اختار وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، أن يهاجم بشدة الجزائر، من مدينة الداخلة، إحدى أكبر المدن الصحراوية، متهماً الجارة الشرقية بأنها تسعى لافتعال الأزمات والخصومات مع المغرب، عوض نهج سياسة التوافق والتقارب مع الجيران.
وقال وزير الخارجية المغربي، ضمن مداخلة له أمس الأحد في لقاء مع سكان مدينة الداخلة، إن "المملكة المغربية لا تخشى أحداً"، في إشارة واضحة للجزائر، مضيفاً بنبرة تحمل الكثير من التحدي أن "الذين يجيدون استخلاص الدروس يدركون أن المغرب لا يخاف أحداً".
وأوضح أن "المملكة المغربية لم تهزمها رياح الخصوم، حين تحالفوا دولاً وآباراً للبترول في ظروف صعبة بالأمس"، وهي إشارة من المسؤول المغربي إلى تحالف سابق بين الجزائر وليبيا في مساندة جبهة البوليساريو ضد المغرب، مضيفاً "هذه هموم الحاضر كما يسعى الجيران إلى فرضها، لكنهم أول من يعرف أن حاضر المملكة لا يفرضه الجيران، بل تمليه المملكة المغربية بإرادة قيادتها وشعبها".
وانتقد مزوار الجزائر لأنها حسب قوله "تفرغ طاقتها وجهودها في متاهات لا تنتهي، ولأنها تغلق منافذ الطريق نحو المستقبل، وتفضل المشاحنات وتعقيد شروط الحياة"، مشيراً إلى "دورها في عدم إيجاد حل لنزاع الصحراء".
وعزا "تدخل الجزائر في ملف الصحراء" إلى ما أسماه أوهام العظمة التي تستبد بالجيران، والاستئساد في المنطقة، مضيفاً "أنها أوهام تنتمي إلى زمن تجاوزه العالم"، مردفاً أن "المواجهات انتهت في العالم لفائدة التكتلات".
وأكد مزوار أن "كل مناطق العالم باستثناء منطقة المغرب العربي، التي تضم خمس دول من بينها المغرب والجزائر، دخلت في تكتلات جهوية، وتطبق الحكمة الخالدة (الاتحاد قوة)، باعتبار أن الأزمات والتحديات الراهنة لا ترحم، وتفضي بالضعفاء إلى الفقر واليأس"، لافتاً إلى أنه "حين يختار الجيران الخلافات والصراع الهدام، عوض التوافق البناء، والعداء عوض التعاون، فإنهم يطمحون إلى تحقيق ما ترفضه الشعوب، إذ يحلمون بالبطالة والفقر والبؤس وموت الأمل".