10 يناير 2019
الموصل... صراع الحضارات والأجندات
عمر الجبوري (العراق)
شاء القدر أن تكون مدينة الموصل محطّ أنظار العالم أجمع، لما جرى فيها من أحداث سياسية واجتماعية وأمنية غيّرت مجريات الحياة فيها بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها، لتحيي صراعاً قديما جداً.
جذور المدينة ضاربة في الأرض منذ آﻻف السنين، وقد اتسمت بالمدنية والرقي واﻻزدهار، وتشهد آثارها الشاخصة على ذلك، قبل أن يدمرها تنظيم داعش لأسباب قال إنّها عقائدية ودينية، بحسب أهوائه ومعتقداته، فأصبحت (المدينة) محط أطماع الكثير من الجهات المحلية والإقليمية.
يمكن انتزاع المدينة من قبضة التنظيم، وذلك بوجود أسراب الطائرات الأميركية التي تغطّي سماء المدينة، والتي تساند قطعات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة والحشد التي يقدّر تعدادها بالآلاف، فيما لا تزال مشاركة القوات الأميركية على الأرض مبهمة وتشوبها الضبابية، فهل ستشارك تلك القوات؟
هناك تحديات داخلية وخارجية تعصف بمستقبل المدينة، وإن كان تقسيمها الخيار الراجح بحسب ما تراه التيارات المتناحرة إعلاميا وسياسياً في الوقت الحالي.
داخلياً، يرى إقليم كردستان أنّ هناك أراض تتبع للإقليم، وفق ما يعرف بـ"المتنازع عليها"، وفق المادة 140 من الدستور العراقي، وهي مساحة كبيرة جداً يسعى الإقليم إلى ضمها. وإذا ما تمّ قضم هذه المساحة ستخلق صراعات داخلية جديدة، لأنّ أقليات كثيرة داخل هذه المدن، منقسمة فيما بينها، فنجد داخل هذه المكونات والأقليات انقسامات وانشقاقات، ومنهم من يسعى إلى اﻻنضمام إلى الإقليم، ومنهم من يريد البقاء مع المركز.
يسعى بعض السياسيين إلى إنشاء محافظة شيعية شمال العراق، بهدف إيجاد موطئ قدم لهم حال تقسيم العراق إلى فيدراليات أو حتى تقسيمه إلى دول، ومدينة تلعفر هي النموذج لذلك، فالمدينة مثيرة للجدل لما شهدته من حرب مذهبية دمرت النسيج الاجتماعي للمدينة، إذ يصر شيعة كثيرون على عدم عودة السنة التركمان إلى القضاء، بعد تحريره من أجل إعلان محافظة تلعفر الشيعية، والتي ستكون مصدر قلق وإزعاج للإقليمين، السني والكردي، مستقبلاً، وهو أمر يرفضه سياسيو السنة بشكل عام، ونينوى خصوصاً.
خارجيا، هناك المصالح الإيرانية، إذ ترى طهران أنّه ليس من مصلحتها خروج المحافظات السنية خارج حدود صلاحيات حكومة بغداد، ولعلّ أبرز الأسباب أنّ فقدان إيران السيطرة على تلك المحافظات يعني تقطيع أوصالها مع سورية، خصوصاً وأنّ إيران تسعى إلى إنشاء طريق بري آمن يربطها بسورية عبر العراق، كما أنّ تقسيم العراق إلى فيدراليات قد يفتح شهية الأقليات المضطهدة داخل إيران من العرب والأكراد وغيرهم، للحصول على استقلالهم.
من جهة ثانية، تعلم أنقرة أنّ انضمام الموصل إليها ضرب من الخيال، وليس هذا ما تسعى إليه في تدّخلها العسكري في المدينة، فالوجود العسكري التركي هو من أجل وضع حاجز عسكري بين أكراد العراق وسورية، ففتح الحدود بين الجانبين العراقي والسوري يشكل خطراً حقيقياً على الدولة التركية، فهي ﻻ تستبعد اتحاد الجانبين الكرديين في العراق وسورية وإعلان دولة كردستان، فوجودها العسكري من الممكن أن يكون مانعاً، خصوصاً وأنّ زحف القوات التركية من الشمال السوري والسيطرة على جرابلس قد يمتد إلى حين التقاء القوتين من الجيش التركي في العراق وسورية.
من جهة ثالثة، ما حصل في العراق من حروب أهلية أجبر ملايين النازحين للجوء إلى أوروبا وأميركا، وخصوصاً ما تعرّضت له الأقليات الدينية والعرقية من عمليات قتل وتهجير، ما جعل الآﻻف منهم يفرون إلى أوروبا وأميركا.
وترى الوﻻيات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا أنّ إنشاء إقليم في سهل نينوى يجمع الأقليات الدينية والعرقية وإعادة توطينهم فيه قد يخفّف من الضغط الذي تتعرّض له دول أوروبا من موجات النزوح المستمرة، وربّما يكون هذا الإقليم إذا ما تمّ إنشاؤه تحت الوصاية الدولية كونه يضم أكبر تجمّع للأقليات الدينية والعرقية، وباستقراره يجعل المنطقة أكثر هدوءاً.
