مشاهدات على هامش قمة بيروت الاقتصادية: ملل ونعاس وخطابات مستهلكة

21 يناير 2019
إعلامية صينية غلبها النعاس فغفت (العربي الجديد)
+ الخط -


عندما انطلقت أعمال "القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية" في بيروت أمس الأحد، كان الحماس سائداً بين الإعلاميين في قاعة الصحافة، لكن هذه القاعة سرعان ما غلبها النعاس والملل من رتابة الخطابات التي ألقاها رؤساء الوفود المشاركة.

وكان المشهد "النسائي" في قاعة الصحافيين طاغياً لكثرة المراسِلات الموجودات، مقابل تناقض كامل في القاعة الأخرى التي تُجرى فيها فعاليات القمة العربية بقادتها ووفودها، حيث الوجود النسائي "فاتر" جداً.

المرأة والطفل والفقر وغير ذلك من العناوين الفضفاضة خلال القمة الاقتصادية العربية، وقد أسهب المسؤولون في تناول المشاريع المزمنة التي لا ترى النور إلا نادراً، من دون تحقيق نهضة تنموية حقيقية ملموسة في شوارع عربية تعج بالفقراء والعاطلين من العمل.



رتابة، إن لم نقل رداءة، الخطاب المتكرر لم تستنهض بالإعلاميين في جلسة بعد الظهر خصوصاً، حس مسؤولية لإعادة إنتاج كلمات صارت محفوظة في أرشيف وعي الشعوب العربية التوّاقة إلى التغيير والإصلاح، لكن من دون جدوى.

في القاعة مراسلة لبنانية غارقة في الدردشة على "الواتساب" ولا تعير انتباهاً للنبرة التي يلقي هذا المسؤول بها كلمته التي عفّى الزمن على مضمونها ولو أنه حاول تطعيمها بمصطلحات "الاقتصاد الجديد" و"الاقتصاد الرقمي" من باب تجديد العتيق وترقيعه.

وهناك مجموعة مراسلين أجانب، بينهم صحافية صينية غفَت على "ألحان" بعض المتحدثين، وإلى جانبها مباشرة مراسلة لبنانية مكتوفة اليدين تحاول تدفئة نفسها في قاعة ضخمة باردة لم تزدها خطابات القمة إلا برودة تكاد تتجاوز درجتها صقيع الثلج في الخارج.


كل المتحدثين يجمعون على ضرورة تقدّم العمل في المشاريع الكثيرة المطروحة من ربط بالكهرباء والسكك إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي ومكافحة الفقر والبطالة، وهذه العناوين على أهميتها أصبحت أنشودة باهتة لا تبعث في نفوس المواطنين العرب إلا مزيداً من الخمول و"النعاس" بانتظار قيامة ما!
المساهمون