محمد قاسم يجمع أطياف فلسطين في منزله

10 سبتمبر 2014
من مقتنيات محمد موسى الفلسطينية الأثرية (العربي الجديد)
+ الخط -
محمد قاسم موسى هو فلسطيني يقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان. أصله من بلدة النهر في قضاء عكّا الفلسطيني. شبّ وكبر في المخيم، بعيداً عن فلسطين. بدأ حياته الفنيّة في التدرّب على رقص الدبكة الفلسطينية، وراح يتنقّل من فرقة إلى أخرى حتّى بات مدرّباً لبعض الفرق الناشئة التي تُعنَى بالتراث الفلسطيني.

ورغم اهتمامه برقص الدبكة الفلسطينية، إلا أنّه كان مهتمّاً بجمع مقتنيات تراثية فلسطينية نادرة. وُلِدَت الفكرة في رأسه عندما كانت تروي له جدّته حكايات يومية عن حياتهم في فلسطين، وعن تفاصيلها، ما جعله مطّلعاً على العادات والتقاليد والتراث الفلسطيني. وقد وصل إلى قناعة مفادها أنّه يجب عليه أن يعيد الحياة إلى روايات جدّته. حتّى أنّه، بعدما وصفت له شكل البيت الذي كانت تقطنه العائلة في فلسطين، قام بتنفيذ بيت شبيه به في مخيّم عين الحلوة.

يقول موسى في حديث لـ"العربي الجديد" إنّه جمع مقتنيات تراثية فلسطينية قديمة "كان يستخدمها أهلنا في فلسطين، والجزء الأكبر منها أتيت به من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، كذلك من العراق والأردن، إضافة إلى مخيّمات لبنان، وكنت عندما أعلم أنّ أحد الفلسطينيين يملك أيّ شيء قديم أذهب لأطلبه منه. وهناك من كان يرفض لأنّه يودّ الاحتفاظ بمقتنياته التي أحضرها أهله معهم من فلسطين".

لكنّ أغلبية من سألهم وافقوا على إعطائه بعض محفوظاتهم، خصوصاً الأوراق الثبوتية، "لأنّهم علموا أنّ هدفي هو عرضها ضمن معارض ليتعرّف إليها الجيل الجديد من أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، ولنثبت أنّ هذا تراثنا الفلسطيني، وكلّ هذه المقتنيات تثبت أنّ لنا تاريخاً في فلسطين".

أقام محمد معارض كثيرة، وفي عام واحد يروي أنّه أقام 120 معرضاً في مناطق لبنانية مختلفة، وفي البحرين وفرنسا. وكثيرون طلبوا شراء بعض المعروضات، لكنّه رفض: "لأنّ الهدف أسمى من البيع والتجارة والربح المادي". وحلمه إقامة معارض في قطر والكويت والإمارات. ويؤكد موسى أنّ الإمكانات المادية كانت عائقاً أمام هدفه في جمع أكبر قدر ممكن من التراثيات الفلسطينية لأنّ كثيرين طلبوا مالاً مقابل ما أحضره أهلهم من فلسطين: "وأنا كلّ ما أملكه من مواد تراثية قدمها لي أصحابها، لأنهم أعجبوا بالفكرة وشجّعوني على إقامة المعارض لتعريف الأجيال الجديدة بتراث بلادنا".

ومن الصعوبات التي واجهته أنّه لاجئ في لبنان، ويحمل وثيقة سفر لا تمنحه العديد من الدول العربية تأشيرة دخول بناءً عليها، فلم يستطع زيارة الأردن ومصر. ويفتخر بأنّ من الأغراض ثوب فلسطيني من بئر السبع، تمّ تطريزه قبل 165 عاماً، وبطاقة دعوة إلى زفاف في 1932، ومفاتيح بيوت قبل النكبة وصندوق جهاز العروس من بلدة "شعب" عمره 90 عاماً.
المساهمون