ماذا نريد نحن؟

05 اغسطس 2016
تهور متواصل إسرائيلياً نحو الفاشية (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
في المقابلة المطوّلة مع النائب عن "التجمّع الوطني" في الكنيست، باسل غطاس، أوضح أن كل ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حالياً، هو مواصلة إدارة الصراع، منطلقاً من ثقته العالية بنفسه التي تتغذى من بين أمور أخرى، مما يرصده من غزل عربي معه، وتوق عربي إلى أن "يبيّض" وجوههم وأن يتحرك لمجرد الحركة وأن يقدّم مبادرة يمكنهم التلحّف بها للدخول في تحريك للعملية السلمية بغض النظر عن نتائجها النهائية أو خط النهاية فيها.

في المقابل، لم يعد واضحاً ما الذي نريده، نحن العرب ككل، والفلسطينيين على نحو خاص، فهل نريد التحرير الكامل من البحر إلى النهر مثلاً؟ وإذا كان هذا ما نريده، فما الذي نفعله لتحقيق ذلك؟ أم أننا نريد ونكتفي ببنود المبادرة العربية ونريد حل النزاع العربي الفلسطيني-الإسرائيلي، على قاعدة حل الدولتين؟ وبالتالي ماذا نفعل في هذا السياق؟

هل هناك إرادة فلسطينية جامعة اليوم، وهل ما تريده السلطة الفلسطينية هو ما تريده حركة "حماس" مثلاً؟ هل يسعى الطرفان فعلاً إلى بلورة موقف من الحد الأدنى من المطالب، أم أن كل طرف منهما يحاول فقط البحث والتمسك عما من شأنه أن يعزز صدقية روايته بشأن أسباب ودوافع الانقسام الفلسطيني، حتى يفرض شروطه هو لمصالحة يريد، كل طرف منهما، أن تكون فقط تكريساً لموقفه وانتصاراً له على الطرف الآخر؟ في المقابل، ماذا يريد الفلسطينيون في الداخل في ظل ما يبدو أنه تراخٍ وتراجع في نشاط ومواقف القائمة المشتركة، في وجه التهور المتواصل إسرائيلياً نحو الفاشية؟ فنحن لا نذيع سراً ولا نكشف مستوراً عندما نتحدث عن خيبة أمل معينة، بدرجات متفاوتة من نشاط القائمة المشتركة ومواقف بعض أعضائها ونشاطهم، على الرغم من إدراك محدودية الإنجازات التي يمكنها أن تحققها برلمانياً في ظل التيار اليميني والأغلبية اليمينية الكبيرة في الكنيست الإسرائيلي. هل تستطيع القائمة المشتركة مثلاً، من دون دعم وزخم شعبي، منعَ تشريعات قانونية عنصرية وفاشية؟ التجربة تثبت عكس ذلك، لكنها قادرة في المقابل على رفع كلمة الفلسطينيين وإيصالها للمحافل الدولية، إلا أن كلمة الداخل الفلسطيني أيضاً باتت غير موحّدة، حتى وإن تحالفت الأحزاب السياسية في قائمة مشتركة.
المساهمون