ليبيا: اتهامات من معسكر الشرق للثني بنهب المال العام لمصلحة حفتر

14 ابريل 2020
يشرف الثني على عمليات الفساد المالي والإداري(عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مطلعة في معسكر شرق ليبيا الذي يتزعمه اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عن عمليات فساد مالي وإداري يشرف عليها رئيس الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا (غير المعترف بها دولياً)، عبد الله الثني. وقالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنّ الثني "بات يتعامل مثلما كان يفعل القذافي وأبناؤه"، في إشارة إلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وبحسب المصادر نفسها، فإن "عمليات نهب المال العام ومخصصات مناطق شرق ليبيا جارية ليل نهار، وكان آخرها إسناد الثني لشركة مملوكة لنجله محمد، مهمة توريد معدات ومستلزمات طبية خاصة بمكافحة فيروس كورونا".

وأوضحت المصادر أنّ الثني كان قد خصص 300 مليون دينار (نحو 213 مليون دولار) لمكافحة وباء كورونا وشراء المستلزمات والمعدات الطبية لذلك، قبل أن يسند المهمة الأساسية في هذا الشأن إلى شركة "إسبيد" التي يمتلكها نجله، إضافة إلى شركتين أخريين مملوكتين لأعضاء عن المنطقة الشرقية في مجلس النواب الليبي، هما عيسى العريبي وبدر النحيب، وذلك مقابل علاقات سياسية وعمولات.

يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه المصادر عن لقاء واسع في محافظة مرسى مطروح غرب القاهرة، نظمه أخيراً السفير الليبي الأسبق لدى مصر، أحمد قذاف الدم، الذي يعرّف عن نفسه حالياً بالمسؤول السياسي لجبهة النضال الليبي. وشارك في الاجتماع عدد من النواب ومشايخ القبائل، مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، وذلك بهدف إعادة ترتيب الصفوف في سرت التي تعدّ معقل "القذاذفة"، بعد تفوق كبير لقوات حكومة الوفاق الوطني في المعارك المندلعة على محور الوشكة وتخوم المدينة.

وأشارت المصادر إلى أنّ قذاف الدم أعلن تقديمه مساعدات مالية كبيرة للقبائل التي يشارك أبناؤها في القتال إلى جانب حفتر. وأوضحت أنه قام بترتيبات مع الأجهزة المصرية يتكفل من خلالها بإقامات ونفقات تعليم عدد من أبناء زعماء القبائل في محافظة الإسكندرية المصرية، مقابل شراء ولاء هؤلاء له ولحفتر.

وبحسب المصادر، بدأ حفتر بتحريك قوات داعمة جديدة من بنغازي لإنقاذ الموقف في محاور القتال، وذلك بعد وصول دفعة جديدة من المقاتلين الأفارقة، موضحةً أنه صدرت أوامر بتحريك سرية كورنيت لتنفيذ مهمات عسكرية في محاور القتال شرق مدينة مصراتة، وتحديداً في محيط منطقة بوقرين، إضافة إلى تحريك ما يعرف باسم كتيبة العاصفة التي تتمركز في بنغازي، إلى مناطق غرب ليبيا.

يأتي هذا في الوقت الذي واصل فيه طيران حكومة الوفاق تسيُّده للأجواء في المعارك المندلعة، قاطعاً بذلك خطوط الإمداد لمليشيات حفتر التي تقاتل في محاور حول العاصمة طرابلس، وسط عجز كامل للدفاعات الجوية لهذه المليشيات. فيما تكثف الإمارات من جهودها الداعمة لحفتر في محاولات حثيثة لمنع تقدم قوات حكومة الوفاق في عدد من المحاور وسيطرتها على مساحات جديدة واسعة.

وفي هذا الصدد، قالت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ "أبوظبي جددت مطالبتها للقاهرة بتنفيذ طلعات جوية هجومية على أهداف تابعة لحكومة الوفاق قرب سرت وطرابلس، على غرار ضربة نفذتها منذ نحو 10 أيام، لإنقاذ مليشيات حفتر أمام تقدم مكثف لقوات الوفاق على محور الوشكة". 

في مقابل ذلك، كثفت مليشيات حفتر من القصف الصاروخي العشوائي على أحياء طرابلس، حيث استهدفت بصواريخ غراد منطقة السواني، ما أدى إلى إصابة مخازن للأدوية، وأُصيب طبيب في مستشفى الخضراء الذي خصصته حكومة الوفاق لعزل المصابين بفيروس كورونا، جراء تعرضه لشظايا قذائف.

المساهمون