مساعي التهدئة بغزّة: كيري يتحدث عن تقدّم محدود

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
23 يوليو 2014
A18B47FE-CC48-4159-B6BB-775A8E6D09DB
+ الخط -

تتسارع الخطوات الدبلوماسية الرامية إلى إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، المتواصل منذ نحو أسبوعين، والذي أودى بحياة نحو 655 شهيداً فلسطينياً، فضلاً عن آلاف الجرحى. وأمام العدد الكبير من قتلى الجيش الإسرائيلي، الذين سقطوا في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ولم تعترف إسرائيل سوى بـ29 جندياً منهم، فضلاً عن مدنيين اثنين، تكثفت المساعي الدبلوماسية لإيقاف إطلاق النار. وسُجّل تضامن فلسطيني، تجلّى في الموقف الذي جرى إبلاغه الى الأميركيين بأن "الحرب ليست موجّهة ضد فصيل أو آخر، بل الى الشعب الفلسطيني".

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الأربعاء، في القدس المحتلة، عن تقدم "بضع خطوات" في جهود وقف إطلاق النار، مؤكداً على "الحاجة إلى مزيد من الوقت"، وأكد أن "الرئيس، محمود عباس، التزم باللاعنف، ويفهم طريق الحل". ولفت الى أنه "خلال الـ24 ساعة الماضية، حققنا بعض التقدم، على أمل تغيير الخطاب لمصلحة جميع الأطراف، وبذلك نمضي نحو برنامج مستقبلي دائم".


وحول لقائه مع أبو مازن، قال كيري: "تركز حديثنا على كيفية أخذ خطوات الى الأمام، ونفعل ذلك لسبب واحد، وهو أن الفلسطينيين والإسرائيليين جميعهم يعيشون وهم مهددون بخطر العنف، وهذا لا بد أن ينتهي لكلا الطرفين". وأضاف: "يجب أن نجد الطريق الى الأمام، طريق فاعلة وليست قائمة على العنف". ولفت الى أن "البعض يرضيهم أن يروا النتائج اللحظية للعنف، لكن هذا لن يأخذنا للحلّ، وعباس يفهم الطريق للحلّ".
وأكد على "أننا سنواصل الدفع باتجاه وقف إطلاق النار، ونواصل العمل مع الرئيس عباس، والآخرين في المنطقة لوقف إطلاق النار".

وعقد كيري مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في مقرّ المقاطعة في رام الله. وأكد عريقات أن "اجتماع عباس وكيري، تركّز على وجوب خلق التوازن بين تحقيق وقف إطلاق نار وبين رفع الحصار عن قطاع غزة".

وفي تلميح لوجود اتفاق لوقف إطلاق النار لكنه يحتاج إلى ضمانات دولية، أشار الى أن "هناك جهوداً وأفكاراً جدية، والرئيس عباس يواصل بذل كل جهد ممكن، وكان له اتصال مطوّل مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لأكثر من ساعة، وسيجتمع مع وزير الخارجية البريطاني (فيليب هاموند)، وبعد ذلك سيكون له اتصال مع الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند)، لأننا نريد آليات تدقيق ومراقبة، لضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه".

وحول وجود ضمانات أميركية، لفت عريقات الى أننا "طرحنا رسمياً أن تكون هناك آلية مراقبة وتدقيق، تكون الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى جزء منها". وأشار الى أن "عباس أوضح لكيري أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تتألّف من شقين، الأول: يتمثل بالنيران والصواريخ والدبابات التي يعتبر 99 في المئة من ضحاياها من الأطفال والنساء والشيوخ، وهذه ليست حرب على قطاع غزة أو حماس، بل حرب على الشعب الفلسطيني، وليست دفاعاً عن النفس إنما دفاعاً عن الاستيطان والعدوان".

أما الشق الثاني من الحرب "فيتمثل باستمرار الحصار الذي لا بدّ من رفعه"، بحسب عريقات.

وحول التوازن المطلوب الذي تتحدث عنه القيادة الفلسطينية، أوضح عريقات: "التوازن المطلوب هو وقف العدوان على قطاع غزة من خلال وقف إطلاق النار، ووقف العدوان من خلال الحصار واغلاق المعابر ومنع الصيادين، واعتقال أسرى صفقة شاليط (وفاء الأحرار)، والمسائل قيد البحث وهناك أمور جدية جداً حصلت".
وتابع: "لقد أخبرنا كيري أن المطالب هي مطالب الشعب الفلسطيني وليس مطالب هذا الفصيل أو ذاك، وليست شروط، إنما التزامات ترتّبت على إسرائيل، سواء بالتفاهمات أو الاتفاقات الموقعة".

وحول موافقة حكومة الاحتلال على المبادرة المصرية، قال عريقات: "ما أخشاه أن تكون موافقة حكومة إسرائيل على المبادرة المصرية تكتيكية، لأن الحكومة الاسرائيلية بدأت الحرب وتتحمّل المسؤولية عنها، وتهدف الى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني، وتدمير خيار الدولتين وتدمير الوحدة الوطنية".

وسبق لكيري أن التقى بان كي مون، واعتبر أننا "تقدمنا بالفعل بضع خطوات إلى الأمام، ولكن يتعيّن علينا القيام بالمزيد من العمل"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس". وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأربعاء، عن اعتزام كيري على زيارة كل من قطر وتركيا، للبحث في مسألة التهدئة بقطاع غزة، وذلك بعد زيارة المسؤول الأميركي للأراضي المحتلة.

إلى ذلك، وبعد إصرار حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على شروطها للتهدئة، المتمثلة أساساً برفع الحصار عن غزة، وإطلاق سراح الأسرى، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن "المبادرة المصرية لوقف القتال في غزة لم يملِ فيها أي طرف شروطه"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".

جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها السيسي، لمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو/ تموز 1952. وبهدف الدفاع عن "المبادرة"، التي لم تراعِ الحد الأدنى من شروط المقاومة الفلسطينية، ومطالب أهالي القطاع المحاصر، استعرض السيسي ضحايا الجيش المصري، في تاريخ المواجهات بين الطرفين، وقال: "مصر قدمت للقضية الفلسطينية 100 ألف شهيد وأكثر من ضعفهم مصابين".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
تظاهرات في إسرائيل لإسقاط نتنياهو، 23 يونيو 2024 (Getty)

سياسة

شارك عشرات الآلاف بتظاهرات في إسرائيل وُصفت بالأضخم منذ بدء الحرب على غزة، للمطالبة بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس.
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
المساهمون