محمود عباس: الهبّة الفلسطينية مبررة ولا أحد وراءها

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
14 ديسمبر 2015
0E3154EF-C17D-4944-9A31-B92D4127AF72
+ الخط -

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، اليوم الإثنين إن "الهبّة الجماهيرية مبررة، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه وراءها".

وتابع الرئيس عباس خلال كلمة له في مؤتمر لهيئة مكافحة الفساد، عقد في رام الله:"لقد بدأت هبة جماهيرية مبررة٬ ما يعني أننا لا نملك أن نقول للشباب لماذا أنتم خارجون؟ ولا أحد يدعي أنه أخرج هؤلاء٬ بل خرجوا لأسباب عدة٬ أولها أنهم بدأو يشعرون باليأس من حل الدولتين٬ فهم يتجولون ولا يرون أساساً له على الأرض".

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الشباب يتساءلون أين دولتنا؟ ويدركون أنها غير موجودة.

وأرجع ذلك إلى الاستيطان والحواجز والجدران التي يبنيها الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، لذلك بدأ اليأس يتسرب إلى قلوب وعقول هذا الجيل الجديد، الذي لا يجد حلا أمامه.

واستعرض الرئيس أبو مازن الأسباب وراء الهبة قائلاً إنها تتمثل في "الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى، فكما يعلم الجميع هناك ما يسمى الأمر الواقع، وهو متفق عليه بشأن القدس منذ عام 1875، ومطبق منذ ذلك التاريخ، وفي عام 2000 اخترق أرئيل شارون الأمر الواقع، بذهابه إلى المسجد الأقصى، مما أدى إلى قيام ثورة الأقصى التي استمرت خمس سنوات، وكانت ثورة عارمة ومدمرة، سببها هذه الزيارة".

اقرأ أيضاً: مستوطنون يقتحمون الأقصى وقبر يوسف في نابلس

ولفت عباس إلى أن الاحتلال والمستوطنين "يكررون الآن نفس الكلام٬ ويذهبون إلى الأقصى ويعتدون على الناس٬ ويلوثون ويعيثون في الأرض فسادا٬ً أين هو الأمر القائم إذا؟". مشيراً إلى استمرارية تغيير الاحتلال لـ"الأمر الواقع" في القدس منذ عام 1875.

وتابع "هذا التغيير يراه أهل القدس يومياً، ومن يذهب للصلاة، والذي لا يستطيع الوصول يسمع عن هذه التغييرات، التي تعتبر اعتداء على حرمة المسجد الأقصى والمقدسات، وهي اعتداءات لا تحتمل".

وتطرق الرئيس أبو مازن إلى اعتداءات المستوطنين قائلاً إن " المستوطنين بدؤوا بالفتى محمد أبو خضير، وأحرقوه ثم أعدموه. أبو خضير لم يكن أول الضحايا، لكن قضيته كانت بارزة، ثم جاءت عائلة دوابشة. حرق ثم إعدام، فضلاً عن مئات الاعتداءت على الناس والبشر والمساجد والكنائس. كل هذا أدى إلى أن تقوم الناس بهذه الهبّة الجماهيرية".

وطالب الرئيس الاحتلال "بمنع هذه الأسباب، ليعود العمل في المسجد الأقصى مثل الماضي، بحيث يحضر الزوار إليه، لكن مع ضرورة منع من يعيثون فساداً فيه"، وزاد أنه "ليس لدينا مانع من دخول الزوار من خلال الأوقاف الإسلامية، وخروجهم من خلال الأوقاف أيضاً".

وخاطب أبو مازن حكومة الاحتلال بدعوته إلى وقف الاعتداءات. وتابع أنه يريد أن يسوّق للفلسطينيين أن هناك أملاً في دولة غداً، أو بعد شهر أو بعد خمس سنوات، ليعرف الفلسطينيون أن هناك أملاً. وشدد على أنه لا يستطيع أن يقول كلمة إلا إذا كان صادقاً فيهاً، لكن يبدو أنه ليس ثمة شيء، حسب قوله.

اقرأ أيضاً: "حماس" تضع شروطاً لإبرام صفقة تبادل مع إسرائيل

وحول الاتفاقيات مع الاحتلال، أوضح الرئيس الفلسطيني أن "هناك اتفاقيات بيننا وبين الإسرائيليين نقضتها إسرائيل جميعها، منذ عام 1993 وحتى الآن، ومنها اتفاقيات موقع عليها من طرف رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، و"أبلغنا مؤخراً أن العودة للاتفاقيات غير واقعي وغير ممكن".

وأوضح كذلك أن "إجابة القيادة الفلسطينية كانت على ما سبق، إذا كنتم تعبرون عن حسن نوايا لنبدأ بتنفيذ هذه الاتفاقيات، عندها نطمئن إلى أننا في الطريق الصحيح، لكن الاحتلال يرفض كل شيء من حيث الالتزام بالاتفاقيات أو العودة إلى المفاوضات بعد وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى حسب أوسلو، الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم، بناء على التفاهم بين وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، مع الاحتلال الإسرائيلي".

وختم الرئيس الفلسطيني خطابه بالتأكيد على أنه " كيف يمكن لهذا الاحتلال أن يقوم بصنع السلام؟ ومع ذلك نحن صابرون وصامدون ومتمسكون بحقنا ولن نتزحزح عن ذلك مهما كانت الأسباب والظروف".

اقرأ أيضاً - توصيات إسرائيلية حول سورية: سياسة ردع جديدة و"اقتناص فرص"

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة