لبنان: أمن الدولة يحقق مع "مشروع ليلى"

24 يوليو 2019
"مشروع ليلى": الحملة تضرب حرية التعبير (بيوراك سينغي/ Getty)
+ الخط -
أنهت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان، اليوم الأربعاء، التحقيقات مع أعضاء من فرقة "مشروع ليلى" الموسيقية، ثم أخلت القاضية غادة عون سبيلهم، وفق ما أفادت تقارير إعلامية محلية.

وأشارت التقارير نفسها إلى أن الأعضاء سيلتقون راعي أبرشية جبيل للموارنة، المطران ميشال عون، مساء اليوم.

وكانت النيابة العامة في لبنان قد أحالت الإخبار الذي تقدم به الناشط، فيليب سيف، إلى التحقيق، بمزاعم "إهانة المقدسات والمسّ بالأديان وإثارة النعرات الطائفية".

وكانت شخصيّات مسيحية لبنانية قد دعت إلى منع "مشروع ليلى" من أداء حفلة مرتقبة في التاسع من أغسطس/ آب المقبل ضمن فعاليات مهرجانات جبيل، بعدما أعادوا منشورات قديمة لمغني الفرقة الرئيسي، حامد سنّو، يشارك في أحدها رابط مقالة تحتوي صورة معدلة لمريم العذراء، استُبدِل وجهها بوجه المغنية الأميركية مادونا.

وطالبت السلطات الكنسية الرسمية بمنع الحفل المرتقب، لأنّ أغاني الفرقة "تمسّ بالقيم الدينيّة والإنسانيّة وتتعرّض للمقدّسات المسيحيّة" و"تشكل إساءة وخطراً على المجتمع".

وسبقت هذه المواقف الرسمية حملة عنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي استهدفت أعضاء الفرقة، ووصلت إلى حد التهديد بالقتل في حال إحياء حفلها في جبيل.

وردت الفرقة عبر بيان وصفت فيه الحملة ضدها بأنها "تضرب حرية التعبير وتلامس محظور التكفير من دون أن تمت إلى الحقيقة بصِلة"، مشددة على أن أغنياتها "لا تسيء إلى أحد بشيء، ولا تنتقص من أي من القيم والأديان التي يؤمن بها كل إنسان قويم، وسبق أن أدتها الفرقة في مهرجانات سابقة عالمية وفي لبنان مثل بعلبك وبيبلوس وعمشيت وإهدن وغيرها".

وقد دافع ناشطون وفنانون عن الفرقة، مستنكرين هذه الحملة ضدهم، بخاصة أنها تدخل ضمن حملات القمع التي تضرب البلاد في الفترة الأخيرة.

وأصدرت فرقة "الراحل الكبير" الموسيقية بياناً قالت فيه إن "تبرير هذه الحملة أو التغاضي عنها لأي سبب هو مسمار إضافي يُدقّ في نعش ما كنّا نتغنّى به في لبنان من حريّات عامّة... الوقت الآن هو لأن نتضامن مع أنفسنا في ما تبقّى لنا من حريّة في هذا البلد، ولمناصرة ثقافة أن يقاطع الإنسان ما لا يعجبه، فنياً أو فكرياً أو اجتماعياً أو سياسياً، لا أن يمنعه بسيف الترهيب".

كما كتب الفنان أحمد قعبور على "فيسبوك": "مع حرية التعبير. بكل الأساليب الفنية المتاحة... ضد الماكارثية اللبنانية بنسختها المسخ... ضد المطاوعين من رجال الدنيا والدين... مع مشروع ليلى في إحياء حفلاتها".
وقال الفنان مارسيل خليفة: "الحرية لمشروع ليلى!"، علماً أن حملة مشابهة شنت ضده بعدما رفض أداء النشيد الوطني مستعيضاً عنه بأغنية خاصة، في مهرجانات بعلبك الدولية، في السابع من يوليو/ تموز الحالي.

وعبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن تضامنها مع الفرقة، لافتة إلى أن "جهود إسكات الحفل تظهر لماذا لا تتناسب قوانين لبنان الفضفاضة بخصوص التحقير والتحريض مع حرية التعبير".



المساهمون