جذور المدينة ضاربة في الأرض منذ آﻻف السنين، وقد اتسمت بالمدنية والرقي واﻻزدهار، وتشهد آثارها الشاخصة على ذلك، قبل أن يدمرها تنظيم داعش لأسباب قال إنّها عقائدية ودينية، بحسب أهوائه ومعتقداته، فأصبحت (المدينة) محط أطماع الكثير من الجهات المحلية والإقليمية.
يمكن انتزاع المدينة من قبضة التنظيم، وذلك بوجود أسراب الطائرات الأميركية التي تغطّي سماء المدينة، والتي تساند قطعات الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة والحشد التي يقدّر تعدادها بالآلاف، فيما لا تزال مشاركة القوات الأميركية على الأرض مبهمة وتشوبها الضبابية، فهل ستشارك تلك القوات؟
هناك تحديات داخلية وخارجية تعصف بمستقبل المدينة، وإن كان تقسيمها الخيار الراجح بحسب ما تراه التيارات المتناحرة إعلاميا وسياسياً في الوقت الحالي.
داخلياً، يرى إقليم كردستان أنّ هناك أراض تتبع للإقليم، وفق ما يعرف بـ"المتنازع عليها"، وفق المادة 140 من الدستور العراقي، وهي مساحة كبيرة جداً يسعى الإقليم إلى ضمها. وإذا ما تمّ قضم هذه المساحة ستخلق صراعات داخلية جديدة، لأنّ أقليات كثيرة داخل هذه المدن، منقسمة فيما بينها، فنجد داخل هذه المكونات والأقليات انقسامات وانشقاقات، ومنهم من يسعى إلى اﻻنضمام إلى الإقليم، ومنهم من يريد البقاء مع المركز.
يسعى بعض السياسيين إلى إنشاء محافظة شيعية شمال العراق، بهدف إيجاد موطئ قدم لهم حال تقسيم العراق إلى فيدراليات أو حتى تقسيمه إلى دول، ومدينة تلعفر هي النموذج لذلك، فالمدينة مثيرة للجدل لما شهدته من حرب مذهبية دمرت النسيج الاجتماعي للمدينة، إذ يصر شيعة كثيرون على عدم عودة السنة التركمان إلى القضاء، بعد تحريره من أجل إعلان محافظة تلعفر الشيعية، والتي ستكون مصدر قلق وإزعاج للإقليمين، السني والكردي، مستقبلاً، وهو أمر يرفضه سياسيو السنة بشكل عام، ونينوى خصوصاً.
خارجيا، هناك المصالح الإيرانية، إذ ترى طهران أنّه ليس من مصلحتها خروج المحافظات السنية خارج حدود صلاحيات حكومة بغداد، ولعلّ أبرز الأسباب أنّ فقدان إيران السيطرة على تلك المحافظات يعني تقطيع أوصالها مع سورية، خصوصاً وأنّ إيران تسعى إلى إنشاء طريق بري آمن يربطها بسورية عبر العراق، كما أنّ تقسيم العراق إلى فيدراليات قد يفتح شهية الأقليات المضطهدة داخل إيران من العرب والأكراد وغيرهم، للحصول على استقلالهم.
من جهة ثانية، تعلم أنقرة أنّ انضمام الموصل إليها ضرب من الخيال، وليس هذا ما تسعى إليه في تدّخلها العسكري في المدينة، فالوجود العسكري التركي هو من أجل وضع حاجز عسكري بين أكراد العراق وسورية، ففتح الحدود بين الجانبين العراقي والسوري يشكل خطراً حقيقياً على الدولة التركية، فهي ﻻ تستبعد اتحاد الجانبين الكرديين في العراق وسورية وإعلان دولة كردستان، فوجودها العسكري من الممكن أن يكون مانعاً، خصوصاً وأنّ زحف القوات التركية من الشمال السوري والسيطرة على جرابلس قد يمتد إلى حين التقاء القوتين من الجيش التركي في العراق وسورية.
من جهة ثالثة، ما حصل في العراق من حروب أهلية أجبر ملايين النازحين للجوء إلى أوروبا وأميركا، وخصوصاً ما تعرّضت له الأقليات الدينية والعرقية من عمليات قتل وتهجير، ما جعل الآﻻف منهم يفرون إلى أوروبا وأميركا.
وترى الوﻻيات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا أنّ إنشاء إقليم في سهل نينوى يجمع الأقليات الدينية والعرقية وإعادة توطينهم فيه قد يخفّف من الضغط الذي تتعرّض له دول أوروبا من موجات النزوح المستمرة، وربّما يكون هذا الإقليم إذا ما تمّ إنشاؤه تحت الوصاية الدولية كونه يضم أكبر تجمّع للأقليات الدينية والعرقية، وباستقراره يجعل المنطقة أكثر هدوءاً.
مقالات أخرى
16 يونيو 2016
06 مايو 2016
11 مارس 2016