ما حقيقة الصراع الدائر في البصرة؟

11 مارس 2016
+ الخط -
تنامت ظاهرة تجارة المخدرات في السنوات الأخيرة في المحافظات الجنوبية من العراق، ويعود ذلك إلى تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وانتشار المافيات والعصابات المسلحة، وبحسب تقاﺭﻳﺮ إﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﺗﺮﺍﻧﺰﻳﺖ ﻟﻠﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﺤﺴﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺤﻮل ﺇﻟﻰ مركز ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻭﺗﻬﺮﻳﺐ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺁﺳﻴﺎ ﻳﻮﺟﻬﻮﻥ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺷﺤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ مختلف دول العالم، ويعتبر العراق من أهم دول المنطقة في تجارة وترويج المخدرات، حيث استغلت المافيا تدهور الأوضاع الأمنية في العراق واستغلالها لتمرير الشحن والبضائع المخدرة، ولإيران الباع الطويل في هذه التجارة لغرض تمويل وتعزيز اقتصادها المتهاوي بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
إن حقيقة الصراع الحاصل في مدينة البصرة يعود إلى فتح إيران خطوطا لتهريب النفط والمخدرات إلى العشائر المجاورة لها في مدينة البصرة، وتقوم بتحريض كل عشيرة على أخرى لغرض إشعال الفتنة وزعزعة الأوضاع، وهو ما يجعل حدوث مصادمات بين أبناء العشائر على المال والنفوذ، والذي ينظر إلى القضية يرى أنها خلافات عشائرية، كما أن إيران تحرك عناصر مليشياتها للاغتيال والعبث بأمن المدينة، وهذا الوضع تستخدمه إيران كورقة ضغط على أميركا وكتهديد للموازنة العراقية، لأن أغلب اقتصاد العراق يعتمد على البصرة، ما يعني أن جميع هذه العوامل تدخل في الصراع الحاصل في مدينة البصرة.
وبحسب مصادر مطلعة، إن معظم المخدرات التي تدخل إلى العراق تأتي من إيران بحماية مليشيات متنفذة في العراق، حيث ﻻ تستطيع السلطات الأمنية محاسبة التجار الذين يقومون بإدخال تلك المواد إلى العراق كونهم مسنودين من قبل المليشيات، ليصبح للمخدرات في العراق سوق علنية خصوصاً في محافظتي البصرة والعمارة والمحافظات الجنوبية الأخرى، ليتم شحن عدد منها إلى دول الخليج.
إﻥ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ، وبحسب مراقبين ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺪاﺧﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻗﺮﺍﺑﺔ 4 أﻃﻨﺎﻥ تستهلك داخل العراق. ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺿﺒﻄﻪ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺣﺠﻤﻪ، إﺫ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺮﻳﺒﻪ إﻟﻰ ﺳﻮﺭية ولبنان ﻭالأﺭﺩﻥ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﻭﺑﻠﻐﺎﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﺤﺎﻝ ﻗﺮﺍﺑﺔ 100 ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ إﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻊ ﻧﺴﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ.
أهم ﻣﻨﺎﻃﻖ دخول ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ هي ﺍﻟﺸﻼﻣﺠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻤﺮﺓ، وهي معابر حدودية رئيسية بين العراق وإيران، فضلاً عن وجود معابر أخرى كثيرة ﻻ يمكن حصرها بسبب طول الحدود العراقية الإيرانية، والأعداد الكبيرة التي تعمل في هذا المجال. وقد قامت مديرية مكافحة المخدرات، بإلقاء القبض على عدد من كبار تجار ومروجي المخدرات ولكن يتم إخلاء سبيلهم بسبب التهديدات التي يتعرض لها ضباط ومنتسبو الشرطة من قبل المليشيات والجماعات المسلحة.
للبصرة أهمية سياسية واقتصادية كبيرة للاقتصاد العراقي، كما أن موقعها اﻻستراتيجي المطل على الخليج العربي وقربها من دول الخليج جعلها محط أنظار للأطماع الإيرانية، وورقة ضغط تستخدمها إيران ضد دول الخليج، كما هي كانت مصدرا من مصادر تصدير النفط الإيراني إلى باقي دول العالم أثناء العقوبات اﻻقتصادية التي كانت مفروضة عليها، وهو ما يجعل عدم استقرار مدينة البصرة هدفا إستراتيجيا لإيران.
F52B9FB4-DCE3-43FB-A33B-C79E87C91992
F52B9FB4-DCE3-43FB-A33B-C79E87C91992
عمر الجبوري (العراق)
عمر الجبوري (العراق)