اتسعت دائرة الانتقادات لرد فعل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على تداعيات الكارثة الإنسانية التي خلفها الإعصار ماريا في جزيرة بورتوريكو، على الرغم من إقرار المنتقدين بأهمية القرارات التنفيذية التي اتخذها البيت الأبيض في اليومين الماضيين، بإلغاء العراقيل البيروقراطية من أمام عملية نقل المساعدات العاجلة إلى المنكوبين، وتسليم البنتاغون مهمة إدارة أعمال الإغاثة، وتوزيع المساعدات بعد الشلل التام الذي أصاب سلطات الجزيرة، ما استدعى نشر أكثر من سبعة آلاف جندي أميركي، وتعيين ثلاثة جنرالات من الجيش للإشراف على إيصال المساعدات وإعادة إعمار البنية التحتية من طرقات وكهرباء ومياه واتصالات.
ودافع ترامب، في تغريدات على "تويتر" وفي خطاب ألقاه اليوم الجمعة، عن رد فعل إدارته على كارثة بورتوريكو، وأشاد بجهود الأجهزة الحكومية والمؤسسة العسكرية لمساعدة السلطات في الجزيرة على مواجهة مختلف جوانب الأزمة الإنسانية.
وأشار إلى أن البحث سيتركّز في المستقبل حول سبل تأمين الأموال من أجل إعادة إعمار الجزيرة.
وتحدث ترامب عن خطته لتخفيض الضرائب، فقال إنها إصلاحات ضريبية تاريخية لم تشهد الولايات المتحدة مثيلاً لها.
ويعارض الديمقراطيون ما تضمنته الخطة من تخفيضات ضريبية على أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة، ستؤدي إلى زيادة عجز الميزانية أكثر من ترليوني دولار.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن التخفيضات الضريبية المقترحة ستزيد من ثروة ترامب وعائلته أكثر من مليار دولار.
وبعد اتهام ترامب بإهمال كارثة إعصار ماريا بالانشغال بالسجال مع الرياضيين السود المحتجين على العنصرية في الولايات المتحدة، ودعوته أصحاب نوادي الدوري الوطني إلى طرد هؤلاء اللاعبين لعدم احترامهم العلم الأميركي، تركزت انتقادات وسائل الإعلام المعارضة على تأخر الإدارة في إرسال المساعدات العاجلة، واستمرار انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات عن نحو أربعة ملايين أميركي يعيشون في بورتوريكو والجزر التابعة لها على بعد مئات الأميال من الولايات المتحدة.
وأثارت تصريحات أدلت بها وزيرة الداخلية بالوكالة، إليان ديوك، تناولت ما وصفتها بـ"الأخبار الطيبة" من بورتوريكو ردود فعل مستنكرة، وردت عمدة مدينة سان خوان، كارمن كروز، في حديث مع "سي إن إن" بأن "قصة عطش وجوع ملايين المنكوبين ليست أخباراً طيبة".
ولاحقاً قال بيان توضيحي عن وزيرة الداخلية إنها قصدت بتعبير "الأخبار الطيبة" الإشادة بالجهود المبذولة في مواجهة الأزمة الإنسانية في بورتوريكو.
وتزامنت الانتقادات الموجهة للقائمة بأعمال وزير الداخلية مع حملة استهدفت وزير الصحة، توم برايس، على خلفية استخدامه طائرات خاصة على حساب دافعي الضرائب في مهمات رسمية ورحلات خاصة بتكاليف تجاوزت المليون دولار.
وقد أعلن ترامب عن استيائه من تصرف الوزير، وسرت أنباء عن احتمال إقالته وزير الصحة.