10 يناير 2019
الفلوجة: رهان خاسر لداعش
عمر الجبوري (العراق)
تشهد مدينة الفلوجة العراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش معارك طاحنة بين القوات العراقية ومسلحي التنظيم، ولعل أبرز الأمور التي أخرت دخول القوات العراقية إليها منذ اندلاع انطلاق تحريرها هو القراءة الخاطئة من المسؤولين العراقيين، كما أن موعد انطلاق المعركة حاء بقرار سياسي وليس عسكري، وما على القوات المسلحة العراقية إﻻ تنفيذ الأوامر والبدء بالهجوم.
كانت القوات الأميركية تروم البدء بمعركة الموصل، أولا، وذلك لإبعاد فصائل الحشد الشعبي من المشاركة بالعمليات العسكرية، وعدم تمكّنهم من الوصول إلى الموصل، وترك مواقعهم العسكرية حول محيط الفلوجة، ولعل من أبرز الأسباب الأخرى التي جعلت الإدارة الأميركية تعطي مدينة الموصل أولويةً في الهجوم، هو أن المدينة كبيرة جداً، وتفوق الفلوجة بأضعاف، وهذا ما يجعل عناصر التنظيم الإرهابي غير قادرين على غلق جميع الثغرات في المدينة، ما يسهل عملية اﻻقتحام بشكلٍ أسهل من مدينة الفلوجة ذات الحجم المناسب، والملائم لقدرات التنظيم الدفاعية.
المعروف أن تنظيم داعش عندما يراهن على مدينة لن يخرج منها إلا وأصبحت أثرا بعد عين، وهذا ما حصل في كوباني السورية، وبيجي والرمادي العراقيتين، حيث لم يبق في تلك المدن منزل أو بناية إﻻ وأصبحت ركاما، بفعل القصف العشوائي والمفخخات والعبوات الناسفة التي كانت تنفجر في الدور والمباني في معارك شوارع هي الأعنف، واستخدام مختلف أنواع اﻻسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة داخل المدن والقصبات التي يتواجد فيها عناصر التنظيم.
إصرار التنظيم على التمسك بالفلوجة، لرمزية هذه المدينة ولتاريخها الحافل بمحاربة الأميركان، جعله يراهن عليها كثيراً كون عيون العالم موجهة إليها، ويريد أن يبعث رسائل إلى العالم، مستغلا الحملة الإعلامية في المدينة، لعله يحرز نصراً على القوات العراقية فيها، كما أن للمدينة أهمية استراتيجية وحيوية كبيرة، وهي أهم طرق إمداد بين الشمال والجنوب، وطالما كانت مصدر قلق وتهديد للعاصمة بغداد والمدن البلدات التابعة لها.
حاولت الحكومة العراقية اقتحام المدينة من محورها الجنوبي، على الرغم من أن هذا المحور من أشد المحاور تحصينا من التنظيم، وسبب ذلك عدم وجود فصائل الحشد الشعبي فيه، حيث تحاول الحكومة العراقية إبعاد الحشد عن المدينة وعدم إشراكه في المعركة، من أجل استمرار دعم التحالف الدولي لهذه المعركة، وهناك فصائل من الحشد الشعبي متهمة بارتكاب جرائم ضد أبناء المدينة المدنيين، باعتراف القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.
أخطأت الحكومة العراقية في قراءة هذه المعركة وحسمها، والتي كان مقررا حسمها قبل بداية شهر رمضان، بحسب تقديراتها على غرار ما حصل في هيت والرطبة، غير أن كثرة الألغام المزروعة وشبكات الأنفاق التي حفرها التنظيم، ووجود أكثر من خمسين ألف مدني داخلها، حالت دون حسم المعركة، حسب التوقيتات التي وضعتها الحكومة العراقية، ومازالت المعارك مستمرة وسط تحرك بطيء وحذر.
ستحسم مدينة الفلوجة عسكرياً لصالح القوات المسلحة العراقية، وإن طالت مدتها الزمنية، فعامل الوقت ليس مهماً بقدر ما يمكن إحرازه من تقدم واجتثاث عناصر التنظيم فيها، فقوات مكافحة الإرهاب والأجهزة العسكرية الأخرى المشاركة معها، أصبح لديها الخبرة في معارك حرب الشوارع، وكيفية التعامل مع الجماعات الإرهابية بفضل الحروب التي خاضتها في السنوات الأخيرة، واﻻنتصارات التي حققتها في المعارك التي خاضتها ضد التنظيم.
