ليقل نقولا فتوش ما يحلو له

23 أكتوبر 2014
من الصور المنتشرة على مواقع التواصل (فيسبوك)
+ الخط -

يمكن للنائب اللبناني نقولا فتوش أن يقول ما يحلو له. وبعد البلطجة الجسدية بحق الموظفة الحكومية منال ضو، يمكن له الانتقال إلى البلطجة الكلامية. وهو حقاً ما فعله في مؤتمره الصحافي اليوم بعد رفع ضو شكوى ضده بتهمة الاعتداء عليها جسدياً في دائرة رسمية. أطلّ علينا النائب البقاعي (شرق لبنان) وقال كلاماً كثيراً عن أنه لم يعتدِ على ضو، وهاجمها، كما هاجم الموظفين المعتصمين تضامناً معها. فعل كل ذلك بفوقيته الشعبوية والمعتادة.

المهم ليس نقولا فتوش، فليقل ما يشاء، تاريخه يشهد له أصلاً من الكسارات وصولاً إلى الاعتداء على ضو، مروراً بتحوّله إلى عراب أكبر عملية سطو على الديمقراطية اللبنانية من خلال التمديد للمجلس النيابي. المهمّ هو الشارع، هو الإعلام، هو التواطؤ الجميل بين الشارع والإعلام على النائب العزيز.

على غير عادة قرر الجميع أن ما حصل غير مقبول. مواقع التواصل الاجتماعي ازدحمت بصور ساخرة لنقولا فتوش، قراصنة مجهولون اخترقوا موقعه. على"تويتر" بدأت الحملة ضدّه، حملة حتماً أكبر مشجّع لمنال ضو لرفع دعوى ضد النائب، بعدما كان مقرراً أنها لن تفعل ذلك. أما الإعلام التقليدي، بدوره رفع لواء الدفاع عن ضو. مقدمات نشرات الأخبار لم ترحمه، والتقارير الإخبارية كذلك.

وبينما ظنّ الجميع أن الأمر اقترب من النهاية، مع رفع الشكوى، ثم مؤتمر فتوش، تابعت مواقع التواصل دورها. حاصرت فتوش. عادت الأوسمة تنتشر على "فيسبوك" و"تويتر": "#نائب_مدد_ايده" ثم "#‏عالحبس_يا_ﻓﺘﻮﺵ‬، #"كلنا_منال"... ثم انتشار لافتة كتب عليها "داعش وفتوش وجهان لعملة واحدة" في إشارة إلى الإساءة التي يمارسها الاثنان على النساء.

نقولا فتوش ضرب الموظفة، اعتدى عليها وعنفها لفظياً.... بإمكانه هو أن يقول ما يحلو له، أما نحن فنعرف ما حصل: أخبرنا الإعلام بذلك، وأخبرتنا منال بذلك... لا يمكن لكل هؤلاء أن يكونوا مخطئين. لقد ضربها، وكل هذه الشعبوية والغضب في خطابه لا تفعل سوى تأكيد ذلك.

عزيزي النائب الذي "شجّع السياحة في لبنان"، معركتك خاسرة، ركّز على ملف الكسارات، والاعتداء على البيئة، وتلويث هواء اللبنانيين. هناك مصالح وأموال ومحسوبيات تشبه المجلس النيابي الذي تريد التمديد له. ابقَ هناك، ربما، نقول ربما، تخرج رابحاً.

المساهمون