لبنان: اعترافات لقيادي بالقاعدة عن تورّط النظام السوري باغتيالات




06 فبراير 2016
النظام السوري طلب من المجموعات الجهادية اغتيال جنبلاط (Getty)
+ الخط -

جاءت اعترافات الموقوف نعيم عباس لتشير إلى مطالب أمنية تقدّمت بها القيادة السورية لمجموعات متشددة لتنفيذ مهمات أمنية.

عباس، المتّهم بالتخطيط للتفجيرات التي ضربت ضاحية بيروت الجنوبية (بين عامي 2013 و2014) كشف عن قنبلة سياسية وأمنية.

وقال عباس وهو قيادي بتنظيم القاعدة بلبنان، إنّ "المخابرات السورية أرسلت موفداً إلى توفيق طه (قيادي في كتائب عبدالله عزام) عام 2010، ناقلاً منها رسالة: (اقتلوا وليد جنبلاط ونعطيكم ما تريدونه في لبنان)"، مضيفاً أنّ الموفد السوري طلب تنفيذ عمليات أمنية أخرى.

ولم يتوقف عباس عند هذا الحدّ، بل أشار إلى أنّ النظام السوري "هو من اغتال اللواء في الجيش اللبناني فرنسوا الحاج"، وهو القائد العسكري لمعركة مخيم نهر البارد (شمالي البلاد، بين الجيش وتنظيم فتح الإسلام بين عامي 2007 و2008).

اقرأ أيضاً: الحكومة اللبنانية تؤجل مناقشة قضية ميشال سماحة

وأشار عباس، إلى أنه "بعدما خرج الحاج منتصراً من المعركة طالب بترسيم الحدود مع سورية لأنّ كثيراً من المقاتلين دخلوا إلى نهر البارد من المعابر السورية عند معسكرات قوسايا، وقوبل طلبه بمعارضة سورية".

يشار إلى أنه تم اغتيال اللواء فرنسوا الحاج بتفجير موكبه نهاية عام 2007، وقبل أيام من إعلان الدولة اللبنانية انتهاء المعارك في نهر البارد. 

قد لا يتردّد البعض في الإشارة إلى أنّ هدف عباس إرباك القضاء وتوريط النظام السوري من خلال البوح بمعلومات مماثلة أو حتى اختلاقها. لكن المعروف عن هذا الموقوف أنه لحظة إلقاء القبض عليه، اتّفق مع المحققين على كشف كل ما لديه مقابل مطالب بسيطة (اعطوني سيجارة وسندويشة وأنا سأعترف بكل ما لديّ). لم يجد عباس أي رادع يمنعه من البوح في كل ما بجعبته من معلومات نتيجة خبراته الطويلة في التنسيق والتواصل والعمل الجهادي، بل كان يردّد أمام المحققين ولا يزال أنه "لن يبقى في السجن، بل سيتم إخراجي بصفقة تبادل".

اقرأ أيضاً لبنان: ملف ميشال سماحة على طاولة مجلس الوزراء

جنبلاط يتساءل

دفعت الاعترافات التي تقدّم بها عباس، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، إلى التساؤل "هل ان اعترافات نعيم عباس مقدمة لتفجيرات أمنية ظاهرها القاعدة باطنها المخابرات السورية؟".

وشكّك جبنلاط في القضاء العسكري تحديداً بعد إفراجه عن سماحة المتّهم بنقل متفجرات من سورية إلى لبنان، بالتنسيق مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري، اللواء علي المملوك، بهدف تنفيذ اغتيالات سياسية والإعداد لتفجيرات في مناطق لبنانية عدة.

ويأتي ملف عباس ليثبت تواصل النظام السوري مع المجموعات المتشددة، ومحاولته تجنيدها بما يخدمه ويصب في صالحه نتيجة عمليات التفجير والاغتيالات، مع العلم، أنه منذ عام 2005 إلى اليوم، هزّ لبنان عشرات التفجيرات طاول بعضها شخصيات سياسية وأمنية، لا تزال التحقيقات فيها غير مستكملة.

إلى ذلك، طلب مدعي عام التمييز لدى المحكمة العسكرية، القاضي سمير حمود، من المحكمة العسكرية تزويده بنسخة من استجواب عباس، طالباً أيضاً من استخبارات الجيش إجراء التحقيقات في ما أدلى به الموقوف.

اقرأ أيضاً محاكمة سماحة: لم أعترض على وضع المتفجرات في سيارتي

المساهمون