مسؤول إسرائيلي سابق: إيران لا تعتزم أصلاً شن هجوم نووي على إسرائيل

09 يوليو 2018
نتنياهو كرس مقولة الاتفاق النووي السيئ(Getty)
+ الخط -
كشف النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عيران عتصيون، أن كل الأحاديث الإسرائيلية عن نوايا طهران شن هجوم نووي على تل أبيب واستهدافها بقنابل أو صواريخ تحمل رؤوسا نووية، بعد امتلاك قوة نووية، ما هي إلّا شعارات سياسية لا غير.

وقال عتصيون، الذي شغل أيضاً منصباً رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية، في مقابلة موسعة مع ملحق صحيفة "هآرتس"، نشرت أمس الأحد: "إنهم يعرفون (المسؤولون

الإسرائيليون) أنهم لا يستطيعون (أي الإيرانيون) ذلك، ولذلك فإن التفكير بوجود استراتيجية إيرانية لإبادة إسرائيل يعني عدم الاعتراف بذكائهم".

غير أنه استدرك قائلاً "هناك من يستخدم هذا الخطاب، لكن الرأي السائد لدى خبراء ومختصين كثر أنه حتى في حال نجح الإيرانيون بتطوير قدرات نووية فإن احتمالات قيامهم بضرب إسرائيل هي ضئيلة. عملياً فإن غالبية الأنظمة التي تتطلع لامتلاك سلاح نووي لا تعتزم استخدامه ضد أحد، فهم ليسوا انتحاريين".

وأكّد عتصيون أنّ "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هو من كرس مقولة إن الاتفاق النووي مع إيران هو اتفاق سيئ، وخاض حرباً حول ذلك لتأمين عناوين صحافية"، لافتاً إلى أن "الاتفاق وفقاً لغالبية المختصين في هذا المجال ليس سيئاً، لكن نتنياهو قال إنه يفضل عدم وجود اتفاق من وجود اتفاق سيئ، علماً أن الاتفاق الجيد لا يمكن الوصول إليه، إذ لا يمكن أن تغلق إيران بموجبه كل كليات تعليم موضوع الذرة".


وبحسب عتصيون، فإنّ مسار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع الائتلاف الدولي كان أكثر فاعلية من قرار الرئيس الحالي دونالد ترامب، لأن إعادة فرض العقوبات تستغرق وقتاً أطول بكثير لتحقيق الغاية منها، من المسار الذي يحدده الاتفاق النووي مع إيران.


وأوضح أن "مشروع ترامب يقوم على خطوات أحادية الجانب، أميركية، وليس على عمل ائتلاف دولي، كما أن فرص تغيير نظام كالنظام في إيران أقل بكثير، كما أن التعويل على خيار كهذا أكثر خطورة، فقد يتجه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لإضعاف الرئيس المعتدل، حسن روحاني، وتعزيز قوى الحرس الثوري".

ويرى عتصيون أن الإيرانيين يملكون قوة الصبر والتحمل والانتظار، وهم يعلمون أن احتمالات بقاء النظام الحالي أكبر من احتمالات عودة ترامب للبيت الأبيض.


لكن أهم ما كشفه المسؤول السابق هو أن إسرائيل والولايات المتحدة فضلتا بدء مسار المفاوضات الإيرانية الأوروبية، لترك محاولة الوصول إلى رزمة كاملة تشمل أيضاً مسألة الصواريخ الباليستية والترسانة الصاروخية الإيرانية ونشاط إيران في المنطقة والتركيز على المسار النووي باعتبار ذلك أمراً حاسماً ومصيرياً، أما باقي الأمور فيمكن تأجيلها.

وفي السياق، لفت إلى أنّ "كل ما جاء في الشروط الاثني عشر التي طرحها الوزير الأميركي مايك بومبيو، هو كذب"، موضحاً "كان الهدف الأساسي والرئيسي منها هو تجريح إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".

المساهمون