كانت القوات الأميركية تروم البدء بمعركة الموصل، أولا، وذلك لإبعاد فصائل الحشد الشعبي من المشاركة بالعمليات العسكرية، وعدم تمكّنهم من الوصول إلى الموصل، وترك مواقعهم العسكرية حول محيط الفلوجة، ولعل من أبرز الأسباب الأخرى التي جعلت الإدارة الأميركية تعطي مدينة الموصل أولويةً في الهجوم، هو أن المدينة كبيرة جداً، وتفوق الفلوجة بأضعاف، وهذا ما يجعل عناصر التنظيم الإرهابي غير قادرين على غلق جميع الثغرات في المدينة، ما يسهل عملية اﻻقتحام بشكلٍ أسهل من مدينة الفلوجة ذات الحجم المناسب، والملائم لقدرات التنظيم الدفاعية.
المعروف أن تنظيم داعش عندما يراهن على مدينة لن يخرج منها إلا وأصبحت أثرا بعد عين، وهذا ما حصل في كوباني السورية، وبيجي والرمادي العراقيتين، حيث لم يبق في تلك المدن منزل أو بناية إﻻ وأصبحت ركاما، بفعل القصف العشوائي والمفخخات والعبوات الناسفة التي كانت تنفجر في الدور والمباني في معارك شوارع هي الأعنف، واستخدام مختلف أنواع اﻻسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة داخل المدن والقصبات التي يتواجد فيها عناصر التنظيم.
إصرار التنظيم على التمسك بالفلوجة، لرمزية هذه المدينة ولتاريخها الحافل بمحاربة الأميركان، جعله يراهن عليها كثيراً كون عيون العالم موجهة إليها، ويريد أن يبعث رسائل إلى العالم، مستغلا الحملة الإعلامية في المدينة، لعله يحرز نصراً على القوات العراقية فيها، كما أن للمدينة أهمية استراتيجية وحيوية كبيرة، وهي أهم طرق إمداد بين الشمال والجنوب، وطالما كانت مصدر قلق وتهديد للعاصمة بغداد والمدن البلدات التابعة لها.
حاولت الحكومة العراقية اقتحام المدينة من محورها الجنوبي، على الرغم من أن هذا المحور من أشد المحاور تحصينا من التنظيم، وسبب ذلك عدم وجود فصائل الحشد الشعبي فيه، حيث تحاول الحكومة العراقية إبعاد الحشد عن المدينة وعدم إشراكه في المعركة، من أجل استمرار دعم التحالف الدولي لهذه المعركة، وهناك فصائل من الحشد الشعبي متهمة بارتكاب جرائم ضد أبناء المدينة المدنيين، باعتراف القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.
أخطأت الحكومة العراقية في قراءة هذه المعركة وحسمها، والتي كان مقررا حسمها قبل بداية شهر رمضان، بحسب تقديراتها على غرار ما حصل في هيت والرطبة، غير أن كثرة الألغام المزروعة وشبكات الأنفاق التي حفرها التنظيم، ووجود أكثر من خمسين ألف مدني داخلها، حالت دون حسم المعركة، حسب التوقيتات التي وضعتها الحكومة العراقية، ومازالت المعارك مستمرة وسط تحرك بطيء وحذر.
ستحسم مدينة الفلوجة عسكرياً لصالح القوات المسلحة العراقية، وإن طالت مدتها الزمنية، فعامل الوقت ليس مهماً بقدر ما يمكن إحرازه من تقدم واجتثاث عناصر التنظيم فيها، فقوات مكافحة الإرهاب والأجهزة العسكرية الأخرى المشاركة معها، أصبح لديها الخبرة في معارك حرب الشوارع، وكيفية التعامل مع الجماعات الإرهابية بفضل الحروب التي خاضتها في السنوات الأخيرة، واﻻنتصارات التي حققتها في المعارك التي خاضتها ضد التنظيم.
مقالات أخرى
08 ديسمبر 2016
06 مايو 2016
11 مارس 2016