مخاوف من اغتيال العبادي وقصف أميركي بمحيط بغداد

17 سبتمبر 2014
نسّق الأميركيون مع بغداد قبل الغارات (علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر سياسية عراقية عن وجود مخاوف جدية من إقدام متطرفين على اغتيال رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، في وقت استعادت فيه العاصمة العراقية أجواء الغزو الأميركي في العام 2003، مع استهداف مقاتلات أميركية مواقع لـ"داعش" في محيط بغداد.

وذكرت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها، أن العبادي مهدد بالاغتيال في حال استمراره بتنفيذ ما تعتبره المليشيات "الأجندة الأميركية بالعراق"، وهو الأمر الذي دفع برئيس الوزراء الجديد إلى تغيير طاقم الحراسة، والفوج المكلف بحمايته داخل المنطقة الخضراء وخارجها.

وكانت سياسة العبادي، التي بدأت تتضح ملامحها من خلال قرارته المتعلقة بالتضييق على المليشيات وتفكيكها، ووقف القصف على المدن، ومضيه في مشروع تأسيس الجيش الرديف من أبناء هذه المدن لحماية مناطقهم، إضافة إلى رفضه تسليم منصب وزارة الداخلية لزعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، قد عززت من تلك المخاوف.

ووصفت مليشيا "عصائب أهل الحق" قرار إيقاف القصف بـ"الخاطئ"، وأنه يسمح للجماعات المسلّحة بالانتشار والتوسع، فيما طالبت العبادي بـ"عدم الرضوخ للضغوطات الأميركية"، وفقاً للمتحدث باسم المليشيا، نعيم العبودي.

وأشار مصدر نافذ في "التحالف الوطني"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "مليشيات متطرفة مدعومة من إيران، وصفت العبادي بالرجل الضعيف الذي لا يخدم سوى المشروع الأميركي في البلاد، واستمراره في المنصب سيؤدي إلى إضعاف البعض سياسياً وعسكرياً".

وأوضح أن"مليشيا عصائب أهل الحق ذات النفوذ الأقوى في البلاد والمدعومة إيرانياً، أبلغت أطراف سياسية بعدم تقبلها لخطوات العبادي الأخيرة، واعتبرتها خطراً عليها، كما ألمحت إلى خطورة استمراره لأربع سنوات في هذا النهج".

وأضاف أن "خطوات العبادي المتمثلة بتشكيل جيش رديف، وإيقاف القصف على المدن، فضلاً عن الخلاف حول تسمية وزير الداخلية، ورضوخه للضغوطات الأميركية فيما يخص موافقته على تنفيذ مشروع قانون العفو العام، وإطلاق سراح السجناء وتحويل ملف اجتثاث البعث إلى القضاء، بعثت بإشارات غير مريحة ومقلقه للمليشيات وبعض قادة التحالف ممن يحسبون على التيار المتطرف داخله".

من جهته، أكد مسؤول أمني رفيع في وزارة الداخلية تغيير العبادي لطاقم الحماية الشخصية الخاص به، فضلاً عن استبدال الفوج الرئاسي المخصص لمجلس الوزراء بآخر.

وأوضح الضابط بوكالة شؤون الاستخبارات العراقية أن "العبادي يخشى من اغتياله على يد مليشيات متطرفة كانت خلال السنوات الماضية تحظى بدعم من رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، لكنها تجد نفسها اليوم في وضع غير مطمئن، على الرغم من أن العبادي لم يتخذ بعد خطوات فعلية تجاهها".

على صعيد آخر، استرجع العراقيون، فجر اليوم الثلاثاء، صور وذكريات الهجوم الأميركي على البلاد في العام 2003، بعد أن شنّت مقاتلات أميركية من طراز "أف 18" ثلاث غارات متزامنة، استهدفت مناطق حزام بغداد، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وفصائل مسلّحة أخرى.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، الفريق الركن قاسم عطا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "الضربات الأميركية في محيط بغداد، تُعدّ الأولى من نوعها واستهدفت مواقع مهمة للمسلّحين وحققت إصابات مباشرة".

وأوضح عطا، أن "فجر الثلاثاء يعتبر بداية الخطة الدولية ضد داعش، وتجري الخطة بتنسيق كامل مع السلطات العراقية".

من جهته، أعلن مصدر عسكري في الجيش العراقي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "الضربات الأميركية استهدفت مواقع داعش في منطقتي صدر اليوسفية والشيخ عامر، القريبة من مطار بغداد الدولي، جنوب وجنوب غرب العاصمة".

وأوضح المصدر، أن "أحد مواقع داعش المستهدف كان على بعد 21 كيلومتراً من مطار بغداد الدولي، فيما جرى استهداف منطقة الشيخ عامر بالرضوانية".

وأضاف المسؤول، الذي يشغل رتبة عميد ركن بوزارة الدفاع ضمن هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، أن "إحدى الضربات دمّرت منصة لإطلاق صواريخ غراد الروسية المتوسطة المدى، التي يمتلكها داعش واستهدف من خلالها مناطق قريبة من السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء، فضلاً عن مطار بغداد. ووصلتنا تقارير استخبارية أفادت بمقتل مسلّحين، لكن بسبب خروج تلك المناطق عن السيطرة لم يتسنّ لنا معرفة عددهم أو هويتهم وقيمة الضربة الجوية في تحقيق خسائر بصفوف التنظيم".

وأوضح المسؤول أن "الضربة الأميركية أحرجت القيادة العراقية التي كانت تصر طيلة الفترة الماضية على تطهير حزام بغداد، وفك لحصار الذي تفرضه الجماعات المسلّحة عليها، إذ أكدت سيطرة داعش على محيط العاصمة وقربهم من مناطق حيوية كمطار بغداد وهيئة رئاسة أركان الجيش في منطقة العامرية".