأعضاء بتغيير أماكن سكنهم، وعدم عقد أي اجتماعات تنظيمية تجبناً للحملة الأمنية التي وصفها بالمسعورة".
اقرأ أيضاً: مصر: مواصلة محاكمة 48 رافضاً للانقلاب بدعوى قتل صحافية
إلى ذلك، قامت قوات من الجيش بحشد عشرات الآليات العسكرية في عدد من الأماكن الحيوية بالقاهرة، بناء على توصيات من أجهزة سيادية، حيث كثّفت المنطقة المركزية العسكرية من حشد الدبابات والمدرعات داخل حرم المتحف المصري بميدان التحرير، وكذلك خلف المنصة بمدينة نصر بالقرب من جامعة الأزهر.
من جانبه علق خبير سياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على الأجواء الأمنية في مصر، وحالة الرعب والفزع التي تنشرها الأجهزة الأمنية، قائلاً إنها "غير مبررة في ظل المشهد الحالي، والذي لا ينبئ بحدث كبير في الذكرى الخامسة للثورة".
وأوضح الخبير، أن هناك أجهزة مصرية تبحث لنفسها عن مساحات أوسع من المشاركة في إدارة المشهد المصري، وهو ما يجعلها تعظّم من حالة الرعب المتعلقة بالتظاهرات لتكسب ثقة أكبر لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
كما أن النظام المصري أيضاً، يضيف المصدر ذاته، يسعى لحصد مكاسب هو الآخر من وراء نشر حالة الرعب، ليكسب مساحة جديدة في معركة تضييق وقمع الحريات، تحت ستار حفظ الأمن والمواطنين، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً: استراتيجية النظام المصري لوأد تظاهرات 25يناير: اعتقالات واستعانة بالسلفيين