نفذت وحدات عسكرية تابعة لحكومة الوفاق الليبية، وأخرى للواء المتقاعد خليفة حفتر، عمليات استطلاع جنوب شرق سرت، في عملية هي الأولى من نوعها بين قوات حفتر و"البنيان المرصوص"، وسط توقعات بمشاركة قوات حكومة الوفاق في حماية الهلال النفطي في حال تعرضه لهجوم جديد.
وأكد النقيب علي الأميل، أحد ضباط قوة حماية سرت التابعة لحكومة الوفاق، أن وحدات من الكتيبة 128 التابعة لعملية "البنيان المرصوص" نفذت عمليات استطلاعية بالاشتراك وتنسيق كامل مع كتيبة طارق بن زياد التابعة لحفتر في أودية بونجيم، جنوب شرق سرت، والأحراش الصحراوية المحيطة بها، حيث تنشط خلايا "داعش" في المناطق الصحراوية جنوب سرت.
وكانت غرفة عمليات سرت التابعة لحفتر قد أعلنت، الأربعاء الماضي، عن رفع حالة التأهب والطوارئ بمنطقة الهلال النفطي بعد ورود معلومات استخبارية عن "تحشدات لمجموعات إرهابية" غرب وجنوب الموانئ النفطية، مشيرة إلى أنها نشرت دوريات وحواجز تفتيش في مناطق الهلال النفطي وسرت، ودوريات استطلاع جنوبها.
وفي السياق ذاته، كشف الأميل، لــ"العربي الجديد"، عن أن التقارير الواردة تشير إلى إمكانية إعادة تنفيذ إبراهيم الجضران، رئيس حرس المنشآت النفطية السابق، هجوما جديدا على منطقة الهلال النفطي، مؤكدا أن قوة حماية سرت تلقت طلبا من ضباط حفتر بمنطقة الهلال لتنسيق جهود المراقبة والاستطلاع في المناطق الواقعة إلى جنوب مناطق سيطرة قواتها، سيما في المناطق الصحراوية.
وتحدث الأميل أيضا عن أن التقارير الواردة تضمنت دلائل تشير إلى إمكانية تنسيق الجضران مع خلايا "داعش" لتنفيذ عمليات مسلحة بهدف السيطرة على مناطق الهلال النفطي. وقال "المعلومات تؤكد أن الجضران التقى في الآونة الأخيرة مسلحي "داعش" جنوب شرق بني وليد أكثر من مرة، كما أكدت وجود حركة سيارات مسلحة بالمنطقة بشكل واضح، لكن لم يتحدد ما إذا كانت "داعش" ستشارك في عمليات جضران أم لا".
وتعرضت منطقة الهلال النفطي لثلاث هجمات مسلحة منذ أن تمكنت قوات حفتر من طرد قوات الجضران، والذي ضمه مجلس الأمن لقائمة عقوباته منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، كان آخرها منتصف يونيو/ حزيران الماضي، بهدف استعادته السيطرة على المنطقة التي كان يديرها منذ عام 2012.
وتأتي هذه التطورات في وقت حذرت العديد من الدول من إمكانية عودة نشاط "داعش" في ليبيا، فيما أكد الأميل أن خلايا التنظيم لا تزال موجودة وتتحرك في الأودية المتاخمة لمنطقة بني وليد جنوب غرب سرت، وتتنقل عبر طرقات صحراوية حتى منطقة الفقهاء، التي نفذت فيها عملية نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مرورا بمناطق هامة واستراتيجية كالجفرة، وسط الجنوب. وبين أن "هذه الخلايا لا بد لها من داعم وحاضن، ولا يستبعد أن يكون الجضران ممن يدعمها أو يوفر لها مناطق للجوء والحماية".
وأوضح الأميل أن التنسيق مع قوات حفتر جاء بعلم حكومة الوفاق وموافقتها، على أن تتعهد قوات اللواء المتقاعد بـ"الالتزام بمواقعها" دون أن تحاول التقدم باتجاه الغرب، مرجحا أن تصدر الحكومة أوامرها بمشاركة قواتها في سرت في عملية حماية الهلال النفطي في حال تعرضه لهجوم مجددا.