صدمت مريضة السرطان الغزاوية أسماء البهنساوي (45 عاماً) حين شاهدت عبارة "نعتذر عن تقديم خدمات علاج الأورام بسبب نفاد الأدوية"، التي ألصقت على سرير العلاج الخاص بها.
وقالت البهنساوي لـ"العربي الجديد" إنها لم تفاجأ حين أبلغوها عن وجود كتلة سرطانية في ثديها بشهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بقدر ما صُعقت عندما علمت بانقطاع العلاج الخاص بها، وأنها لن تتمكن من الحصول على الجرعة الكيماوية السابعة.
وتتشابه حالة البهنساوي مع مئات الحالات الأخرى، إذ أعلن مستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة، الذي تعنى أقسامه بمرضى السرطان، عن توقف إعطاء العلاج الكيماوي لمرضى السرطان بدءاً من صباح اليوم الأحد نتيجة نفاده، بالإضافة إلى نفاد عقار "النوبوجين" المستخدم لرفع المناعة لدى مرضى السرطان.
وقال رئيس قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي، الطبيب خالد ثابت، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في باحة المستشفى اليوم الأحد: "إننا على أعتاب كارثة حقيقية نتيجة نفاد 80 في المائة من أدوية مرضى السرطان في القطاع"، مطالباً جميع الضمائر الحية والمؤسسات المعنية بمرضى السرطان للتدخل الفوري والعاجل لإنقاذ حياة المرضى.
من ناحيته؛ أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة، الطبيب أشرف القدرة، أنّ الطواقم الطبية باتت غير قادرة على تطبيق البروتوكولات العلاجية في الخطين الأول والثاني الأساسيين، نتيجة غياب 80 في المائة من الأدوية، بعد نفاد نحو 45 صنفاً دوائياً لمرضى السرطان.
وشدد القدرة في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هامش المؤتمر، على أن غياب الأصناف الدوائية يؤثر تأثيراً مباشراً على صحة المرضى، و"ربما يؤدي بهم للموت في حال عدم حل هذه الأزمة"، داعياً العالم أجمع إلى الوقوف أمام مسؤولياته تجاه مرضى قطاع غزة.
وأشار القدرة إلى تسجيل نحو 1800 حالة سرطان سنوياً، مضيفاً: "لدينا آلاف المرضى اليوم بحاجة إلى تطبيق البروتوكولات العلاجية، ونحن غير قادرين على تنفيذها بفعل نفاد الأدوية واللوازم الطبية المهمة"، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى والمباشرة، نتيجة مواصلة حصاره لقطاع غزة، والمجتمع الدولي الصامت على الممارسات الإسرائيلية المنافية للاتفاقيات الدولية.
أما في ما يتعلق بأي بوادر لحل الأزمة، أكد أنه "حتى اللحظة لا توجد أي ملامح لحل أزمات القطاع الصحي، سواء على المستوى الدوائي أو مستوى الوقود"، مبيناً أن الوزارة وجهت الرسائل إلى كافة الجهات المعنية على مستوى الوطني والإقليمي والدولي، "وما زلنا ننتظر إنهاء هذه الأزمة بأقصى سرعة".
وأوضح القدرة أن وزارة الصحة، ومنذ بداية مسيرات العودة في تاريخ 30 مارس/ آذار الماضي، تعرّضت لسلسلة من الممارسات الإسرائيلية، واستهداف الطواقم الطبية في المناطق الشرقية، ما تسبب في استشهاد ثلاثة مسعفين وإصابة نحو 370 آخرين، إلى جانب تدمير نحو 70 سيارة إسعاف كلياً أو جزئياً.