استمع إلى الملخص
- وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ينتقد نتنياهو ويقترح خطة لتقسيم غزة إلى مناطق إدارية بإدارة فلسطينية مدربة من الولايات المتحدة، معتبرًا ذلك مصلحة وطنية.
- نتنياهو ينفي التقارير عن موافقته لمشاركة فتح ويؤكد رفضه لأي شراكة مع السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن أي تسوية في غزة يجب أن تشمل القضاء على حماس.
نتنياهو تراجع عن رفضه مشاركة فتح في "اليوم التالي" لحرب غزة
كرر نتنياهو أكثر من مرة رفضه مشاركة جهة فلسطينية في إدارة القطاع
"واشنطن بوست" كشفت عن خطة يقودها غالانت لشكل الحكم في غزة
سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نفي قبوله مشاركة جهة فلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، بعد أن كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت، اليوم الجمعة، أنه وافق بالفعل على مشاركة حركة فتح في خطة "اليوم التالي" للحرب على غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، مساء اليوم الجمعة، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنّ نتنياهو تراجع عن معارضته مشاركة حركة فتح الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وفق خطة بات يطلق عليها "اليوم التالي" للحرب على غزة. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت التي انتقد فيها نتنياهو، الشهر الماضي، قائلاً إن "اليوم التالي للحرب لن يتحقق إلا من خلال سيطرة جهة فلسطينية على غزة بدعم دولي، وهذه الجهة ستكون بديلاً حكومياً لحماس (...) هذه مصلحة وطنية إسرائيلية".
ورداً على هذه التصريحات، قال نتنياهو: "لست مستعداً لاستبدال حماسستان بفتحستان"، في إشارة منه إلى أنه ليس مستعدّاً لأن تحكم حركة فتح من خلال السلطة الفلسطينية غزّة بدلاً من حماس. وأضاف: "الشرط الأول لليوم التالي (للحرب على غزّة) هو القضاء على حماس، والقيام بذلك من دون أعذار".
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم الجمعة، يشير إلى خطة ناقشها غالانت مع مسؤولين أميركيين خلال زيارته واشنطن، تتعلق بشكل حصري بـ"اليوم التالي" للحرب على غزة. وبموجب خطة غالانت التي كشفتها الصحيفة الأميركية، فإن قطاع غزة سيقسم إلى 24 منطقة إدارية، تبدأ قوة فلسطينية بإدارتها بشكل تدريجي، على أن تكون القوة مدربة من الولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة الأميركية أنه ستُشكّل لجنة لمتابعة مجريات الخطة برئاسة الولايات المتحدة وبمشاركة قوة دولية تضم مصر والأردن والإمارات والمغرب، وفق ما أوردت.
نتنياهو ينفي
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو سارع إلى نفي ما نُشر، ووصفه بأنه "كاذب"، وقال إن "أولئك الذين يموّلون الإرهاب ويدعمون الإرهاب ويعلّمون للإرهاب، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، لا يمكن أن يكونوا شركاء في إدارة غزة في اليوم التالي لحماس. وقد كرر رئيس الوزراء نتنياهو هذا الموقف الثابت، في الآونة الأخيرة، في اجتماعات المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وفي آذان مسؤولين أميركيين، وأمام الجمهور الإسرائيلي"، وفق مزاعمه.
ويرى وزير الأمن الإسرائيلي، في تصريحات سابقة له، أن "حكماً عسكرياً ومدنياً في غزّة سيجعل الجهد الرئيسي لغزّة على حساب الجبهات الأخرى، وسيكلّف دماء وضحايا، وثمناً اقتصادياً باهظاً". ودعا غالانت نتنياهو إلى "اتخاذ قرار وإعلان أن إسرائيل لن تحكم قطاع غزّة مدنياً، وأنه لن يكون حكم عسكري هناك، والعمل على تقديم بديل سلطوي لسلطة حماس"، وذكر أنه "من واجبنا الآن أخذ البلاد إلى مكانٍ أفضل. يجب أن نتّخذ قرارات صعبة لصالح الاعتبارات الوطنية، حتى لو كان ذلك ينطوي على ثمن سياسي. ويتوقع الناس منا أن نتخذ القرارات الصحيحة".
وأوضح غالانت، الشهر الماضي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مقترحاً ليس لدى نتنياهو استعداد لمناقشته، مفاده أنه من الضروري العمل من أجل بديل لحركة حماس، مضيفاً أن "نهاية الحملة العسكرية (الحرب على غزّة) هي بحل سياسي. اليوم التالي لـ(حماس) لن يتحقّق إلا على يد جهات تكون بديلة عن (حماس). هذه قبل أي شيء مصلحة إسرائيلية"، وذكر أن "الخطّة لم تُطرح للمناقشة، والأسوأ أن أي بديل مكانها لم يُطرح. إن حكماً عسكرياً ومدنياً في غزّة هو بديل سيئ وخطير لدولة إسرائيل".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد قال، في وقت سابق، إن الحركة "وُجدت لتبقى"، وذلك في معرض حديثه عما يروج بشأن ما يسمى "اليوم التالي للحرب" على غزة، مشدداً على أن "إدارة القطاع بعد الحرب سوف تقرر فيه الحركة مع الكل الوطني، مستندة في ذلك إلى المصالح العليا لأهلنا في غزة، والتسهيل عليهم في كل ما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب، وإلى الرؤية الوطنية الناظمة لوحدة الضفة والقطاع".