فوضى
في الخلْف
لا فِكْرة
يُبنى عليها
بيتٌ
فالغضب يطرح كلَّ شيءٍ أرضاً
والحزنُ قلّما يُنبت فكرةً
مرّةً كان رأسي يَدِبّ
على تربة ميتة
ففي أزمنة الحرب
لا منطقَ
سوى رايةٍ مضطربة
ونجمةٍ مختلَّة
وقاتلة
بسبب الخوف
قِلّةٌ هم من يتكلَّمون
في عالَم مُتبدِّل
ومضطرب
يُقامُ جحيم شخصي
في كل النواحي
لو كان هناك جحيم واحدٌ مُتَقاسَمٌ
في فلسطين
تتقدّم دبّاباتٌ
على صورة ومِثالِ
الفراغ
تُقتَرَفُ جريمةٌ
تحلو
في عينيْ أحَدِهم
(عينايَ هما عيناك دوماً)
(لكن الآنَ لا)
تعلَّمتِ أن تنظُري عن قُرب
ها أنتِ تمشين عبر الأنقاض
تتعوّدين
تُقْتَرَفُ
كلُّ الجرائم
على حِدَةٍ
ولا يوجد شيءٌ شخصيٌّ
رائحةٌ ما
تُحدِّدُ مناظرَ أرضِكِ
سُرقتْ منكِ مناظرُكِ
ووضعوا مكانَها
مستوطَنةً سقيمة أخرى
مرَّةً وقد نُصِبَ الجدارُ
يتزعزع جِسْرُ التَّنهُّدات
ويَشْرَعُ تبريرُ العلومِ الحقَّة
الكِذبَةُ الرِّياضيّةُ
ومُهاجَمةُ القلبِ
يَصِير المرْكَزُ رِخْواً
ينمو ويَسْمَنُ
مِثْلَ عُزلتي
عندما أملأُها من الخارج
هذه الأيامُ
ذاتُ الحياةِ المتنسِّكة
لا تسمح باستقطابات موضوعية
وبإمكانٍ شِعريٍّ في الأرض
أو باستنشاق الحُبِّ
شيء أكثر من هواءٍ مضغوط
كَوْن
صيِّرْني تُراباً
مُسّني
اِسْقِني
اِكْشطني
صيّرني كئيبة
مُفرطةَ الحساسية
افْعلْ ما تشاء
بي
فأنا صِنْف من الزُّنبُرك
أو المُلْغَم
جُبْ كلَّ طرُقِ
حريري
ونبيذيَ الدافئ
لكنْ لا تَجُبْ طُرُقَ النسيان
وبَعْد ذلك
انْتفضْ
اكْتَسِ
تخلَّصْ
تآمَرْ
اِختَفِ
أَوصِدِ البابَ
وبعد ذلك
اِغْتظْ
انْزَوِ
اُطْرُقْ بابي
اِختَرِقني
غُصْ فيَّ
اِرْمِني
وبعد ذلك
قبل أن تنصرف
قُمْ يا حبيبي بكل ذلك مجدّداً
معي
البابُ
الليل
الصخرة الأبدية
دعْني
دعْني بُؤْساً
وقبل انصرافك
أيْقِظني
على جريدة وصينيّة الفُطور
مع كل الأخبار الطيبة لِبَنات خيالِك
مع ما لا يُحْصَرُ من أحوال نفسِك.
* Jessica Atal شاعرة تشيلية ولدت عام 1964 في سانتياغو لأسرة سورية مهاجرة. من أعمالها "تنويعات بأزرق عميق" و"نموذج أصلي" و"ستارُ فِيَلة"
** ترجمة عن الإسبانية: مزوار الإدريسي
اقرأ أيضاً: هذه الجبال الضائعة في تشيلي