18 أكتوبر 2024
لبنان وإسرائيل ونذر المواجهة
تصاعدت في الأسابيع الأخيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان بشكل عام، ولحزب الله خصوصا، على خلفية قضايا متعدّدة، منها مسألة الحديث الإسرائيلي عن صواريخ حزب الله، ومرة عن مصانع الأسلحة، ومرّة أخرى عن تهريب الأسلحة النوعية إلى لبنان، وما سوى ذلك؛ ولكن التهديدات تركزت، هذه المرّة، على مسألتين: الأولى بناء إسرائيل جدارا عازلا على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وعدم الاكتراث للتحفّظ اللبناني على بعض النقاط الحدودية (14 نقطة) عندما تمّ ترسيم الخط الأزرق (خط الانسحاب غير خط الحدود) في العام 2000. وبالطبع، أثار هذا حفيظة لبنان، ورفض هذا العمل الذي اعتبره عملاً عدوانياً جديداً، وقد عملت قوات الطوارىء الدولية (يونيفل) العاملة في الجنوب على محاولة حل هذه المشكلة، من خلال اجتماع ثلاثي (منفصل) عقد في مقر قيادتها في بلدة الناقورة في جنوب لبنان بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي، وبرعاية قيادة قوات "يونيفل". وقد أكد الاجتماع على التهدئة على طرفي الحدود، والالتزام بمندرجات قرار مجلس الأمن 1701، لكنه لم يعالج مسألة بناء الجدار العازل.
وتتصل المسألة الثانية الأخرى التي ركّزت عليها إسرائيل بحصة لبنان من حقول النفط والغاز البحرية في البحر المتوسط، أو ما يُعرف بـ "البلوك" رقم 9 المحاذي للحدود البحرية لـفلسطين المحتلة، وقد هدّد وزير الجيش الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، بالاستيلاء على هذا "البلوك" أو الاستحواذ على قسم منه، وبالتالي من حصة لبنان النفطية. وردّ حزب الله على هذا التهديد الإسرائيلي، حيث عرضت وحدة "الإعلام الحربي" في الحزب فيلماً مصوّراً قصيراً يظهر قدرة الحزب على استهداف منصة الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط بالصواريخ، في حال تعرّض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي على خلفية الملف النفطي.
أما لبنان على المستوى الرسمي، فقد عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً، ومنح القوى العسكرية اللبنانية الغطاء السياسي والضوء الأخضر لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، أو أي تحدٍّ في موضوعي الجدار العازل، أو "البلوك" النفطي. ويتكئ لبنان، في هذه المواجهة المحتملة، أو هذا التحدّي، على قوة حزب الله الصاروخية، لأن قوته الرسمية (الجيش والقوى الأمنية الأخرى) مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، وهذا يضعه ببنيته التحتية ومؤسساته في مرمى الأهداف الإسرائيلية بسهولة.
وقبل حوالي الشهر، شهدت مدينة صيدا في جنوب لبنان محاولة اغتيال لأحد عناصر حركة حماس، وتبيّن فيما بعد، من خلال التعقّب التي قامت به الأجهزة الأمنية اللبنانية (شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي) تورّط المخابرات الإسرائيلية في المحاولة، ما يعني اعتداءً على سيادة لبنان من ناحية، واختباراً لردة فعل حزب الله من ناحية، وحتى "حماس" من ناحية أخرى.
وإذا رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، تبيّن لنا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت عشرات، بل ربما مئات، الغارات على قواعد عسكرية، أو على قوافل، أو مخازن ذخيرة لحزب الله في سورية. وقد كان أحدث هذه الغارات فجر يوم الأربعاء (7/2/2018) وفقاً لما أورده الإعلام السوري.
