استعاد مهرجان المحامل التقليدية، "السفن"، الذي اختتم في الدوحة، واستمر خمسة أيام، وجه قطر، بل وجه الخليج البحري وتاريخ رحلات الصيد والغوص للبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة الآباء والأجداد في قطر، ودول الخليج العربي قبل عصر النفط. فقد امتهن القطريّون، مثل غيرهم من أهل الخليج العربي، تجارة اللؤلؤ، والتي كانت مورد رزقهم الأول، إلى جانب الرحلات التجارية إلى سواحل الهند، قبل اكتشاف اللؤلؤ الصناعي الذي تسبّب في تراجع تجارة الطبيعي منه، وقبل اكتشاف النفط الذي حوّل مهنة الغوص والبحث عن هذه الجواهر إلى تراث.
ميّز الاحتفالية التراثية، التي تسعى إلى ربط الأجيال بتاريخها وتأصيل الموروث الثقافي البحري القطري والخليجي، الحضور الكثيف لفعالياتها المختلفة، من قطر وبلدان الخليج العربية، وسياح من مختلف دول العالم، فقد وصل عدد الزائرين على مدى أيام الاحتفالية إلى نحو 650 ألفاً، تابعوا بحماس كبير مسابقات الغوص على اللؤلؤ، والتجذيف، والغوص الحرّ، ومسابقة أفضل محمل ومسابقة الشراع.
كما تميزت الاحتفالية التراثية، في دورتها للعام الجاري، بالتعريف بـ 15 مهنة قديمة، كانت سائدة في المجتمع القطري، في حقبة ما قبل اكتشاف النفط، التي اندثرت اليوم، ومن أبرزها "الودج" و"الصل" ومهن الحدادة والسَّن وغزل لسكار. كما جرى ترميم موقع أثري موجود في عرض البحر، وقامت بذلك فرق قطرية متخصّصة من أصحاب الخبرة في التراث البحري.
وكانت مفاجأة هذا العام في الإعلان عن رحلة "فتح الخير 2"، التي سيكون على متنها 20 بحاراً من دول الخليج العربية، حيث ستنطلق من ميناء الدوحة إلى الهند في أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل، لتعود مع انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان المحامل التقليدية، لتحط رحالها في ميناء خصب، وميناء مسقط، وميناء رأس الحد، ثم إلى موانئ الهند، قبل عودتها إلى ميناء الدوحة.
وكانت الدورة الثالثة من الاحتفالية قد شهدت انطلاق الرحلة البحرية الأولى، لسفينة "فتح الخير" التي طافت موانئ دول الخليج العربية، وعلى متنها 44 بحّاراً، مدّة 27 يوماً تذكيراً برحلات السفر الشراعية التي كانت تُزاول قديماً في قطر، ضمن فعالية حقيقية تحاكي الرحلات البحرية، وظروفها وملامحها وتفاصيلها، وهي التي كانت من صميم حياة أهل قطر، ومصدر عيشهم في عصر الغوص وصيد اللؤلؤ.
وطافت السفينة موانئ الكويت والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، لتعود بعدها إلى الدوحة. ومحمل "فتح الخير"، من المحامل (السفن) التقليدية من نوع "البتيل" التي عُرفت في قطر في عهد الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، وتحوّلت سفينة "فتح الخير" بعد وفاته في عام 1948 إلى سفينة بخارية، قبل وضعها في متحف قطر الوطني. كما استمتع الجمهور طوال أيام الاحتفالية التراثية بعروض شعبية وفنية عديدة لثلاث فرق، صور للفنون البحرية من سلطنة عمان وشباب الحدّ من البحرين ولجبيلات من قطر. إضافة إلى عروض أوبريت غنائي بعنوان (الطبعة)، وهو عمل فني بديع متكامل للفنان القطري، فيصل التميمي، مستوحى من قصة واقعية حدثت في التراث البحري القطري عام 1925، عندما غرقت سفن الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج، إثر تعرضها لريح عاتية على شكل إعصار شديد وأمطار غزيرة.
