مثل منبّه في زاوية السرير

24 اغسطس 2016
(جدارية لـ فرانسيس بيكابيا، باريس 1924)
+ الخط -
العشرون 

كل ما نملك عشرون سنة،
وتجارب الآباء.
لا نهتم بالثلث أو بالربع
لا ندرك السعادة إلا متأخرين.
حين نحب، فللحياة كلِّها.
حياة تدوم في مدى صرخةٍ
أما البقية فنتخيّلها..
كل ما نملك هو صوتنا المرتفع
حين تكون الحياة دافئة تمرّ وحدها
وحين تكون قبيحة نتحمّلها.
نقول لأنفسنا بأننا لم نَضِع تماماً،
نضرب أقدارنا مثل الأسماك
نجرّب كل شيء، ونقول "أحبك"
سواء كنا من الميزان أو الأسد
نحن دائماً على كفة الميزان، نحن دائماً أسود..

كل ما نملك عشرون سنة
خزّنا شيئاً من الربيع
نلقيه مثل فتات الخبز
لعصافير في الطريق.
حين نحب فحتى الموت،
غالباً ما ندخل الموت ثم نخرج منه،
نذهب لحرق سيجارة.
هكذا الحب، يُؤخذ ثم يُلقى به.
كل ما نملك هو صوتنا المرتفع
الذي يحدّثنا أحياناً حين نكون بمفردنا
هو ما نسمّيه بصوت داخلي،
يُحدث جلبة
دون أن يكون ممكناً تحريك مؤشر الراديو
نمرّ بامتحان منتصف الليل
وحين نبكي نزعم بأننا نضحك

كل ما نملك عشرون سنة،
نمسك بأسناننا وردةً
تعيش مقدار زفرةٍ
وتلدغنا قبل أن تموت.
حين نحب فمن أجل الكل أو اللاشيء
هذا الذي يضرب نواقيس العمر
مثل منبّه في زاوية السرير..
كل ما نملك هو صوتنا المرتفع
وأمام المرآة نحن وحيدون
مع السنوات، كل شيء ضاع
بينما نُمَكيِجُ المشاكل.
نقول لا عمر لمن يحبّ،
وحين نبحث عن قلبه، الطفل الذي في داخلنا
نقول إننا دائماً في العشرين..


الفوضويون

ليس هناك واحدٌ من مئة، ورغم ذلك موجودون
معظمهم إسبان، ابحث عن سبب ذلك!
ينبغي أن نعرف أنه في إسبانيا لا أحد يفهمهم
الفوضويون

لقد جمعوا كل شيء
الكعكَ والعصيّ.
لقد صرخوا بصوت عالٍ،
ويمكنهم الصراخ أكثر
قلوبهم في الصفّ الأمامي
وأحلامهم في الوسط،
أما الروح فقضمتها أفكار ضائعة

ليس هناك واحدٌ من مئة، ورغم ذلك موجودون
معظمهم أبناء اللاشيء أو أبناء القليل
ولا نراهم إلا حين نخافهم
الفوضويون

لهم راية سوداء
كصارية للأمل والحزن،
ولكي يستمروا في الحياة
لديهم سكاكين يقسّمون بها خبز الصداقة
وأسلحةً صدئةً تمنعهم من النسيان

ليس هناك واحدٌ من مئة، ورغم ذلك موجودون
يمسكون ببعضهم، يداً بيد
فرحين، ولذلك هم دائماً واقفون
الفوضويون


* ترجمة شوقي بن حسن



دلالات
المساهمون