تطابقت معلومات أدلى بها مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التحالف الدولي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بريت ماكورك، مع ما نشره "العربي الجديد"، أمس الجمعة، في تحقيق متكامل عن عمليات إنتاج وتهريب النفط لصالح "داعش".
وأكد المسؤول الأميركي أهمية المنطقة الممتدة من الرقة السورية إلى الموصل العراقية في الحرب الدائرة بين التحالف الدولي والتنظيم، مبيّناً أن تركيز قوات التحالف على هذه البقعة الجغرافية يأتي بغرض تجفيف منابع تمويل "داعش" من الحقول النفطية غربي العراق وشرقي سورية.
وأكد مبعوث أوباما في إيجاز صحافي أدلى به يوم الجمعة للمراسلين الإعلاميين بالخارجية الأميركية، أن القوات الخاصة الأميركية استهدفت في عملية إنزال جريئة شمال سورية في منتصف مايو/ أيار الماضي المسؤول السابق عن دوائر "داعش" المالية أبو سياف بسبب أهمية موقع الرجل في تزويد التنظيم بعوامل البقاء وإنعاش دورة حياته بأموال النفط، وهو ما ورد في تحقيق "العربي الجديد" بالتفصيل.
وتميّزت معلومات التحقيق عن معلومات المسؤول الأميركي بتحديد هوية المسؤول الجديد الذي خلف أبو سياف في مهمته وهو أبو محمد المغربي، المشرف الحالي على ملف تصدير نفط التنظيم.
وأكد مبعوث أوباما أن عمليات أخرى مقبلة سوف تنفذها القوات الأميركية الخاصة في مواقع مختلفة لـ"داعش" شمال غرب العراق وشمال شرق سورية، لافتا إلى أن حوالي 7000 من رجال العشائر العراقية في محافظة الأنبار سوف يشاركون في المواجهات مع عناصر "داعش" الذين قدّر ماكورك عددهم بـ30 ألف مقاتل ينتمون إلى أكثر من 100 بلد.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن تنظيم "داعش" لا يزال قادراً على المنافسة في استقطاب رجال العشائر العراقية، خصوصا في الفلوجة والرمادي وما جاورهما. وكثيرا ما انتقد المسؤولون الأميركيون رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي على رفضه إدماج مسلحي ما كان يسمى بالصحوات العراقية في الجيش والأمن قائلين إن موقف المالكي منهم جعل نسبة كبيرة منهم ينقلبون إلى صفوف التنظيم.
وكرر المبعوث الأميركي القول إن عمليات إنتاج وتهريب النفط من الحقول العراقية بالدرجة الأولى ومن الحقول السورية بالدرجة الثانية هي التي تمنح "داعش" إكسير الحياة، وأن الاستراتيجية المقبلة للتحالف سوف تركز على محاولة حرمانه من هذا المصدر المدر للأموال وحرمان التنظيم من مصادر التجنيد المحلية.
وبحسب تقديرات "العربي الجديد"، فإن الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في سورية والعراق تنتج ما معدله 30 ألف برميل يومياً، وفقاً لحسابات تم التوصل إليها عبر عدّ وإحصاء الصهاريج الخارجة يومياً من العراق، فضلاً عن مصادر تواصلت معها "العربي الجديد" في محافظة شرناخ التركية الحدودية مع العراق حيث يمر من خلالها النفط المهرّب.
وطبقاً للمصادر ذاتها، فإن كميات من نفط "داعش" المهرّب تجد طريقها إلى إسرائيل، وهو أمر محرج للإدارة الأميركية على ما يبدو فتحاول تجنب الخوض في تفاصيله، مثلما تلتقي في ذلك مصلحة إسرائيل وتنظيم الدولة الإسلامية في التكتم على المصلحة المشتركة غير المباشرة التي تربط بين الطرفين.
اقرأ أيضاً: بالوثائق.. نفط داعش.. رحلة الخام المهرب إلى إسرائيل