وانتشرت على جنبات الشاطئ "مجالس الشياب"، والتي يتجاذب كبار السن فيها أطراف الحديث فيها ويروون قصص البحر التي خاضوها، أو سمعوها من آبائهم، لتكون أرشفة للموروث الشفوي، وحظيت هذه المجالس بحضور الشباب الذين استمعوا بشغف لهذه الحكايات، بالإضافة الى مجالس الداما، اللعبة التقليدية الشبيهة بلعبة الشطرنج، بغية إحياء هذه اللعبة التراثية، وجلب الشباب القطري إليها.
وقدّم السوق البحري الشعبي الذي أقيم على شاطئ (كتارا) في العاصمة القطرية فرصة ثمينة لزوار المهرجان وضيوفه، للتعرف إلى تفاصيل مستلزمات رحلات الغوص على اللؤلؤ، من خلال الأجنحة التراثية التي صممت وفق الطراز الشعبي القديم الذي يعود إلى فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
كما تميزت الاحتفالية التراثية، في دورتها للعام الجاري، بالتعريف بـ 15 مهنة قديمة، كانت سائدة في المجتمع القطري، في حقبة ما قبل اكتشاف النفط، التي اندثرت اليوم، ومن أبرزها "الودج" و"الصل" ومهن الحدادة والسَّن وغزل لسكار. كما جرى ترميم موقع أثري موجود في عرض البحر، وقامت بذلك فرق قطرية متخصّصة من أصحاب الخبرة في التراث البحري.
وكانت مفاجأة هذا العام في الإعلان عن رحلة "فتح الخير 2"، التي سيكون على متنها 20 بحاراً من دول الخليج العربية، حيث ستنطلق من ميناء الدوحة إلى الهند في أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل، لتعود مع انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان المحامل التقليدية، لتحط رحالها في ميناء خصب، وميناء مسقط، وميناء رأس الحد، ثم إلى موانئ الهند، قبل عودتها إلى ميناء الدوحة.
وكانت الدورة الثالثة من الاحتفالية قد شهدت انطلاق الرحلة البحرية الأولى، لسفينة "فتح الخير" التي طافت موانئ دول الخليج العربية، وعلى متنها 44 بحّاراً، مدّة 27 يوماً تذكيراً برحلات السفر الشراعية التي كانت تُزاول قديماً في قطر، ضمن فعالية حقيقية تحاكي الرحلات البحرية، وظروفها وملامحها وتفاصيلها، وهي التي كانت من صميم حياة أهل قطر، ومصدر عيشهم في عصر الغوص وصيد اللؤلؤ.
وطافت السفينة موانئ الكويت والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، لتعود بعدها إلى الدوحة. ومحمل "فتح الخير"، من المحامل (السفن) التقليدية من نوع "البتيل" التي عُرفت في قطر في عهد الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، وتحوّلت سفينة "فتح الخير" بعد وفاته في عام 1948 إلى سفينة بخارية، قبل وضعها في متحف قطر الوطني. كما استمتع الجمهور طوال أيام الاحتفالية التراثية بعروض شعبية وفنية عديدة لثلاث فرق، صور للفنون البحرية من سلطنة عمان وشباب الحدّ من البحرين ولجبيلات من قطر. إضافة إلى عروض أوبريت غنائي بعنوان (الطبعة)، وهو عمل فني بديع متكامل للفنان القطري، فيصل التميمي، مستوحى من قصة واقعية حدثت في التراث البحري القطري عام 1925، عندما غرقت سفن الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج، إثر تعرضها لريح عاتية على شكل إعصار شديد وأمطار غزيرة.
وانتشرت على جنبات الشاطئ "مجالس الشياب"، والتي يتجاذب كبار السن فيها أطراف الحديث فيها ويروون قصص البحر التي خاضوها، أو سمعوها من آبائهم، لتكون أرشفة للموروث الشفوي، وحظيت هذه المجالس بحضور الشباب الذين استمعوا بشغف لهذه الحكايات، بالإضافة الى مجالس الداما، اللعبة التقليدية الشبيهة بلعبة الشطرنج، بغية إحياء هذه اللعبة التراثية، وجلب الشباب القطري إليها.
وقدّم السوق البحري الشعبي الذي أقيم على شاطئ (كتارا) في العاصمة القطرية فرصة ثمينة لزوار المهرجان وضيوفه، للتعرف إلى تفاصيل مستلزمات رحلات الغوص على اللؤلؤ، من خلال الأجنحة التراثية التي صممت وفق الطراز الشعبي القديم الذي يعود إلى فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.