مع إعلان إقليم كردستان عزمه على إجراء استفتاء عام للانفصال عن العراق في سبتمبر/ أيلول المقبل، والتحول إلى كيان سياسي مستقل، تعاظمت الدعوات في تل أبيب لدعم هذه الخطوة. وقد تبين أن قيادة إقليم كردستان حرصت على الحصول على دعم إسرائيل في إطار جهودها الدبلوماسية والسياسية التي مهدت للإعلان عن إجراء الاستفتاء. وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في عددها الصادر يوم الاثنين، عن أن أحد مستشاري رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني قام قبل شهرين بزيارة إسرائيل بهدف تجنيد الدعم لمشروع انفصال كردستان. وهدفت الزيارة السرية للمستشار إلى الحصول على إسناد إسرائيلي وتعهد بمحاولة تأمين دعم أميركي لمواجهة رفض الحكومة العراقية لانفصال الإقليم، والتغلب على حذر بعض الأطراف الدولية من هذه الفكرة، إذ إن أطرافاً عدة تبدي تحفظاً على الإعلان عن انفصال كردستان قبل الانتهاء من المعركة ضد تنظيم "داعش"، على اعتبار أن هذا التطور قد يؤثر سلباً على مستقبل المعركة.
وتوقع ساعر أن تضفي نتائج الاستفتاء شرعية على انفصال كردستان، مستدركاً أن الدعم الدولي يعتبر حاجة أساسية لضمان أنْ ترى الدولة الكردية النور في النهاية. وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأكراد يتمتعون فعلياً بكل السلطات في شمال العراق، إلا أنهم يريدون إضفاء شرعية دولية على تحول الإقليم إلى دولة. وبيّن أنه يتوجب على إسرائيل أن تركز على تجنيد دعم واضح وصريح من إدارة الرئيس ترامب للخطوة الكردية، مؤكداً أن هناك تشابهاً بين "المسألة الكردية والمسألة اليهودية"، على اعتبار أن اليهود والأكراد يمثلون أقليتين في الشرق الأوسط.
وتوقع ساعر أن تكون مهمة إقناع واشنطن بدعم انفصال كردستان سهلة على اعتبار أن الأكراد "أثبتوا على مر العقود الماضية أنهم شريك استراتيجي للولايات المتحدة ويمكن الوثوق بهم"، وفق تعبيره. وقدّر أن البرزاني لم يعلن عن إجراء الاستفتاء "إلا وهو يدرك أن إدارة ترامب والتحالف الذي تقوده سيدعمان في النهاية هذه الخطوة". ويشار إلى أن ساعر تفرغ بعد تركه منصبه في وزارة الداخلية، لإعداد عدة أوراق بحثية نشرها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي حول "العوائد الاستراتيجية" التي يمكن أن تجنيها إسرائيل من تقسيم سورية إلى دويلات، وضمنها دويلة كردية. وأعاد ساعر للأذهان حقيقة أن إسرائيل ارتبطت لعقود بتحالف مع سياسيين من أكراد العراق.
وفي سياق متصل، توقع الباحث الإسرائيلي في "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة"، بنحاس عنبري، أن تسفر الأزمة الناشبة بين دولة قطر وعدد من الدول الخليجية إلى تحسين فرص تشكل كيان كردي في شمال وشرق سورية. وقال إن تحولاً جذرياً في موقف السعودية من حل الأزمة السورية يمكن أن يحدث في أعقاب الخطوات التي أعلنتها ضد قطر. وفي مقال نشره موقع المركز، يوم الاثنين، بيّن عنبري أن هناك ما يدفع للاعتقاد بأن الرياض ستتجه لتأييد تقسيم سورية لمناكفة تركيا التي أعلن رئيسها، رجب طيب أردوغان، تضامنه مع قطر.