هي إذاً نذر مواجهة تتصاعد يوماً بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله، وتالياً لبنان من جهة ثانية، إلا أن توازن الرعب القائم حالياً يحول إلى الآن دون خروج الأمور عن نطاق السيطرة، لكن ذلك قد لا يدوم طويلاً، لاعتبارات كثيرة، منها عدم التسليم الإسرائيلي بالدور المتنامي لإيران في سورية، ورفضها تحويل ما تعتبره تهديداً لها من خلال تعزيز الوجود الإيراني في هذا البلد.
هل تنزلق الأمور إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ولبنان على خلفية هذا التصعيد، أم أن سقف هذا التصعيد سيظل منضبطاً؟ الواضح أن كلاً من الطرفين يتهيّب المواجهة، ويخشى من أثمانها، لكن كلاً من الطرفين أيضاً قد يجد نفسه بحاجة إليها في إطار محدود، ولكن بحساباتٍ تختلف عند كل طرف عن الآخر.
وتتصل المسألة الثانية الأخرى التي ركّزت عليها إسرائيل بحصة لبنان من حقول النفط والغاز البحرية في البحر المتوسط، أو ما يُعرف بـ "البلوك" رقم 9 المحاذي للحدود البحرية لـفلسطين المحتلة، وقد هدّد وزير الجيش الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، بالاستيلاء على هذا "البلوك" أو الاستحواذ على قسم منه، وبالتالي من حصة لبنان النفطية. وردّ حزب الله على هذا التهديد الإسرائيلي، حيث عرضت وحدة "الإعلام الحربي" في الحزب فيلماً مصوّراً قصيراً يظهر قدرة الحزب على استهداف منصة الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط بالصواريخ، في حال تعرّض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي على خلفية الملف النفطي.
أما لبنان على المستوى الرسمي، فقد عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً، ومنح القوى العسكرية اللبنانية الغطاء السياسي والضوء الأخضر لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، أو أي تحدٍّ في موضوعي الجدار العازل، أو "البلوك" النفطي. ويتكئ لبنان، في هذه المواجهة المحتملة، أو هذا التحدّي، على قوة حزب الله الصاروخية، لأن قوته الرسمية (الجيش والقوى الأمنية الأخرى) مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، وهذا يضعه ببنيته التحتية ومؤسساته في مرمى الأهداف الإسرائيلية بسهولة.
وقبل حوالي الشهر، شهدت مدينة صيدا في جنوب لبنان محاولة اغتيال لأحد عناصر حركة حماس، وتبيّن فيما بعد، من خلال التعقّب التي قامت به الأجهزة الأمنية اللبنانية (شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي) تورّط المخابرات الإسرائيلية في المحاولة، ما يعني اعتداءً على سيادة لبنان من ناحية، واختباراً لردة فعل حزب الله من ناحية، وحتى "حماس" من ناحية أخرى.
وإذا رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، تبيّن لنا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت عشرات، بل ربما مئات، الغارات على قواعد عسكرية، أو على قوافل، أو مخازن ذخيرة لحزب الله في سورية. وقد كان أحدث هذه الغارات فجر يوم الأربعاء (7/2/2018) وفقاً لما أورده الإعلام السوري.
هي إذاً نذر مواجهة تتصاعد يوماً بعد يوم بين إسرائيل وحزب الله، وتالياً لبنان من جهة ثانية، إلا أن توازن الرعب القائم حالياً يحول إلى الآن دون خروج الأمور عن نطاق السيطرة، لكن ذلك قد لا يدوم طويلاً، لاعتبارات كثيرة، منها عدم التسليم الإسرائيلي بالدور المتنامي لإيران في سورية، ورفضها تحويل ما تعتبره تهديداً لها من خلال تعزيز الوجود الإيراني في هذا البلد.
هل تنزلق الأمور إلى مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ولبنان على خلفية هذا التصعيد، أم أن سقف هذا التصعيد سيظل منضبطاً؟ الواضح أن كلاً من الطرفين يتهيّب المواجهة، ويخشى من أثمانها، لكن كلاً من الطرفين أيضاً قد يجد نفسه بحاجة إليها في إطار محدود، ولكن بحساباتٍ تختلف عند كل طرف عن الآخر.